خبراء: القاعدة الشعبية لانتفاضة إيران واسعة ويصعب التنبؤ بعواقبها
خبراء دوليون رأوا أن الرئيس الإيراني حسن روحاني فشل في الوفاء بتعهداته وتضخيمه للتوقعات في خطبه البلاغية وكلامه المنمق أجج الغضب.
"انتفاضة الفقراء" في إيران التي أججتها صعوبات اقتصادية متزايدة، تحظى "بقاعدة شعبية" أوسع، بعد أن مل الإيرانيون من فساد نظام الملالي، وفشل إدارة الرئيس حسن روحاني الذي لا يجيد إلا الكلام "المنمق"، وفقا لخبراء ومحللين استطلعت آراءهم صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت الصحيفة، إن المظاهرات المناهضة للحكومة والمتواصلة منذ 3 أيام، احتجاجا على ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات البطالة، سرعان ما برزت باعتبارها تحديا كبيرا لإدارة روحاني وحكومة الملالي في عرض استثنائي للمعارضة الشعبية.
ووفقا للصحيفة، أظهر مقطع فيديو من طهران أن المتظاهرين يدمرون ملصقات المرشد علي خامنئي الذي يتمتع بسلطة مطلقة في البلاد لتصبح تلك المظاهرات الأكبر منذ اندلاع انتفاضة عام 2009 على نتائج الانتخابات المتنازع عليها التي أطلق عليها "الحركة الخضراء" وقمعتها قوات الأمن.
وفي تعليق على الاحتجاجات الحالية، قال أليكس فاتانكا، خبير شؤون إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن "هذه المظاهرات ذات قاعدة شعبية أوسع، وإنها أكثر عفوية؛ ما يجعل من الصعب التنبؤ بعواقبها".
وأضاف أن "الأمور لا تنجح فيما يتعلق بالاقتصاد بالنسبة للإيرانيين العاديين، ولكن الأسباب الجذرية، والاستياء أعمق بكثير، يعود إلى عقود. الناس لا يشعرون بأن هذا النظام يمثلهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس روحاني، الذي انتخب لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في مايو/أيار الماضي، تعهد بأنه سيواصل فتح إيران أمام العالم، لكنه فشل حتى الآن في الوفاء بوعوده لإحياء الاقتصاد، لأن الفساد المتفشي والمشكلات في القطاع المصرفي عرقلا التقدم الاقتصادي للبلاد.
وأصدر روحاني ميزانية مقترحة هذا الشهر دعت إلى خفض الإعانات النقدية للفقراء ورفع أسعار الوقود، في إطار محاولة للحد من الديون وتحريك الاقتصاد بعيدا عن صادرات النفط، كما تضمنت الخطة فرض رسوم على الخدمات مثل تسجيل السيارات وضريبة المغادرة التي لا تلقى قبولا شعبيا؛ ما أثار نقاشا عاما.
ورأى محللون أن الغضب على الميزانية، والارتفاع الأخير في أسعار بعض المنتجات، ساعدا على إثارة الاحتجاجات، حيث قال بهنام بن تاليبلو، خبير إيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن: "منذ أن تولى روحاني منصبه، تمكن من تضخيم التوقعات بالخطب البلاغية والكلام المنمق، ولكنه لم يفعل شيئا يذكر لتغيير واقع الحياة على الأرض في إيران".
وأشار إلى أن المقارنة بين الاحتجاجات الحالية ومظاهرات عام 2009 طبيعية نظرا لاتساع رقعة الاحتجاجات وحجم المشاركة الشعبية فيها، لافتا إلى أن الانتفاضة الراهنة أظهرت أن الناس يطالبون بحقهم في السيطرة على مستقبل البلاد.
وأوضح أن "احتجاجات الشوارع الإيرانية بدأت على مدى القرنين الماضيين على المظالم الاقتصادية والاجتماعية وحتى الدينية التي كانت بمثابة عناصر لصياغة نقدها السياسي".
غير أنه في الوقت نفسه، حذر البعض الآخر من فعالية المظاهرات التي تفتقر إلى استراتيجية متماسكة أو رؤية سياسية أوسع"، حيث كتب محمد علي شعباني، محرر شؤون إيران في موقع" المونيتور" الأمريكي: لا ينبغي مساواة الاستياء الاجتماعي والاقتصادي مع المقاومة السياسية الفاعلة، دون الموارد اللازمة.. التغيير يبقى احتمالا بعيدا".