دعم الدوحة للحوثيين أيضا ليس أمرا جديدا، وقد كان على أجندة تنظيم الحمدين منذ أكثر من عشرين عاما.
لم يعد خافيا على أحد كيف أن إيران تواصل دعم أنشطة المليشيات الطائفية وتسليحها، وتوفير ما تسميهم الخبراء والقادة العسكريين والمدربين ومختلف آليات ووسائل الدعم، كما لم تنكر إيران رسميا أيا من التهم الموجهة لها سابقا أو تواجهها حاليا، في أنها تعمل على تزويد هذه المليشيات –وهي المنتشرة حصرا في الدول العربية-، بالأسلحة والذخيرة والعتاد اللازم والكافي لأداء الدور التخريبي المنوط بها.
هذا الدعم بمختلف ألوانه والذي يصل عادة إلى تنظيمات إرهابية ممتدة على نطاق العراق وسوريا ولبنان واليمن، بالإضافة إلى الخلايا النائمة والمتموضعة أو الجامدة في بعض الدول العربية الأخرى، بلغ مداه عندما أعلنت إيران رسميا على لسان رئيسها روحاني ديسمبر الماضي، في خطاب بثته قنواتهم الرسمية حينما قال: "أقبل أیادي مقاتلي المقاومة الذین زرعوا الیأس في قلوب الاستكبار العالمي والصهیونیة، إنهم نشروا الأمن في ربوع العراق وسوریا ولبنان وسينعم الیمن بالأمن أيضا".
دعم قطر للمتمردين الحوثيين أصبح كالعورة المكشوفة، وقد لاتكفي مساحة "الجزيرة" لتغطيتها، لكن ولكل من يقرأ من أعوان وأنصار الملالي والحوثيين، ليكن في حسبانكم، أن هذا الدعم وهذه الأيادي العفنة، لن تحول دون انهزام الحوثيين شر هزيمة، ولن توقف تقدم وانتصارات التحالف
تصريح روحاني وغيره من التصريحات التي تصدح بها حناجر "الملالي" في كل مناسبة، ليس جديدا، وهو ليس الدليل الوحيد على تورط إيران في قتال دول التحالف واستهداف أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، لكن الجديد الظاهر، وقد كان مستترا خافيا سابقا، هو الدور القطري المخزي الذي تمارسه الدوحة، في تنسيق وإيصال الدعم اللوجستي، وتأمين اتصال الحوثيين مع إيران وتزويدهم بالأموال والمعلومات الاستخباراتية.
ودعم الدوحة للحوثيين أيضا ليس أمرا جديدا، وقد كان على أجندة تنظيم الحمدين منذ أكثر من عشرين عاما، ضمن محاولاتهم المستمرة للعبث بسيادة وأمن المملكة العربية السعودية، غير أنه طفا على السطح بوضوح، مع إعلان دول مكافحة الإرهاب مقاطعتها لقطر، لتبدأ بعدها رسائل الدوحة التهديدية بالظهور علنا عبر وسائل الإعلام المنعوتة (بالمقاومة والممانعة) ممهورة بخاتم الجزيرة القطرية، والتي عملت على تغذية وسائل إعلام الحوثيين وكل من يهاجم السعودية، بكم هائل من الأفلام والكتاب والمعدين، ممكن يتقنون فن الكذب، لبث افتراءاتهم عبر منصات قنوات الفتنة من الدوحة مرورا ببغداد ودمشق وصولا إلى بيروت.
مئات الوثائق من أرشيف جهاز المخابرات اليمنية السابق، بالإضافة لشهادات عدة لضباط وخبراء عسكريين يمنيين، أميط عنها اللثام مؤخرا، تحوي بين سطورها وفي طياتها عشرات الأدلة الملموسة، تعكس حجم الدعم الذي يقدمه النظام القطري للمليشيات الحوثية، وقد أظهرت أن علاقات تنظيم الحمدين كانت قد بدأت مع انطلاق أنشطة الحوثيين في اليمن، بل كانت علاقات شخصية تربط المخابرات القطرية بالزعيم السابق حسين بدر الدين الحوثي، ودعمت الدوحة حركة التمرد الحوثية منذ عام 2000، كما عملت على تمويل وتسهيل سفر وتدريب الحوثيين على القتال في لبنان، حيث تلقى عدد من قادتهم دورات قتالية قبل حروب صعدة بـ4 سنوات.
ومن بين الأدلة التي تؤكد العلاقات الوثيقة بين تنظيم الحمدين والحوثيين، عدد من الرسائل والاتصالات المسجلة، والتي كانت تدور بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وبدرالدين الحوثي والد حسين وعبدالملك الحوثي، وهي التي كانت مليئة بعبارات الشكر والثناء على دعم الأمير القطري لهذا التنظيم الإرهابي المخرب، وكيف أن دعم الدوحة كان سخيا للغاية، بحيث مكنهم من تحدي المجتمع الدولي، والتمرد على القيادة الشرعية في اليمن، واستهداف المملكة العربية السعودية بحقد لزعزعة أمنها واستقرارها.
أما مؤخرا، فقد نشطت قناة الشر والفتنة قناة الجزيرة، ودأبت كثيرا على استقبال محللين سياسيين وعسكريين وقادة حوثيين، تفتح لهم المجال لمهاجمة السعودية، والإمارات، بشكل أحمق أخرق، يمسح ادعاءات حاولت جاهدة زرعها في نفوس وأذهان المتابع العربي، حول التزامها الأخلاقي بالمهنة، لتلعب دورا مشبوها بدأته عندما أعطت الضوء الأخضر للحوثيين لضرب السعودية.
دعم قطر للمتمردين الحوثيين أصبح كالعورة المكشوفة، وقد لا تكفي مساحة "الجزيرة" لتغطيتها، لكن ولكل من يقرأ من أعوان وأنصار الملالي والحوثيين، ليكن في حسبانكم، أن هذا الدعم وهذه الأيادي العفنة، لن تحول دون انهزام الحوثيين شر هزيمة، ولن توقف تقدم وانتصارات التحالف الذي تقوده السعودية، بتعامل مسؤول واحترافي، وفي قتال وفق الشرائع السماوية والأعراف الدولية، دفاعا عن الحق وأهله وعن الشرعية وممثليها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة