تحريف الكلم عن موضعه .. إخونجية قطر على نهج ملالي طهران
مترجم التلفزيون الإيراني الرسمي حرّف عبارات من خطاب ترامب، الأمر الذي يعيد للذاكرة زيف الوجه الواحد للحمدين والملالي
عند السبر في محركات البحث على شبكة الإنترنت، في العلاقة بين قطر وإيران، يخال القارئ أن هذين الحليفين توأمان في كل ما هو خارج عن النص، فمن صناعة ودعم الإرهاب مرورا بزعزعة أمن واستقرار الدول والتدخل في شؤونها، وصولاً إلى تحريف الكلام، تعددت أوجه الشبه بينهما والتي واكبتها بوابة العين الإخبارية.
وللبدء في القاسم المشترك بين سياسة الحمدين وملالي إيران، وهو تحريف الكَلِم عن موضعه، يتوقف القارئ مع مترجم التلفزيون الإيراني الرسمي نيما شيتساز، الذي قام بتخفيف لدغات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طهران، خلال إلقاء خطابه أمام أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول الثلاثاء.
فحين اتهم ترامب إيران بأنها "دولة مارقة تتمثل صادراتها الأساسية في العنف وإراقة الدماء والفوضى"، قال المترجم باللغة الفارسية: "إيران تتحدث عن تدمير إسرائيل"،
أما عبارة الرئيس الأمريكي التي قال فيها إنه "بغض النظر عن القوة العسكرية الهائلة للولايات المتحدة، ما يخشاه القادة الإيرانيون أكثر هو شعبهم"، حرّفها المترجم بأن "جيش الولايات المتحدة قوي جدا، والأمة الإيرانية أمة قوية جدا".
المسرحية الهزلية للمرادفات لم تتوقف عن هذا الجزء الذي تم تحريف في خطاب ترامب، فالمترجم استبدل قول الرئيس الأمريكي: "هذا ما يدفع النظام (الإيراني) إلى التضييق على الوصول إلى الإنترنت وإطلاق النار على متظاهرين طلبة عزّل وسجن من يريدون اصلاح النظام السياسي"، بعبارة "تشهد إيران الكثير من الحوادث التي هي غير مقبولة من وجهة نظرنا".
وحين تعرض المترجم لانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، كان تبريره للدفاع عن نفسه هو اعتقاده بأنه "من غير اللائق أن أذكر بالسوء بلدي في القناة الوطنية"، وأنه أراد تجنيب المشاهدين في بلاده هجمات ترامب، وفق ما نقلته وكالة إسنا الإيرانية.
بل زاد أيضا أن من حق الصحفي أن يكون مستاء أو غاضبا من هذه التصريحات.
وكالة إسنا، وصفت هذا التحريف بـ"العبثي"، معتبرة أن هذه الطريقة تسهم في انعدام الثقة بين المتلقي والإعلام.
الجزء السابق من الشبه بين قطر وإيران، غيض من فيض، فالدلائل كثيرة ومتعددة ومختلفة، كشفتها الأزمة الأخيرة التي وقعت فيها الدوحة، حين أعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين، قطع علاقاتها معها، جراء دعمها الإرهاب، وسياستها المتبعة منذ عقود في زعزعة أمن واستقرار الدول والتدخل في شؤونها الداخلية، وارتمائها في حضن طهران.
- محاكمة "جزيرة قطر" في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة
- "سناب" تحذف "الجزيرة" في السعودية لخرقها القوانين
ولعل آخر وقائع تزييف الحقائق وتمرير الأكاذيب، هو ما لجأت إليه وكالة الأنباء القطرية الرسمية، حين أوردت معلومات مغلوطة عن اتصال أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، زاعمة أن "الاتصال جاء إثر تنسيق أمريكي أو مبادرة من قبل الرئيس ترامب»، في حين أنه جاء بمبادرة من تميم نفسه، طلبا للحوار.
ليس هذا فحسب، فـ"الجزيرة" القناة القطرية الناطقة بلسان تنظيم الحمدين، هي الأخرى سجلها حافل بتزوير الحقائق. ومنها حين تلاعبت بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض جمعه بالرئيس الروماني كلاوس يوهانس، قال خلاله: "حان الوقت لكي توقف قطر تمويل الإرهاب". إذ أن القناة تجاهلت الجملة كلها واستخدمت مصطلح المتطرفين والتطرف بديلاً للإرهاب.