سجون إيران الأسوأ عالميا.. جحيم وانتهاكات حقوقية بلا نهاية
إذاعة ناطقة بالفارسية ترصد انتهاكات حقوقية عديدة ارتكبتها طهران ضد معارضين داخل سجونها
تحت عنوان "ما الذي يحدث داخل سجون إيران؟" سلطت إذاعة ناطقة بالفارسية تتخذ من هولندا مقرا لها الضوء على انتهاكات حقوقية ارتكبتها سلطات طهران ضد نشطاء ومعارضين طوال الأشهر الأخيرة.
وأوضحت إذاعة "زمانه" (المحسوبة على المعارضة الإيرانية في المهجر)، في تقرير لها، أن أوضاع السجون في إيران سيئة للغاية على مستوى عموم أقاليم البلاد (31 محافظة إيرانية).
وأشار التقرير إلى أن سجن طهران الكبير والمعروف باسم "فشافويه" شهد قبل أيام واقعة قتل مؤسفة لمعارض إيراني يدعى علي رضا شير بعد طعنه على أيدى جناة خطرين.
وعلى الرغم من مطالبة شير المعتقل قبل عام كامل عقب مشاركته في احتجاجات شعبية مطلع 2018، مرارا سلطات السجن بضرورة فصله بعيدا عن الجناة الجنائيين كونه سجينا سياسيا تم تجاهله تماما، حتى لقي مصرعه جراء عدة طعنات قاتلة بسكين.
وتتجاهل سلطات السجون الإيرانية الالتزام تماما بمعايير تتعلق بتصنيف السجناء أثناء فترة العقوبة، أبرزها مبدأ الفصل بين المعتقلين تبعا لدرجة الجريمة إلى جانب الحكم القضائي الصادر بحق المتهمين.
وفي تأكيد على سوء وضعية سجون إيران، تطرق التقرير إلى سجن شيبان الواقع في إقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية عربية جنوب غرب إيران حيث وصفه بـ"الأسوأ" عالميا، على غرار سجن جيتامارا في رواندا (شرق أفريقيا).
وأضافت الإذاعة الناطقة بالفارسية أن سجن "شيبان" يكتظ به العديد من النشطاء الأحوازيين رغم تدني مستوى خدماته بشدة، وسط غياب تام لأي وسائل إعلام أو مؤسسات حقوقية بغية مراقبة ظروف المعتقلين داخله.
ويوصف السجن، الذي يقع أساسا في منطقة تخلو من أبسط مقومات الحياة كمياه الشرب النظيفة وشبكات الكهرباء والطرق، بـ"الأفظع والأشد حراسة" في البلاد، حيث تمارس داخله عمليات تعذيب بدني للنشطاء الأحوازيين وانتزاع اعترافات قسرية، إلى جانب تعمد الإهمال الطبي للمرضى الذين يتوفى أغلبهم بالفعل داخل ردهاته.
وتنتهج سلطات سجن "شيبان" سياسة التجويع تجاه المعتقلين من خلال إجبارهم على شراء الطعام بأسعار باهظة، على الرغم من عجز الكثير منهم عن توفير نقود كافية لتأمين ضرورياته الحياتية داخل محبسه.
ويجبر السجناء على الوقوف لساعات طويلة أمام المراحيض، في حين يتكدسون داخل زنازين ضيقة للغاية ويضطر بعضهم للنوم واقفا في أغلب الأوقات، بينما يتحول الأمر إلى أزمة كبيرة حال وقوع احتجاجات شعبية واعتقال متظاهرين جدد.
وتنتشر بكثافة الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز الهضمي بين نزلاء سجن شيبان بسبب تجاهل السلطات توفير أدوات العناية الشخصية، بينما يعانون ضغوطا نفسية جراء عدم الفصل بين السجناء في الداخل.
ووصفت إذاعة "زمانه"، التي يديرها صحفيون مستقلون في هولندا، سجون إيران بـ"الجحيم" والتي تنتشر خصيصا في المناطق الحدودية، حيث القوميات غير الفارسية، التي يعارض أغلبها السلطة المركزية في طهران.
وجه آخر من القمع الأمني الممنهج يجرى في سجن رشت المركزي والمعروف باسم "سجن لاك"، حيث تحرض السلطات الجناة الجنائيين ورجال العصابات على الاعتداء جنسيا بحق السجناء السياسيين والنشطاء والمعارضين، وفقا للتقرير.
وتشيع داخله أساليب عنيفة إزاء التعامل مع المعتقلين من قبيل الضرب والصفع بشكل متواصل من جانب حراس الزنازين، فضلا عن تقييد سجناء آخرين في أعمدة حديدية وكذلك إجبارهم على التعري بفناء السجن رغم برودة فصل الشتاء.
جحيم سجون إيران لم يقف عند هذا المستوى، حيث تتعمد السلطات في سجن تبريز (شمال) إلى إيداع المعتقلين الجدد في زنازين محتجز بها سجناء يعانون خللا نفسيا.
واختتمت الإذاعة الناطقة بالفارسية أن القضاء الإيراني يتعامى تماما عن متابعة أوضاع هذه السجون رغم شكاوى من معتقلين سابقين تعرضوا للتعذيب أو نشطاء.
ومن المرجح أن تزيد حدة أزمات المعتقلين خاصة السجناء السياسيين في إيران بعد وصول رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي إلى منصب رئيس السلطة القضائية في مارس/آذار الماضي.