رودي جولياني، المستشار القانوني للرئيس ترامب، أول من صرح علنا وبكل ثقة، بأن الرئيس الأمريكي سوف يقوم بتمزيق الاتفاق النووي
كان رودي جولياني، المحافظ الأسبق لمدينة نيويورك والمستشار القانوني الحالي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول من صرح علنًا وبكل ثقة، بأن الرئيس الأمريكي سوف يقوم بتمزيق الاتفاق النووي. وقد حدث ذلك فعلاً حينما أعلن ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران في شهر مايو الماضي، ورافق ذلك إعلان عودة العقوبات المالية والاقتصادية على إيران.
هل إيران القادمة، إيران العلمانية الديمقراطية التي تحكمها المعارضة الإيرانية العلمانية، سوف تكون أفضل لأمننا واستقرارنا في الخليج من إيران الولائية القائمة على نظام ولاية الفقيه؟ أم أن هذه المعارضة سرعان ما ستتفرغ مجددا لتحقيق الطموحات الفارسية التاريخية المعهودة في التوسع والسيطرة
وخلال مؤتمر المعارضة الإيرانية، الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت الماضي، كان رودي جولياني ضمن المشاركين أيضا، ويمكن اعتباره مشاركا من الدرجة الذهبية باعتباره يعمل حاليا محاميا شخصيا للرئيس الأمريكي، وأحد أقرب المقربين إليه.
وقد تحدث جولياني، في مؤتمر المعارضة الإيرانية، وقال أمورا مهمة لم تلق ما تستحقه من تركيز في وسائل الإعلام العربية. لقد قال جولياني أمام حشود الإيرانيين المجتمعين في باريس إن الرئيس الأمريكي ترامب لا يعتزم إدارة ظهره للمقاتلين من أجل الحرية (الإيرانيين)، وإن العقوبات على النظام الإيراني سوف تتعاظم، مشيرًا إلى أن الوضع الآن ليس كما كان إبان حكم إدارة أوباما التي لم تقدم أي دعم للإيرانيين المنتفضين في شوارع طهران عام 2009، كما قال جولياني إن الوضع القادم في إيران سوف لن يكون كما آلت إليه الأوضاع في بعض دول الشرق الأوسط حينما انزلقت إلى الفوضى (يقصد دول ما يسمى الربيع العربي)، وإنما يوجد هناك بديل صلب لإيران، في إشارة واضحة من جولياني إلى المعارضة الإيرانية التي ترأسها مريم رجوي. كما تحدث جولياني بكل وضوح عن عزم الإدارة الأمريكية تغيير النظام في إيران، وأن ذلك سوف يؤدي إلى إيران علمانية ديمقراطية خالية من السلاح النووي.
وبالطبع، يجب أخذ تصريحات جولياني على محمل الجد، وخصوصا أن جميع المؤشرات والظروف المحيطة بالنظام الإيراني تقول فعلا إنه يعيش أكبر أزمة خانقة منذ عام 1979. لكن يبقى السؤال الأهم في جميع الأحوال: هل إيران القادمة، إيران العلمانية الديمقراطية التي تحكمها المعارضة الإيرانية العلمانية، سوف تكون أفضل لأمننا واستقرارنا في الخليج من إيران الولائية القائمة على نظام ولاية الفقيه؟ أم أن هذه المعارضة سرعان ما ستتفرغ مجددا لتحقيق الطموحات الفارسية التاريخية المعهودة في التوسع والسيطرة تحت أي عنوان آخر؟
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة