التضامن مع الاحتجاجات.. كيروش يمنح منتخب إيران "كارت أبيض"
"كارت أبيض" يمنحه المدير الفني لمنتخب إيران لكرة القدم كارلوس كيروش لمن يريد من اللاعبين إبداء تضامنه مع الاحتجاجات، خلال مونديال قطر.
وقال كيروش إنه خلال كأس العالم في قطر، يمكن للاعبي الفريق الانضمام بحرية إلى الاحتجاجات التي اجتاحت بلادهم بشأن حقوق المرأة، لكن يجب عليهم القيام بذلك في إطار قواعد الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم).
وأوضح كيروش، خلال مؤتمر صحفي بالدوحة، الثلاثاء، أن "اللاعبين أحرار في الاحتجاج، كما لو كانوا من أي دولة أخرى، طالما أن ذلك يتفق مع لوائح كأس العالم وروح اللعبة".
وأضاف: "يمكنك أيضا إبداء رأيك في لعبة كرة القدم، ولاعبو [منتخب إيران لكرة القدم] لديهم شيء واحد فقط في أذهانهم، وهو الكفاح من أجل التأهل إلى الدور الثاني".
وردا عن سؤال عما إذا كان فخورًا بكونه المدير الفني لدولة تضطهد النساء، سأل كيروش الصحفي بنبرة قاسية "عن المبلغ الذي تلقاه لغرض طرح مثل هذا السؤال".
وفي نهاية المؤتمر الصحفي، قال كيروس للمراسل: "فكر في كلامي"، قبل أن يضيف ساخرا "وماذا عن بلدك؟"، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الرياضة الإيرانية "ورزش سه".
انتقادات
وتعرض أعضاء منتخب إيران لكرة القدم لانتقادات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد لقائهم رئيس البلاد إبراهيم رئيسي يوم أمس قبل مغادرتهم طهران إلى الدوحة.
وسبق أن طالب عدد من النشطاء السياسيين والمدنيين بطرد المنتخب الإيراني لكرة القدم من مونديال قطر بسبب القمع المستمر في البلاد للاحتجاجات الشعبية.
وطالب البعض بمقاطعة مباريات المنتخب الإيراني وفي السياق ذاته، رفض علي دائي وجواد نيكونام، نجوم المنتخب الإيراني السابق لكرة القدم، دعوة الفيفا وقطر للمشاركة في المونديال، وقالا إنهما سيبقيان مع الشعب في "الوطن".
وفي جزء آخر من بيانه يوم الثلاثاء، قال المدير الفني للمنتخب الإيراني لكرة القدم إنه على الرغم من كونه في مجموعة صعبة مع إنجلترا وويلز وأمريكا، فقد حدد لاعبو إيران هدفهم للوصول إلى الدور الثاني.
وسيلتقي المنتخب الإيراني مع منتخب إنجلترا يوم الإثنين المقبل في استاد خليفة الدولي، وفشلت إيران في التأهل إلى الدور الثاني في مبارياتها الخمس السابقة في المونديال.
ويقول كارلوس كيروش: "إنهم لا يريدون فقط أن يكونوا جزءًا من التاريخ، بل يريدون صنع التاريخ"، مضيفاً "إذا جلبنا الفرح والسرور للناس، فقد قمنا بواجبنا كلاعبين وهذا أهم موضوع بالنسبة لي كمدرب للمنتخب الوطني".
وقال كيروش، الذي ظهر في آخر أربع نسخ لكأس العالم، إنه يشعر بإمكانية هزيمة إنجلترا، لكن يجب احترام الفريق، مضيفاً "هناك عدد قليل جدًا من الفرق التي يمكنها فعل ما فعلته في قلب الطاولة في مباراتها الأخيرة ضد ألمانيا".
تجاهل النشيد الإيراني؟
وفي الأيام الأخيرة، كانت هناك تقارير تفيد بأن لاعبي المنتخب الإيراني لكرة القدم تعهدوا بعدم غناء نشيد النظام في مونديال قطر، لكن المسؤولين رفضوا التعليق على ذلك.
وأصبح رفض الرياضيين الإيرانيين غناء النشيد تحديًا جديدًا للنظام، وقالت صحيفة "شرق" الإصلاحية، اليوم الثلاثاء، في تقرير لها إن "هناك قلقا بين المسؤولين الرياضيين والبرلمانيين من عدم ترديد النشيد الوطني في مباريات كأس العالم في قطر".
وأضاف التقرير "أنهم قلقون من أن لاعبي المنتخب الوطني سيلتزمون الصمت عند عزف النشيد الوطني الإيراني في الملعب وهذا أيضًا في حدث مهم مثل كأس العالم"، مبيناً "هذا القلق مستمد من المباراة التمهيدية للمنتخب الإيراني ضد نيكاراغوا في طهران، عندما سكت بعض اللاعبين أثناء عزف النشيد الوطني الإيراني".
وقال عدد من أعضاء البرلمان الذين ينتمون للتيار المتشدد، إنه "يجب محاسبة اللاعبين الذين يرفضون ترديد النشيد الوطني في المحافل الدولية".
فيما قال محسن كوهكن القيادي في التيار المتشدد والنائب السابق، إن "الأعداء يخططون لمهاجمة بلادنا في الساحة الرياضية" والمسؤولون الأمنيون "لن يسمحوا لهؤلاء بالمساس بكرامة إيران".
بدوره، قال يحيى غول محمدي، المدير الفني لفريق برسيبوليس لكرة القدم، الذي حلق رأسه في السابق دعمًا لاحتجاجات الشعب الإيراني، يقول في تدوينة: "بالنسبة للاعبي المنتخب الوطني، كان هذا [الاجتماع مع إبراهيم رئيسي، هو أفضل فرصة لصوت الشعب الحزين والمضطهد في إيران".
وأضاف غول محمدي . "يجب أن يلفتوا انتباه السلطات، لكن ... لا يمكن منحك أكثر من صفر في موضوع المعرفة"، في انتقاده لأعضاء المنتخب الإيراني الذي طلبوا من إبراهيم رئيسي دعم المنتخب مالياً.
وكتب علي دائي، لاعب كرة قدم إيراني سابق، عبر تطبيق "إنستجرام" بالتزامن مع رحلة المنتخب الإيراني لكرة القدم إلى قطر، قائلا: "في هذه الأيام التي يشعر فيها معظمنا بحالة سيئة، وبدعوة رسمية من الفيفا والاتحاد القطري لكرة القدم لحضور كأس العالم مع زوجتي وبناتي، قلت لا لأكون معكم في بلدي وأعبر عن تعاطفي مع جميع العائلات التي فقدت أحباءها هذه الأيام".