كورونا ينهش طهران.. والنظام يكتفي بـ"الكمامة"
التفشي السريع والمرعب لفيروس كورونا في إيران، وبخاصة طهران، أكده مساعد وزير الصحة الذي قال، إن "العاصمة تواجه أزمة أشد من باقي البلاد".
مع تفشي فيروس كورونا في إيران، وفشل محاولات النظام في كبح الوباء، وتحذيرات من أن العاصمة طهران تواجه تفشيا أسوأ من باقي البلاد، لم يجد النظام أمامه إلا فرض الكمامات في الأماكن العامة، دون اتخاذ إجراءات جادة لإنقاذ الإيرانيين.
التفشي السريع والمرعب لفيروس كورونا في إيران، وبخاصة العاصمة طهران، أكده مساعد وزير الصحة "ايرج حريرجي" الذي قال، إن "العاصمة تواجه أزمة أشد من باقي البلاد".
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة (إرنا) الإيرانية، الثلاثاء، أن "هناك 4793 مريضا بفيروس كورونا في مستشفيات طهران بينهم 948 بالعناية الفائقة، و311 مريضا ينتظرون بغرف الطوارئ."
تصريحات مساعد وزير الصحة، ليست أول تأكيد على تفشي كورونا في إيران، فقبلها بأيام حذر الرئيس حسن روحاني من إجراءات عزل لاحتواء انتشار الوباء
وقال في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني، السبت، "نحن مضطرون لتشديد الإجراءات والرقابة بدءا بالعاصمة طهران".
ومع فشل الإجراءات السابقة في كبح الوباء، شرع النظام في فرض الكمامات بالأماكن العامة بالعاصمة اعتبارا من السبت المقبل، دون اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مثل الإغلاق الكامل لمواجهة التفشي، وإنقاذ الإيرانيين، خشية التداعيات الاقتصادية، ليظهر النظام على حقيقته وأنه لا يهتم إلا بمصالحه فقط.
وقال مساعد وزير الصحة، كان الإلزام باستخدام الكمامات فرض داخل المنشآت العامة في يوليو/ تموز، وسيطبق الآن في الأماكن المفتوحة أيضا بالعاصمة.
وسجلت إيران 479825 حالة إصابة بفيروس كورونا مما جعلها الدولة الأكثر تضررا من الفيروس في الشرق الأوسط، وكانت من أوائل الدول التي تضررت بشدة من الجائحة خارج نطاق شرق آسيا بداية هذا العام.
انعدام الثقة بين النظام الإيراني الحاكم بقيادة المرشد الإيراني علي خامنئي والشعب، علاوة على سوء إدارة الأزمة من البداية أسقط إيران في "بئر كورونا".
ولعل أبرز أسباب هذا السقوط الذي ينذر بخراب الاقتصاد الإيراني ويؤرق الإيرانيين بجانب العقوبات الأمريكية هو سوء إدارة النظام لتلك الأزمة المتفاقمة التي زادت الغضب الشعبي بالبلاد ضد نظام يدفعهم إلى الهاوية.
ومنذ بداية الأزمة لفت موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، خلال تقرير له، إلى أن الغضب الشعبي ضد النظام الإيراني أصبح مثل" القشة التي قصمت ظهر البعير" بعد مذبحة نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 والتي راح ضحيتها نحو 1500 متظاهر.
وأكد موقع "بيزنس إنسايدر" أن هناك قرارين ساهما في الانتشار المبكر لفيروس كورونا في إيران.
وأوضح أن القرار الأول : هو إصرار النظام الإيراني على عقد الانتخابات البرلمانية، وإقامة احتفالات ذكرى الثورة الإيرانية دون الإعلان عن أي تدابير تتعلق بالتباعد الاجتماعي، بالرغم من دارية النظام بتفشي"كوفيد-19".
ولفت الموقع إلى أن عقد تلك الفعاليات العامة جاء رغم تحذير وزير الصحة السابق حسن غازي زاده هاشمي للرئيس حسن روحاني من الجائحة في ديسمبر/كانون الأول.
وأضاف التقرير الأمريكي أنه :"بعد انكشاف رياء الحكومة، تفجر الغضب الشعبي عبر الشبكات الاجتماعية".
أما القرار الثاني، بحسب الموقع الأمريكي، فهو تجاهل القيادة الدينية في إيران التحذيرات الصحية وإبقاء الأماكن الدينية مفتوحة؛ مضيفاً أنه:" في مدينة قم ورغم اكتشاف حالات الإصابة بكورونا ظل ضريح فاطمة مفتوحًا".
وذكر التقرير أن محمد سعيدي، ممثل المرشد الإيراني في قم لم يجهد نفسه في البحث عن حلول واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمحاولة إغلاق المدينة والتأكيد على أنهم لن يسمحوا للعدو بتصوير مدينة قم على أنها غير آمنة".
وتابع:" سعيدي تمادى في تقاعسه وذهب إلى قول إن المرضى يجب عليهم الذهاب للضريح وهو مكان الشفاء".
دفن الضحايا سرا
ورغم أن دول العالم تعلن عن عدد إصابات وضحايا فيروس كورونا المستجد إلا أن إيران تغرد خارج السرب العالمي في هذا الشأن وتقوم بدفن الضحايا سرا وعقب الحصول على إذن من مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
هذا الأمر أثار حالة من الجدل بين الإيرانيين منذ أبريل/ نيسان الماضي، حيث وجهت السلطات الصحية في إيران لعائلات ضحايا فيروس كورونا المستجد بتنسيق عمليات الدفن مع مليشيا الحرس الثوري.
وبالتزامن مع ذلك كشف موقع "راديو فاردا"، المعني بالشأن الإيراني، عن أن خطابا لمسؤول صحة تم تسريبه عبر شبكات التواصل الاجتماعي في 8 أبريل/نيسان أظهر أنه من أجل استخراج شهادات وفيات لـ"ضحايا كورونا" أو الأشخاص المشتبه في وفاتهم جراء الفيروس يتوجب على العائلات التواصل مع الحرس الثوري الإيراني.
ومع تفشي الوباء في إيران لاحقت نظام طهران اتهامات بإخفاء الأعداد الحقيقية للمصابين والضحايا.
وفي 10 أبريل/ نيسان، قال مستشار وزير الصحة علي رضا وهاب زاده، لوكالة فارس، إن عمليات الدفن يجب أن يشرف عليها قوات "الباسيج" (قوات شبه عسكرية مكرسة للتعبئة العامة)، وإن هذا السبب في وجوب إبلاغ الحرس الثوري وإصدار شهادات الوفاة.
وكانت مقاطع فيديو نشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي في إيران أظهرت أعدادا من قوات "الباسيج" تترك جثامين ضحايا فيروس كورونا، في مقابر على عمق نحو أربعة أمتار.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية نقلت عن الأستاذ في جامعة جورج واشنطن، الذي يدرس الشؤون الإيرانية، أمير أفخامي، قوله إنه بالنظر لحقيقة أن طهران طلبت قرضًا بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، فهذا يوضح مدى خطورة الوضع، وإدراكهم أنه خرج عن السيطرة.
وأوضح أن دولة مثل إيران تتحكم في كل وسائل الإعلام ويواجه الصحفيون قيودًا لا يزال فيها كثير من الأمور غير معروفة بشأن هذا التفشي، أبرزها شخصية "المريض رقم صفر" – وهو أول شخص مصاب بفيروس كورونا في البلاد – والمكان.
ومع بداية الموجة الثالثة لفيروس كورونا أعلنت رئيسة اللجنة الصحية بمجلس مدينة طهران ناهيد خداكرمي، تسجيل 12 ألف شخص توفوا في العاصمة الإيرانية بعد إصابتهم بفيروس كورونا "كوفيد-19" حتى الآن.
وقالت خداكرمي لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية، "مع الأسف، منذ بداية الموجة الثالثة من فيروس كورونا في طهران، تستمر حصيلة الوفيات في الارتفاع".
وأضافت أن "جائحة فيروس كورونا تعصف بالإيرانيين من جميع الطبقات، بينما تغيب قيادة النظام برئاسة المرشد علي خامنئي عن المشهد، فضلاً عن أن قادة إيران يواصلون كذبهم حول أعداد الوفيات جراء الوباء".
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز