إيران في أسبوع.. الحمدين يوالي خامنئي وإرهاب طهران بألبانيا
الأسبوع المنصرم في إيران شهد أحداثا سياسية أبرزها تحذيرات من إرسال إرهابيين لتيرانا، وترحيب الرئيس الإيراني بولاء الدوحة لولاية الفقيه
شهد الأسبوع الماضي في إيران عددا من الأحداث السياسية، على رأسها تحذيرات المقاومة الإيرانية من إرسال مليشيا الحرس الثوري إرهابيين لتنفيذ اغتيالات ضد معارضين في ألبانيا، وأعرب الرئيس الإيراني عن شكره لأمير قطر بعد إثبات تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة ولاءه لنظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران.
إرهاب الحرس الثوري
حذر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يتخذ من باريس مقرا له، من محاولات نظام طهران لإرسال جواسيس وتنفيذ اغتيالات داخل ألبانيا تحت غطاء الأنشطة التجارية.
وأوضحت المقاومة الإيرانية، التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق (معارضة) في بيان لها، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن نظام المرشد الإيراني علي خامنئي يستهدف توجيه ضربات لأعضاء المقاومة المقيمين داخل الأراضي الألبانية (جنوب شرق قارة أوروبا).
وأشار البيان إلى أن نظام طهران يعتزم إرسال جواسيس وإرهابيين تابعين له منذ إعلان سلطات تيرانا طرد السفير الإيراني لديها غلام حسين نيا، ومصطفى رودكي رئيس وحدة استخباراتية إيرانية في ديسمبر/كانون الأول 2018.
ونبه البيان إلى أن هناك معلومات تفيد بتجهيز مليشيا الحرس الثوري الإيراني مؤخرا وفدا إرهابيا تحت غطاء نشاطات اقتصادية وتجارية لإرساله إلى ألبانيا، برئاسة غلام حسين كاظمي أحد الجنرالات القدامى في هذه المليشيا الإيرانية المصنفة كمنظمة إرهابية.
ورصدت وكالات استخبارات محلية ومكافحة إرهاب في ألبانيا منذ مارس/آذار الماضي، وجود قرابة 10 أشخاص يشتبه في قدرتهم على تنفيذ أنشطة إرهابية داخل أراضيها.
وتولي هذه المؤسسات الأمنية اهتماما خاصا تجاه الإيرانيين الذين قد تستخدمهم الاستخبارات الإيرانية لتهديد قرابة 3000 لاجئ من أعضاء منظمة مجاهدي خلق يقيمون لدى تيرانا.
احتجاج على القمع
احتج مئات المحامين الإيرانيين بشدة بعد إصدار قضاء في طهران أحكاما بالسجن والجلد بالسياط ضد المحامي الحقوقي أمير سالار داودي، على خلفية مناهضته السياسات القمعية لنظام ولاية الفقيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر حشد من المحامين الإيرانيين بيانا مفتوحا عبر موقع تويتر، جاء في نصه أن الحكم الصادر بسجن داودي 30 عاما والجلد 111 ضربة "مخجل"، فضلا عن سخريته من أصول مبادئ مهنة المحاماة داخل البلاد.
وأكد البيان المتداول على نطاق واسع أن أمير سالار داودي يعتبر أحد أفضل المحامين الشرفاء المدافعين عن حقوق السجناء السياسيين، والمظلومين وكتّاب الرأي في البلاد.
وأوضح أن المحامي الحقوقي المستقل لديه رؤية ناقدة تجاه تفشي الفساد الممنهج داخل المؤسسات الإيرانية، وإهدار العدالة إلى جانب الفشل السياسي والقضائي داخل إيران.
واستمرارا للتصعيد إزاء أنشطة المعارضين داخل البلاد، قضت محكمة إيرانية بسجن محامٍ 30 عاما والجلد بالسياط 111 ضربة، فضلا عن دفع غرامة مالية باهظة بسبب أنشطته على الإنترنت.
وأوضحت طناز كلاهجيان، زوجة المحامي الحقوقي أمير سالار داودي في تغريدة عبر موقع تويتر، أن إحدى ما تعرف بـ"المحاكم الثورية" في طهران عاقبت داودي مساء السبت، بسبب اتهامات مختلفة، أبرزها تدشينه مجموعة إخبارية عبر تطبيق تيليجرام (محجوب داخل إيران).
عمدة طهران السابق متهم بالقتل العمد
وجه الادعاء العام الإيراني 3 اتهامات بينها القتل العمد لعمدة طهران السابق محمد علي نجفي، على خلفية قتل زوجته الثانية ميترا استاد رميا بالرصاص داخل منزلها في أحد أحياء العاصمة.
واتهم مدعي عام طهران علي القاصي مهر، نجفي (65 عاما) بحمل سلاح ناري غير مرخص، فضلا عن التسبب عمدا في اعتداء بدني أفضى إلى إصابة بجثمان زوجته القتيلة التي تصغره سنا بنحو 30 عاما.
وأوردت وكالة أنباء مهر الإيرانية (شبه رسمية) أن الملف القضائي لعمدة طهران السابق جرى إرساله إلى محكمة الجنايات للبت في الاتهامات الموجهة له، حيث تطالب عائلة ميترا استاد بإعدامه شنقا.
وأوضح مسعود استاد شقيق الزوجة الثانية لعمدة طهران السابق أن أخته القتيلة كانت تعتزم التحدث لمنصة "إنصاف نيوز" الإخبارية المحلية قبل أيام من مقتلها، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي وراء الجريمة هي محاولتها تسريب معلومات تمس أسرارا يخفيها محمد علي نجفي.
ويتهم محمد علي نجفي بقتل زوجته الثانية ميترا استاد (35 عاما) داخل برج سكني شاهق في نطاق حي سعادت آباد الواقع شمال طهران، الثلاثاء الماضي، وذلك بعد أن أمطر جسدها بعدة رصاصات أردتها قتيلة.
عيد بطعم الاضطهاد
قمع وتضييق ضد الأقليات الدينية لا ينتهيان في إيران حتى مع حلول عيد الفطر المبارك، حيث حظرت سلطات طهران إقامة صلاة العيد للسكان المحليين من أهل السنة في العاصمة الإيرانية.
وعلى الرغم من إقامة صلاة العيد في مصلى طهران الرئيسي، وكذلك أغلب المدن الإيرانية الأخرى، رفضت الأجهزة الأمنية إتمام شعائر صلاة عيد الفطر لأتباع المذهب السني في مصلى لهم بمنطقة يافت آباد بطهران، وفقا لتقارير إخبارية.
وكشف محمود صادقي (برلماني إيراني إصلاحي) عن أن المصلين السنة حصلوا على موافقة مسبقة لإقامة الصلاة صباح الأربعاء، لكن الشرطة منعتهم حتى من إقامتها.
يشار إلى أن السلطات الإيرانية تحظر بناء مسجد خاص لأتباع المذهب السني في طهران رغم تجاوز أعدادهم قرابة مليوني شخص على الأقل.
ويعد هذه الموقف دلالة واضحة على مدى التمييز الصارخ من جانب نظام ولاية الفقيه، والذي يتنافى في المقام الأول مع نصوص الدستور الإيراني الذي يزعم حرية العبادة، فضلا عن تعارضه مع المواثيق والأعراف الدولية التي تضمن حق الأقليات الدينية في ممارسة شعائرهم بحرية كاملة.
ووسط أجواء سلبية للغاية من جميع الجوانب سواء السياسية أو الاقتصادية، حل عيد الفطر في إيران دون أن يحمل معه بشارة بانفراجة لملايين السكان المتذمرين من سياسات القمع والاضطهاد داخل البلاد.
دعايات صاحبت العيد وصفها مراقبون بـ"الميكروفونية" هي ملخص خطابات المرشد الإيراني علي خامنئي، ورئيس البلاد حسن روحاني الذي اعتبر عيدية حكومته للإيرانيين المطحونين بفعل غلاء الأسعار هي "الصمود" في وجه من وصفهم بالأعداء، دون أن يفصح عن هويتهم.
روحاني يرحب بولاء "الحمدين" لإيران
في تأكيد جديد على ارتهان النظام القطري بمصالح نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران، طلب تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر من الرئيس الإيراني حسن روحاني توسيع العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، وفقا لوسائل إعلام رسمية.
وهاجم روحاني في اتصال هاتفي مع تميم، وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، القمتين الخليجية والعربية اللتين عقدتا نهاية مايو/أيار الماضي في مكة المكرمة، معربا عن تأييد بلاده سياسات الدوحة التي تطالبها منذ عامين دول الرباعي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) بالتخلي عن دعم التنظيمات الإرهابية والأنظمة السياسية المعادية لدول الجوار.
ورحب روحاني بموقف الدوحة الذي وصفه مراقبون بـ"المتخاذل" بعد تراجعها عن تأييد بنود القمتين (الخليجية والعربية) التي أجمعت على ضرورة وجود ردع عالمي للسلوك الإيراني العدائي إقليميا ودوليا.
ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن تميم قوله خلال حديثه الهاتفي مع روحاني أن الدوحة لديها وجهات نظر متقاربة فيما يخص عددا من القضايا الإقليمية، لافتا إلى وجود اتصالات نعتها بـ"المستمرة" و"البناءة" بين قطر وإيران، على حد قوله.
تصريحات أمير قطر تعبر عن موقف تنظيم الحمدين المسيطر على حكم الدوحة إزاء الرضوخ الكامل لسياسات النظام الثيوقراطي الإيراني المثير للقلاقل على المستويين الإقليمي والدولي.
يشار إلى أن قطر تتعنت منذ عامين في تنفيذ مطالب دول الرباعي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) الداعية إلى كف يدها عن دعم تنظيمات إرهابية.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg
جزيرة ام اند امز