احتجاجات إيران.. زيارة بريطانية سرية والعلاقات مع أوروبا على المحك
زيارة سرية أجرتها مسؤولة بريطانية لإيران في خضم احتجاجات مناهضة للنظام فيما تقف علاقات طهران مع أوروبا على محك العقوبات.
ففي خضم الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الإيراني، زارت مسؤولة بريطانية رفيعة المستوى طهران للقاء مسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، وفق ما كشفه السفير البريطاني لدى طهران سيمون شير كليف.
زيارة واتهامات
وجاءت تغريدة شير كليف، عبر حسابه بموقع تويتر باللغة الفارسية، والتي طالعتها "العين الإخبارية"، رداً على تقرير نشرته صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري والتي اتهمت فيها المسؤولة البريطانية بالتخطيط وإدارة تلك الاحتجاجات.
ورفض شير كليف ما ذكرته الصحيفة التي قالت إن "الاضطرابات قادها دبلوماسي بريطاني كبير عقب زيارته إلى طهران الشهر الماضي".
وقال كليف مشيرا إلى زيارة غير معلنة أجرتها القاق، إنه "خلال الزيارة القصيرة التي أجرتها المسؤولة البريطانية الشهر الماضي إلى طهران، كانت في ضيافة وزارة الخارجية الإيرانية".
وأوضح "لا أذكر أنه كان هناك أي حديث رسمي عن التحريض"، مضيفاً أن وزارة الخارجية الإيرانية طلبت منهم (المسؤولين البريطانيين) "عدم قول أي شيء عن الزيارة (السرية)، لذلك لم نفعل".
تحريض؟
صحيفة "جوان" زعمت في تقرير لها الأربعاء، أن رئيسة قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية والممثلة البريطانية في مفاوضات إحياء الاتفاق ستيفاني القاق قامت بتحريك الاضطرابات في إيران.
وهاجمت الصحيفة ستيفاني القاق، واصفة إياها بـ"الجاسوسة البريطانية التي كانت تدير أعمال الشغب والاضطرابات عن قرب في إيران".
اتهامات الصحيفة التابعة للحرس الثوري للمسؤولة البريطانية ليست بالجديدة فقد اتهم المرشد علي خامنئي في وقت سابق الولايات المتحدة ودولاً غربية بالتخطيط وتحريك الاحتجاجات المناهضة لنظامه على خلفية مقتل الفتاة "مهسا أميني" على أيدي الشرطة في طهران بعد تعرضها للضرب منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.
كما استدعت الخارجية الإيرانية ثلاث مرات السفير البريطاني لدى طهران ثلاث مرات خلال ثلاثة أسابيع، بسبب دعم لندن للاحتجاجات التي قادتها النساء ضد نظام رجال الدين.
كما أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اعتقال تسعة من الرعايا الغربيين بعد اتهامهم بالتورط في الاحتجاجات المستمرة.
العلاقات مع أوروبا
وفي سياق متصل، قال تقرير نشره موقع "بوليتيكو" الأمريكي، إنه اطلع على رسالة تهديد وجهتها إيران إلى الاتحاد الأوروبي تهدد فيها بقطع العلاقات في حال أقدم التكتل على فرض عقوبات ضد مسؤولين إيرانيين متورطين بقمع الاحتجاجات الحالية.
التقرير قال إن "إيران بعثت برسالة تهديد إلى بعض الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي بأن طهران قد تدرس قطع العلاقات مع الدول الأوروبية في حال فرضت عقوبات جديدة عليها بذريعة ما وصفته أوروبا بـ"قمع المحتجين الإيرانيين".
وأضاف التقرير الذي تداولته وسائل إعلام رسمية إيرانية أن "إيران ضغطت هذا الأسبوع بشكل خاص على دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي لإسقاط العقوبات ضد طهران بسبب ما وصفته أوروبا بـ "حملة القمع المميتة ضد المحتجين"، وحذرت الدبلوماسيين من أن القيام بذلك قد يضر بالعلاقات بين أوروبا وإيران.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الرسالة الإيرانية تضمنت أن "العلاقات الثنائية قد لا تستمر إذا فُرضت عقوبات جديدة على طهران بذريعة ما وصفته أوروبا بقمع المحتجين الإيرانيين".
وقال الموقع إنه اطلع على نص الخطاب الإيراني الذي جرى إرساله إلى مجموعة من سفراء الاتحاد الأوروبي، حذرت فيه طهران من أنه: "إذا لم تأخذ أوروبا في الحسبان الفروق الدقيقة للوضع الحالي، فإن العواقب ستكون خطيرة، وقد لا تدوم العلاقات الثنائية بين إيران وأوروبا.
ووفق التقرير. فإن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تلقى رسالة مماثلة من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الأربعاء، واطلع عليها موقع بوليتيكو أيضًا.
وفي سياق متصل، أكد عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين تلقيهم هذه الرسالة من السفراء الإيرانيين في بلدانه، فيما رفض مكتب بوريل الإدلاء بتعليق رسمي، وفقاً لموقع "بوليتيكو".
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن العقوبات التي أقرتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "رداً على القمع الوحشي للاحتجاجات بعد مقتل الفتاة مهسا أميني" ستتم الموافقة عليها رسمياً وإعلانها من قبل وزراء خارجية هذه الدول يوم الاثنين المقبل.