هجرة الممرضات.. إيران في مرمى "كارثة طبية"
رئيس مجلس إدارة نظام التمريض في طهران يقول إنه منذ تفشي فيروس كورونا في إيران قدم أكثر من ألف ممرضة طلبا للهجرة من البلاد.
قال آرمين زارعيان، رئيس مجلس إدارة نظام التمريض في طهران إنه منذ تفشي فيروس كورونا في إيران قدم أكثر من ألف ممرضة طلبا للهجرة من البلاد.
وأشار زارعيان إلى أن هجرة الممرضات قد ازدادت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، وفي غضون ذلك تعاني طهران من نقص بنحو 7 آلاف ممرضة، حسبما أوردت محطة إيران إنترناشيونال الناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا.
وأضاف أنه بسبب تفشي فيروس كورونا في إيران والظروف الأفضل لهجرة الممرضات، زادت طلبات الهجرة بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
وذكر المسؤول الإيراني أن الدول الأوروبية، وأمريكا الشمالية، وأستراليا هي الوجهات التي ترغب الممرضات الإيرانيات في الهجرة إليها بسبب التجاهل الحكومي لتلبية مطالبهن بتحسين الأجور وتوفير الحماية الطبية من العدوى.
وأعلنت منظمة التمريض الإيرانية، في 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أنه من بين 110 آلاف ممرضة في عموم البلاد، أصيب 20 ألفا منهن بفيروس كورونا المستجد.
وتقاعدت 5 آلاف ممرضة إيرانية على الأقل عن العمل، بينما فقدت 50 ممرضة حياتها جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، وفقا للتقرير.
ومنذ تفشي فيروس كورونا في العالم، سهلت العديد من الدول الأوروبية شروط الهجرة إليها بهدف جذب الممرضات، وحتى شرط إتقان لغة البلد المضيف أزيل كواحد من الشروط اللازمة.
وكشف زارعيان أنه حذر مرارا في اجتماعات سابقة مع أعضاء لجنة الصحة بالبرلمان الإيراني من الإرهاق والضغط على الممرضات، وكذلك من عدم الالتفات إلى هذه القضية.
وأكد رئيس مجلس إدارة التمريض في العاصمة طهران أن إرهاق طاقم التمريض والكوادر الطبية بإيران يمكن أن يسبب كارثة كبيرة، على حد تعبيره.
ويعد التأخير في دفع رواتب الممرضات، وعدم تلقي مكافآت كورونا في الوقت المناسب وبدقة، والتغاضي الحكومي عن تعيين موظفين جدد لتخفيف الضغط بسبب ارتفاع أعداد المصابين بكورونا من بين الأسباب الرئيسية لهجرة الممرضات الإيرانيات.
وأشارت إلناز إيماني، خبير هجرة تقيم في كندا، إلى أن مهنة التمريض من أكثر الوظائف التي يهاجر أصحابها خارج إيران.
وأوضحت إيماني في مقابلة مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في نسختها الفارسية، أن ظروف عمل الممرضات تختلف خاصة في كندا والولايات المتحدة كثيرا عما يحدث في إيران، حيث يتمتعن بدخل أعلى وظروف عمل أفضل.
يذكر أن الممرضين والممرضات احتجوا في بعض مدن إيران خلال أزمة تفشي فيروس كورونا للاعتراض على تأخير الأجور ومشكلات العمل، وسط وعود رسمية بحل المشكلة.
ويرجح أن هذه القضية ستجعل نظام الرعاية الصحية داخل إيران أكثر اضطرابا من أي وقت مضى، لاسيما مع زيادة معدلات الإصابات والوفيات بالفيروس التاجي.