انتخابات إيران.. سيف إبراهيم رئيسي على رقاب منتقديه
ممنوع انتقاد "الرئيس".. يبدو أنه الشعار غير المعلن لحملة رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي الطامح لرئاسة إيران.
حملة انتخابية لم تبدأ؛ لكن قمع المناهضين بدأ مبكرا، حيث تلقى صحفيون وناشطون رسائل تحذير من السلطة القضائية ومخابرات الحرس الثوري من تناول رئيسي بالانتقاد على مواقع التواصل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد تجندت الشرطة السيبرانية للضغط على النشطاء، لمنع نشر أي محتوى ينتقد رئيسي، وفق ما نشرت محطة "إيران إنترناشيونال" المعارضة.
القمع المبكر للنشطاء بأمر رئيسي المرشح الأوفر حظا للفوز في انتخابات الرئاسة المقررة في 18 يونيو/ حزيران المقبل، ينذر باتباع سياسة مشددة ضد الإيرانيين في حال فوز الرجل على منافسيه.
ولم يعلن مجلس صيانة الدستور حتى الآن القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة، التي تخضع لنظر دقيق من الجهاز التابع للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لكن المراقبين يرون أن وجود رئيسي بين المنافسين المعتمدين مسألة وقت.
قاضي الموت.. مرشح خامنئي
ويعد رئيسي المعروف بين المعارضة الإيرانية والنشطاء بـ"قاضي الموت"، لارتباطه بأحكام إعدام كثيرة لسجناء سياسيين من ثمانينيات القرن الماضي.
ومن المتوقع أن يختار المجلس الذي يعين المرشد الإيراني علي خامنئي بعض أعضائه، عددا محدودا من المرشحين الذين سجلوا أسماءهم، وذلك على غرار تأييد أهلية 6 مرشحين فقط من إجمالي 1630 مرشحا بالانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2017.
وينظر إلى خطوة ترشح رئيسي على أنها تندرج ضمن مخاوف خامنئي من تدني نسب التصويت على غرار الانتخابات البرلمانية التي قوبلت بمقاطعة شعبية كبيرة، مطلع العام الماضي.
بيد أن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران عباس علي كدخدائي، قلل أول أمس الثلاثاء من تأثير المشاركة المنخفضة المحتملة في الانتخابات المقبلة، واحتمال تأثيرها على شرعية الرئيس المنتخب.
إعدام جماعي
وأدرجت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إبراهيم رئيسي على قائمة عقوباتهما بسبب ضلوعه في عمليات إعدام جماعية لآلاف السجناء السياسيين عام 1988.
وصعد رئيسي المولود عام 1960 إلى المشهد السياسي الإيراني قبل 41 عاما كرجل دين مؤيد للخميني، وهو ما سهل له الالتحاق بسلك القضاء منذ وقت مبكر، وكانت البداية مع توليه منصب مساعد المدعي العام في كرج عندما كان عمره 19 عاما.
وأصبح المدعي العام للمحكمة الثورية في كرج (غرب العاصمة طهران) عندما كان عمره 20 عاما فقط، ووصل إلى منصب رئيس السلطة القضائية في عام 2019.
ويعتبر رئيسي مسؤولا عما تعرف بمذبحة السجناء السياسيين صيف عام 1988، بصفته نائب المدعي العام في طهران في ذلك الوقت.
ومنذ تولي إبراهيم رئيسي منصب رئيس القضاء الإيراني أمر بإعدام حوالي 251 شخصا في عام 2019، و267 شخصا في عام 2020، ونفذ عشرات الإعدامات في عام 2021، حسب تقارير حقوقية.
وأفادت منظمة العفو الدولية بأن "عقوبة الإعدام استخدمت بشكل متزايد كسلاح للقمع السياسي ضد المتظاهرين المعارضين وأفراد الأقليات العرقية، خلال فترة رئيسي".
ومن المتوقع أن يخوض إبراهيم رئيسي السباق على منصب الرئيس بالدورة الحالية كسياسي متشدد (الفصيل المؤيد لخامنئي).
وألمحت صحيفة كيهان المقربة من مكتب خامنئي إلى أن رئيسي المعروف بـ"قاضي الموت" يعد المرشح الرئاسي الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.