إيران تدفع أفغانستان نحو العقوبات.. السر في الغاز
تتحرك إيران باتجاه وضع أفغانستان التي تعيش أوضاعًا مضطربة منذ قرابة 3 أشهر على لائحة العقوبات الدولية، وذلك عبر البدء بإرسال أول دفعة غاز من محافظة خراسان الجنوبية.
وتخضع إيران لعقوبات أمريكية قاسية منذ عام 2018، وتشمل هذه العقوبات منع الدول من استيراد الغاز أو النفط من إيران، وهذا ما دفع الدول المستوردة للنفط والغاز الإيراني إلى التوقف خشية من شمولها بلائحة العقوبات.
أول دفعة من الغاز الإيراني إلى أفغانستان
وقال مدير منظمة التعاون بالحكومة المحلية في محافظة خراسان الجنوبية، مسعود قلي زاده، للوكالة الرسمية "إيرنا"، "بدأنا الخميس بإرسال أول دفعة من الغاز من محافظة خراسان الجنوبية الواقعة شمال شرق البلاد، إلى جارتها أفغانستان عبر سوق يزدان الحدودي بين البلدين".
وأشار مسعود قلي زاده إلى أن الشحنة تشمل 322 أسطوانة غاز وتتجه إلى قرية كلاته الأفغانية، لافتاً إلى إنه "حسب التنسيقات الجارية سيتم تصدير 50 أسطوانة غاز يومياً و1200 أسطوانة شهرياً إلى أفغانستان".
ومحافظة خراسان الجنوبية ثالث أكبر محافظة في إيران، وهي تقع بمحاذاة مقاطعة "فراه" الأفغانية، ولها حدود 331 كم مع هذا البلد ولديها أربعة أسواق حدودية.
ويعد معبر "ماهيرود" الحدودي في مدينة صربيشة هو أكثر المعابر بمحافظة خراسان الجنوبية نشاطاً في السنوات الأخيرة، كما أن تفعيل الأسواق الحدودية الأخرى على أجندة الحكومة وإدارة المحافظة، وفق تصريحات المسؤولين الإيرانيين.
التبادل التجاري والحدودي
وأعلن حميد ميلاد نوري حاكم محافظة خراسان رضوي في وقت سابق من هذا الشهر، "في رأينا جميع المعابر الحدودية الأربعة للمحافظة مفتوحة، وهناك إمكانية للتبادل التجاري والحدودي فيها".
وفي 5 من الشهر الجاري، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ونائب وزير الإعلام والثقافة في الحكومة المؤقتة للحركة، ذبيح الله مجاهد، عن التوصل إلى اتفاقيات اقتصادية وتجارية مع إيران.
وكان حاكم محافظة خراسان رضوي الواقعة شمال شرق إيران، محمد صادق معتمديان، قد وصل إلى العاصمة كابول مطلع اكتوبر/تشرين الأول الجاري، في أول زيارة رسمية لمسؤول إيراني إلى أفغانستان منذ سيطرة طالبان على البلاد في آب/أغسطس الماضي.
ولدى إيران حدود مشتركة مع أفغانستان يبلغ طولها نحو 945 كيلومترا، كما لدى البلدان ثلاثة منافذ حدودية، ومنفذ "دوغارون" أحكمت حركة طالبان سيطرتها عليه في 8 من يوليو/تموز الماضي، بعد إنسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان.
وبلغت صادرات إيران إلى أفغانستان نحو "أربعة مليارات دولار" العام الماضي، فيما تراوحت صادرات أفغانستان إلى إيران بين 40 و 50 مليون دولار فقط.