إيران.. احتجاجات الغضب تطالب بإقالة وزير الزراعة

إضراب الشاحنات يتواصل في إيران والاحتجاجات تصل مقر الرئاسة الإيرانية في طهران.

تتصاعد وتيرة الاحتجاجات والإضرابات داخل إيران على مدار الأيام الأخيرة بشكل متسارع والتي كان آخرها إضراب الشاحنات على امتداد واسع داخل المحافظات الإيرانية، في الوقت الذي ينشغل نظام الملالي بدعم المليشيات العسكرية الموالية له لتنفيذ أجندته التخريبية بالمنطقة؛ فيما يتفشي الفساد داخل المؤسسات الإيرانية بشكل مزرٍ.

• جنازة فنان إيراني تتحول لمظاهرة ضد خامنئي.. والشرطة تقمع المشيعين

الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام والحكومة في طهران، وصلت إلى أسوار مبنى مقر الرئاسة الإيرانية الواقع في ميدان باستور وسط العاصمة، مساء الإثنين، حيث ندد المئات من مالكي مزارع الدواجن في شتى أنحاء البلاد، بتدهور أوضاعهم الاقتصادية، إثر انهيار قيمة العملة المحلية (الريال) إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي، مطالبين بعزل وزير الزراعة الإيراني، وتدخل فوري من رئيس البلاد حسن روحاني لحل أزماتهم المتفاقمة.

 واهتمت الأقسام الخبرية الناطقة بالفارسية في وسائل إعلام عالمية من بينها شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، بتغطية تلك الاحتجاجات اللافتة التي وصلت إلى حد التظاهر أمام مقر إقامة رئيس البلاد، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، في الوقت الذي شارك بها من كل محافظة إيرانية حوالي 15 شخصا، كممثل لشريحة أصحاب مزارع الدواجن لاتخاذ إجراءات عاجلة إزاء حل مشكلاتهم.

• إيران.. مجاعة قادمة في الطريق وروحاني يستنجد برجال أعمال

"حكومة فاشلة"، و"اترك منصبك (في إشارة لوزير الزراعة محمود حجتي).. سكين المسؤولين الفاشلين وصلت حتى عظامنا"، هكذا هتف المحتجون من ملاك مزارع الدواجن ضد الحكومة الإيرانية، في ظل غلاء أسعار المنتجات اللازمة للثروة الحيوانية، خاصة الذرة وفول الصويا، في الوقت الذي خفضت الحكومة أسعار بيع الدواجن، بسبب سوء إدارتها وفشلها في حل أزمة الأسواق المضطربة.

وبالتزامن مع تلك الاحتجاجات يتواصل إضراب الشاحنات لليوم السابع على التوالي في أغلب المحافظات الإيرانية بسبب تردي الأوضاع المعيشية، على الرغم من الوعود التي أطلقها عباس آخوندي وزير الطرق والعمران بحل مشاكلهم، في الوقت الذي تهددهم استخبارات الحرس الثوري بالاعتقالات، في محاولة لكسر الإضراب المنتشر على نطاق واسع، بحسب نشطاء إيرانيين.

وأشارت النسخة الفارسية من وكالة "سبوتنيك" الروسية إلى أن معدل توريد المنتجات اليومية بين المحافظات الإيرانية قد انخفض بشدة على مدار الأيام الماضية بسبب إضراب الشاحنات، الممتد داخل أغلب أقاليم إيران مثل شيراز، وأصفهان، وبوشهر، ومشهد، وكذلك طهران وقم وكرمان وبندر عباس وغيرها.

ودعا نشطاء بارزون على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، اليوم الثلاثاء، لدعم إضراب الشاحنات عبر حملة الكترونية واسعة النطاق، لا سيما وأن النظام الإيراني بدا متخبطا إزاء حل تلك الأزمة التي تسببت في شلل العديد من الطرق السريعة، وتضامن أغلب محطات الوقود، وكذلك المراكز التجارية مع مطالب السائقين المحتجين.

وفي السياق ذاته، اعترفت وكالة أنباء "ايلنا" العمالية، بأن إضراب الشاحنات أدى إلى توقف حركة شحنات الدواجن من وإلى مناطق أخرى داخل البلاد، الأمر الذي ساهم في اندلاع الاحتجاجات، وذلك نقلا عن حميد فاضلي رئيس اتحاد ملاك مزارع الدواجن الإيرانية.