تسجيل صوتي يكشف وقائع تعذيب بأخطر سجون إيران
الناشطة العمالية سبيدة قليان تقول في تسجيل صوتي إن نزيلات معتقل "قرتشك"يعانين ظلما وتمييزا عنصريا
كشفت ناشطة عمالية إيرانية حكم عليها بالسجن 7 سنوات مؤخراً، عن وقائع تعذيب تتعرض لها سجينات داخل أخطر معتقل داخل البلاد، فضلاً عن ضغوط تمارس ضدها بسبب رفضها الاعتراف إجبارياً.
وبثت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في نسختها الفارسية، تسجيلا صوتياً مسرباً تتحدث فيه الناشطة سبيدة قليان التي تقضي حكماً بالسجن لسبع سنوات داخل معتقل "قرتشك" الواقع في منطقة صحراوية شرق العاصمة الإيرانية طهران، عن ظروف احتجاز سيئة تتعرض لها.
ووفقاً للشريط الصوتي المسرب، طلبت قليان، التي اعتقلتها السلطات بسبب تضامنها مع احتجاجات لعمال إيرانيين، بسبب تأخر أجورهم بمصنع لإنتاج السكر، المساعدة لتقديم شكوى ضد السلطة القضائية الإيرانية.
ومن داخل ما يعرف بـ"أخطر السجون الإيرانية"، قالت الناشطة العمالية إن نزيلات هذا المعتقل يعانين ظلماً وتمييزاً عنصرياً، إضافة إلى صعوبة إزاء إطلاق سراحهن.
ولفتت سبيدة قليان إلى أن ما وصفته بـ"كابوس" أصوات التعذيب داخل سجن قرتشك المخصص لاحتجاز النساء لا ينقطع عن مسامعها، في حين دعت إلى سماع مطالبها من جانب المنظمات الحقوقية الدولية المعنية، لأن قدرتها على التحمل انتهت.
وكشفت عن تعرضها لضغوط في فبراير/شباط الماضي من قبل محققين قضائيين إيرانيين بهدف إجبارها على الإدلاء باعترافات قسرية أمام عدسات التلفزيون الإيراني، مقابل الإفراج عنها.
واتهمت "قليان" في الشريط الصوتي المسرب من داخل سجنها، التلفزيون الإيراني ووكالات إخبارية تابعة له بالتآمر ضدها، وتشويه صورتها أمام الرأي العام بزعم تواطئها مع جهات أجنبية، للإخلال بالأمن القومي للبلاد.
وتمكث الناشطة العمالية رهن السجن لسبع سنوات قابلة للتنفيذ، في حين وصل مجموع الأحكام الصادرة بحقها إلى 18 عاماً على خلفية اتهامات تتعلق بالمشاركة في اجتماعات ضمن مجموعة غير قانونية بزعم الدعاية ضد النظام الديني المسيطر على حكم إيران منذ عام 1979.
وحاول أحد المحققين، بحسب ما ذكرته الناشطة بالتسريب الصوتي، مساومتها لإطلاق سراحها مقابل أن تبقى صامتة خارج السجن إزاء ما تعرضت له من تعذيب نفسي أثناء استجوابها لفترات كانت تتجاوز 16 ساعة متواصلة.
وتحدثت قليان في جانب آخر من التسجيل، عن تعرضها وسجينات أخريات داخل معتقل قرتشك للضرب والإهانة خلال اعتقالها في فصل الخريف الماضي، قبل أن تشير إلى أن سبب سجنها حتى الآن هو رفضها الامتثال لتقديم اعترافات قسرياً.
وأعربت عن أملها في أن يصل صوتها وأصوات رفيقاتها داخل السجن لمسامع أي شخص، كي تقدم شكواها ضد القضاء والتلفزيون الإيراني، بغية الحصول على نتيجة في نهاية المطاف.
يشار إلى أن التلفزيون الإيراني الرسمي بث في يناير/كانون الثاني الماضي فيلماً وثائقياً تحت عنوان "المؤامرة المحروقة"، تضمن اعترافات وٌصفت بـ"الإجبارية" لنشطاء إيرانيين تعرضوا للاعتقال.