إيران واستقرار الشرق الأوسط.. "ملتقى أبوظبي" يدق ناقوس القلق
باحثون في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي يناقشون انعكاسات السياسات الإيرانية على استقرار الشرق الأوسط، محذرين من ارتدادات تطول الداخل والخارج
الجلسة الـ11 من جلسات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي، المنعقد بيومه الثاني والأخير، ناقشت انعكاسات السياسات الإيرانية الحالية على الداخل الإيراني والاستقرار الإقليمي.
ورأى المتحدثون أن استمرار السياسات الإيرانية الحالية لن تخدم مصلحة الشعب الإيراني، كما سيكون لها الأثر في زعزعة الأمن في الشرق الأوسط.
قلق
وفي كلمتها بالجلسة، قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إن أغلب نقاط الخلاف تتمحور حول القلق الخليجي من إرادة الهيمنة الإقليمية الإيرانية، وما يتعلق بها من برامج لتطوير القدرات الصاروخية وبرنامج المُسيّرات، والتغلغل الإقليمي، وعدم السلوك من منطلق الدولة الطبيعية.
وأضافت أنه إلى جانب الملفات الخلافية فإن جانبي الخليج محكومان بملفات، ومجالات اهتمام وتعاون مشتركة، لا تقلّ أهميّة مثل ملف الطاقة، والبيئة، والأمن الغذائي، والأمن المائي، والنقل، والممرات البرية والبحرية، والتجارة الإقليمية.
ولفتت إلى أنه في حال إعلان إيران امتلاكها القنبلة النووية فإن ذلك سيفقدها الكثير من الدعم حتى من أصدقائها، وبالتالي من مصلحتها البقاء على وضع العتبة النووية.
ملتقى أبوظبي الاستراتيجي التاسع.. مركزية دول الخليج على طاولة الخبراء
كما أشارت إلى أنه لا يوجد اعتراض لدى دول الخليج على برنامج نووي سلمي ولكن المؤشرات الحالية لا توحي بأن برنامج إيران النووي سيكون سلمياً.
كلمة السر
من جانبه، رأى رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز الإمارات للسياسات، الدكتور محمد زغول، أن كلمة السر في استقرار الشرق الأوسط قد تكمن في قدرة الأطراف على مغادرة التنافس الجيوسياسي لصالح التنافس الجيواقتصادي، وإدراك أهمية التحديات المشتركة وأن ذلك يتطلب مقاربة جماعية لمواجهة تلك التحديات، مشيرا إلى أن دولة الإمارات كانت سباقة باعتماد هذا النهج.
وأضاف زغول، في مداخلته، أن العلاقات الإيرانية الخليجية كانت دوما تواجه عقبتي: الاستعلاء الإيراني، وازدواجية مراكز اتخاذ القرار الإيراني، مشيرا إلى أنه "مع قدوم حكومة إبراهيم رئيسي شهدنا نهاية الازدواجية، وبدا أن منطق الاستعلاء تراجع مع رفع شعار سياسة التجاور".
ومستدركا: "لكنّ التطورات أظهرت أن أيا من العقبتين لم يتم تجاوزها؛ فالتجاور لم يعن إلى الآن بالنسبة للخليج العربي الانفتاح والتعاون، أما الازدواجية فقد انتهت لصالح منطق الثورة التي أخضعت الدولة بالكامل لهيمنتها، وباتت أولوية الخارجية الإيرانية هي دعم التنظيمات العقائدية، وتطبيق أجندة الحرس الإقليمية".
غضب الداخل
أما أليكس فاتانكا، الباحث في الشؤون الإيرانية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، فقال إن موقف الولايات المتحدة من إيران سيتأثر كثيراً بمسار العلاقات الأمريكية الصينية.
سياسة الصين حول العالم.. "ملتقى أبوظبي" يرسم معالم واضحة
وأضاف مستدركا: "لكن ليس لدى إدارة (جو) بايدن سياسة واضحة وخطة بديلة، إلا أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل تبعات تحول إيران إلى دولة نووية".
ولفت الخبير إلى وجود "الكثير من الغضب في الداخل الإيراني بسب التكلفة الاقتصادية، وهنالك ضغط من أجل تخفيض الإنفاق على الصراعات".
والإثنين، بدأت جلسات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي التاسع، حيث سيناقش في الجلسات القادمة الخيارات والسيناريوهات في مسار القضية الفلسطينية، والقضايا الأخرى التي تهم منطقة الشرق الأوسط مثل حماية الطبيعة والمناخ والأمن السيبراني.
ويحرص الملتقى، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، على أن يستقطب نخبةً واسعةً من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين البارزين من أنحاء مختلفة من العالم، وذلك استمرارا لأهدافه للنقاش البناء والمتمثلة في تطوير فهم أكبر لتحولات النظامَين الإقليمي والدولي واستشراف مستقبلهما واقتراح أفضل السبل للتعامل مع هذه التحولات.