تهديدات سليماني.. غاز قطر في مرمى نيران الحرس الثوري الإيراني
في حال تفعيل هذه التهديدات فإن الدوحة ستجد نفسها بلا منفذ بحري، ذلك أن هذا المضيق يقع في منطقة الخليج العربي.
تهديد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الإرهابي، قاسم سليماني، بتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية في حال حظرت واشنطن مبيعات النفط الإيرانية، أصاب قطر بمقتل.
فالدوحة التي لطالما تبجحت بالدفاع عن طهران، والنأي بها عن جرائمها التخريبية بالمنطقة العربية، تتلقى اليوم سهما مسموما من "الصديق" نفسه الذي تتكتل معه لزعزعة استقرار جيرانها.
تهديد يتجاوز كونه مجرد ردة فعل آنية، كما قد يتبادر إلى ذهن البعض، وإنما يأتي ضمن تكتيك سياسي له أهدافه وله حيزه التطبيقي، وتفرضه المقاربة الدولية لموازين القوى.
فالجلبة المتفجرة في إيران حاليا، وحالة الكر والفر بينها وبين واشنطن، ستلقي بظلال ثقيلة على الدوحة، هذه الدويلة التي تتقاسم مع طهران "حقل الشمال"، أكبر حقول الغاز بالعالم، باحتياطات قدرها 900 تريليون قدم مكعب قياسي.
المصالح لا تعترف بالصداقات
سليماني، قائد مليشيا "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الإرهابي، قال الأربعاء، إن "الحرس مستعد لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية إذا حظرت الولايات المتحدة مبيعات النفط الإيرانية".
تصريحاته تأتي غداة تهديد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة، في حال مضت واشنطن قدما في هدفها المتمثل في إجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني.
هذا التهديد يبدو أنه أعاد العلاقات بين روحاني والحرس الثوري إلى مجاريها، عقب تعكرها على خلفية بعض الخلافات بشأن عدد من الملفات.
وأشاد سليماني، في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بتصريحات روحاني، قائلا: "أعلن استعدادي للعمل بكل ما يمكن أن يصب في مصلحة النظام الإسلامي".
تصريحات نارية تشي بأن "الأنا الإيرانية" مستعدة لتبني سياسة الأرض المحروقة حين يتعلق الأمر بمصالحها، ضاربة عرض الحائط بالعلاقات الودية التي تجمعها بالدوحة، رفيقة التخريب والدمار.
حقل الشمال ومضيق هرمز
تهديدات روحاني وسليماني لا تعد الأولى من نوعها بهذا الشأن، فقد سبق لعدد من المسؤولين الإيرانيين أن هددوا بغلق مضيق هرمز، وهو طريق رئيسي لشحن النفط، ردا على أي عمل عدواني من الولايات المتحدة ضد طهران.
ففي حال تفعيل هذه التهديدات، فإن الدوحة ستجد نفسها بلا منفذ بحري، ذلك أن هذا المضيق يقع في منطقة الخليج العربي، فاصلاً بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، وهو بذلك المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين، علاوة على قطر.
وفي حال إغلاق هذا المضيق، ستختنق قطر بشكل أساسي، كما أن التهديدات الإيرانية ستطال أيضا، وبشكل مباشر، حقل الشمال للغاز، الذي تسميه طهران حقل بارس الجنوبي.
فهذا الحقل الممتد على مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نصف مساحة دولة قطر، يعدّ أكبر حقل للغاز في العالم، وأهم وأبرز مصادر الدخل للدوحة.
وتتخذ الدوحة من هذا الحقل، الذي اكتشف عام 1971، محور اهتمامها الأول، راسمة هدفها الأساسي باستغلال الثروات الهائلة التي يكتنزها، لترفع في موارد تستخدم جلها في دعم الإرهاب ووأد السلام حول العالم.
وتشير الأرقام إلى أن احتياطي الغاز القابل للاستخراج من هذا الحقل يفوق 900 تريليون قدم مكعّب قياسي، ويستخدم الغاز لتوريده إلى الأسواق المحلية، في حين يتم تكرير المكثفات أو تصديرها.
وكلّ إنتاج قطر الحالي من الغاز يأتي من الجانب المستغل من هذا الحقل العملاق، ويشكل غاز الحقل 60% من الصادرات القطرية، ما يعني أن أي عرقلة للإنتاج أو التصدير بهذا الحقل ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد القطري.
ضغط لكبح الإرهاب الإيراني
كبير المستشارين السياسيين في وزارة الخارجية الأمريكية، براين هوك، أعلن الثلاثاء، أن حملة الضغط التي تشنها بلاده على إيران تهدف إلى خفض إيرادات طهران من النفط إلى الصفر، في مسعى لدفع القيادة الإيرانية إلى تغيير سلوكها.
ولفت هوك إلى أن "50 شركة أعلنت نيتها تقليص علاقاتها التجارية مع طهران"، ما يشي بأن الأيام القليلة المقبلة قد تحمل في جرابها إحداثيات مؤلمة لطهران التي سيكون لردة فعلها وقع لاذع على الدوحة.
حلقة مترابطة تزج بالدوحة في فوهة بركان مستعر، ليضرب هذه المرة مواردها في العمق، وهي الدويلة التي تكابد في ظل المقاطعة، من أجل تدارك مؤشرات اقتصادها المتهاوى.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز