مؤامرات قطر على جيرانها لا تعد ولا تحصى وليست جديدة وهي التي دعمت الإرهاب لزعزعة الأمن في المنطقة
بالتزامن مع ما كشفت عنه قناة بي بي سي من وثائق جديدة وأدلة دامغة على أن الدوحة متورطة في دعم منظمات إرهابية بمبلغ مليار دولار؛ تحت غطاء صفقة إطلاق سراح مختطفين قطريين في العراق عام 2015 أثناء رحلة صيد برية، وبينت الرسائل المسربة جزءا من المحادثات بين سفير قطر لدى العراق ووزير الخارجية القطري، من بينها ما كتبه السفير القطري زايد بن سعيد الخيارين، سأسرد لكم بعض الملاحظات والدلالات التي تؤكد أن الصفقة هي صفقة إرهابية خالصة، وأن قطر كانت ضليعة في الإرهاب .
ما ذنب الشعب القطري و أمواله التي ذهبت إلى الإرهابيين أو وسائل إعلام، أو حتى أشخاص في المنطقة، لم تحقق لهم أهدافهم بعدما كشفتهم الدول المقاطعة، ولَم يعد لقطر أي دور في المنطقة وأصبح الكثير يتفادى ويخاف التعامل معها تجنبا للضلوع والتعامل مع من يدعم ويمول الإرهاب.
لقاد جاء إعلان السعودية و الإمارات والبحرين و مصر عن مقاطعة قطر بعد هذه الصفقة تقريبا بشهر، ليؤكد على اطّلاع هذه الدول وعلمها بخفايا هذه الصفقة، وبالتالي تم الاقتناع تماما على تورّط قطر وتغولها في دعم وتمويل الإرهاب .
لقد كشفت الصفقة أن النظام القطري تجمعه علاقات بالحرس الثوري الإيراني، والتي أصحبت معلنة بعد المقاطعة، ووجود تنسيق وتقاسم أدوار بينهما في صناعة الإرهاب، بحيث توفر إيران الذخيرة و الأيدلوجية والتدريب والإعداد للجماعات الإرهابية، وتوفر قطر الدعم المالي لهذه الجماعات تحت مسمى الفدية وإطلاق سراح الرهائن.
مع مرور الأيام يتضح للعالم سبب ذعر ورعب النظام القطري الذي جاب العالم طلباً للحل من الغرب، لأنه يعلم أن جيرانه يعلمون ويعرفون حق المعرفة أنه غارق في الإرهاب؛ ولم ولن يتراجع عنه رغم توقيعه عدة مرات على ذلك وأنه أصبح مكشوفا ومفضوحا لديهم.
تمويل الصفقات الإرهابية دائما يأتي من رأس الهرم في الحكومة القطرية، وأن دعم الإرهاب هو نظام معتمد لديها، وأنها لا تعتمد على أنظمة الدول والنظام الدولي؛ بل تعتمد على نظام التنظيمات، وما يؤكد ذلك وقوف وزير الخارجية و مهندس التمويل على رأس هذه الصفقة.
لم تكن صفقة الرهائن في العراق هي الأولى لاسيما وقطر تنشط في لعب دور الوساطة وفي مسألة الإفراج عن المختطفين ، لأن مثل هذا الدور يؤمن لها الغطاء الذي تبحث عنه، ويشرعن لتمرير تقديم دعمها وتمويلها بعيدا عن المتابعة الدولية .
استخدام قطر لجميع أدواتها وعناصرها الفاعلة واستعمال كل السبل، (أراضيها وأموالها وطيرانها ودبلوماسييها وإعلامها وقناة الجزيرة في دعم الإرهاب)، والتي كانت الصوت والناطق الإعلامي للإرهابيين، ها هي تستخدم خطوط طيرانها لتسليم الإرهابيين الأموال نقداً وهذه العملية لا تتناسب مع أنظمة الطيران المدني العالمية والتأثير على سلامة الركاب، لهذا تم حظر الخطوط القطرية في الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بعدما ثبت لها أنها أداة من أدوات التنظيم لدعم الإرهاب.
صفقة الرهائن القطريين كشفت تعهد قطر لإيران بالخروج من أي عمل عربي ضد إيران، وأن ما حدث ويحدث حاليا من تهجير في سوريا ونقل للإرهابيين إنما هو جزء من هذه الصفقة ومن نتائجها ومخرجاتها .
مؤامرات قطر على جيرانها لا تعد ولا تحصى وليست جديدة، وهي التي دعمت الإرهاب لزعزعة الأمن في المنطقة، وهي أكبر داعم للإرهاب في العالم مع إيران، ولا يوجد شك في ذلك وأن الأيام القادمة ستثبت ذلك بعد توالي الأدلة والإثباتات .
قطر دفعت مليارا و 150 مليون دولار لجماعات إرهابية، وهي أكبر صفقة فدية في العالم، وهي مبالغ خيالية تجعل الجماعات الإرهابية التي تلقتها قادرة على الحياة لسنوات كثيرة قادمة، وذلك نتيجة معرفتها بأنها تحت المراقبة ولَم يعد بإمكانها التمويل إلا بهذه الطريقة، والتي لن تتكرر كثيرا وهذا ما يفسر ضخامة مبلغ هذه الصفقة .
تجاهل قطر للخبر يدل على أنها لا تملك القدرة على تقديم أعذار أو تبريرات مقنعة، واكتفاؤها بتبرير قناة الجزيرة يؤكد الغباء المقذع و والسقوط المتكرر لهذه القناة، بعد ضغط من المغردين بعدما أصبحوا أكثر ثأثيرا منهم، فكان التبرير مضحكا ومستهجنا وكان عذرهم أقبح من فعلهم، بعد قولهم إن قطر تعرضت للابتزاز .
كيف دولة تعترف بأنه تم ابتزازها؟ هل هناك دولة ذات سيادة تتعرض للابتزاز بهذه الطريقة ومن جماعات إرهابية؟ إذا لا يحق لها أبدا الحديث عن السيادة، من الذي ابتز قطر؟ ولماذا لم تتعامل مع الحكومة العراقية الرسمية وتجاهلتها تماما لو كانوا صادقين، و كان همهم الرئيسي إخراج الرهائن؟ فالواقع يؤكد أنهم هم من دفعوا بالرهائن ليكونوا طعمًا لإيجاد الحجة للدعم.
أخيرا حجم الأموال القطرية التي أُنفقت من أجل تبييض وجه وصورة الدوحة لدى دول وجهات غربية كان كبيرا جداً، والإغراءات التي قُدمت على شكل صفقات تجارية ومعاملات مالية كانت ضخمة ربحت من ورائها شركات ورجال أعمال الكثير من أجل نفي تهمة الإرهاب، ها هي الأخبار تأتي من هناك بثبوت تهمة الإرهاب وتأكيد المؤكد، وبالتالي كل هذه الأموال ذهبت أدراج الرياح وسيبقى النظام القطري متهما بالإرهاب، ولن يستطيع نفي تهمة دعم الإرهاب والتملص منه .
إذاً، ما ذنب الشعب القطري و أمواله التي ذهبت إلى الإرهابيين أو وسائل إعلام، أو حتى أشخاص في المنطقة، لم تحقق لهم أهدافهم بعدما كشفتهم الدول المقاطعة، ولَم يعد لقطر أي دور في المنطقة وأصبح الكثير يتفادى ويخاف التعامل معها تجنبا للضلوع والتعامل مع من يدعم ويمول الإرهاب؟.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة