إيران تشدد من قبضتها لوقف انهيار عملتها
إيرانيون يعربون عن تذمرهم بسبب تدهور العملة المحلية وتردي الأوضاع المعيشية
شددت الحكومة الإيرانية من قبضتها لوقف نزيف عملتها المحلية مقابل الدولار، والتي هبطت إلى مستويات قياسية.
ووضع البنك المركزي الإيراني الثلاثاء حدا أقصى لحيازة المواطنين للنقد الأجنبي خارج البنوك عند عشرة آلاف يورو وحسب وسائل إعلام إيرانية .
وقال البنك المركزي في بيان نشرته وكالة تسنيم للأنباء إن المواطنين أمامهم موعد نهائي حتى آخر الشهر لبيع أي كمية فائضة أو إيداعها في البنوك.
وأظهرت أسعار الصرف الجديدة التي نشرها الموقع الرسمي للبنك المركزي الإيراني على الإنترنت أن البنك حدد الثلاثاء أسعار الصرف الرسمية للجنيه الاسترليني عند 59330 ريالا واليورو عند 51709 ريالات.
كانت إيران قد وحدت بين سعر الصرف الرسمي لعملتها وسعرها في السوق المفتوحة الاثنين، وأعلنت أن سعر الدولار سيكون 42 ألف ريال اعتبارا من الثلاثاء في جميع الأسواق ولكل أنشطة الأعمال.
وشهدت العملة الإيرانية هبوطا قياسيا أمام الدولار، واقترب السعر من حاجز الـ 6000 تومان إيراني، وسط اضطراب سوق النقد الأجنبي.
وعمت مجلس الشورى الإيراني "البرلمان" الثلاثاء حالة من الفوضى وصلت إلى حد الاشتباك بين ولي الله سيف رئيس البنك المركزي ونواب برلمانيين، على خلفية الحديث عن انهيار العملة المحلية، حيث طالب عدد منهم بإقالته من منصبه.
وأفادت وكالة أنباء مهر الإيرانية، أن تلك الجلسة خصصها علي لاريجاني رئيس البرلمان لمناقشة سيف بشأن انهيار قيمة التومان أمام العملات الأجنبية، وفور بدء رئيس البنك المركزي شرح أسباب انهيار العملة المحلية، رفض عدد من أعضاء البرلمان استكماله لكلمته، مطالبين بإقالته من منصبه، قبل أن تحول تلك الجلسة من علنية إلى سرية، بسبب محاولة الاعتداء على ولي الله سيف من جانب أحد النواب.
وتسود توقعات بحسب مراقبين للسوق الإيراني أن يشهد اقتصاد طهران انهيارا وتحديدا في القطاع المصرفي، خلال الفترة المقبلة، معتبرين أن أزمة العملات الأجنبية ترجح تعرض نظام الملالي لسيناريو أزمة فنزويلا الحادة، التي تعاني من أزمة اقتصادية متفاقمة، أو إعلان إفلاس مؤسسات مالية رسمية بالبلاد.
وشهدت العملة الإيرانية هبوطا قياسيا أمام الدولار، واقترب السعر من حاجز الـ 6000 تومان إيراني، وسط اضطراب سوق النقد الأجنبي.
وسلطت النسخة الفارسية من شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، الضوء على أزمة العملات الأجنبية وتدهور العملة المحلية وانعكاساتها على الحياة اليومية للإيرانيين.
وأعربت بريسا وسميرا الطالبتان الإيرانيتان اللتان تدرسان بإحدى الجامعات في قبرص، عن مخاوفهما من صعوبة تدبير النفقات الدراسية اللازمة لاستكمال باقي مراحل تعليمهما بسبب أزمة الدولار المتفاقمة في طهران، حيث أشارت إحداهما إلى ارتفاع المصروفات الجامعية من 7 ملايين و400 ألف تومان إلى أكثر من 10 ملابين تومان بسبب تدهور قيمة العملة المحلية.
وفي السياق ذاته، أكد مهندس إيراني - رفض الإفصاح عن اسمه للشبكة الألمانية- عن ارتفاع كلفة الحياة اليومية داخل إيران بسبب تفاقم أزمة سوق النقد الأجنبي، لافتا إلى تهاوي القوة الشرائية للعملة المحلية، وارتفاع أسعار البضائع والسلع الغذائية بشكل مطرد، إضافة إلى تناقص قيمة الرواتب إلى النصف في مقابل الزيادة بمعدل ضعفين في قيمة العملة الخضراء.
وأشار إلى أن العائلات الإيرانية باتت محاصرة بتدبير نفقات إضافية تتعلق بسداد فواتير المياه والكهرباء التي ارتفعت أسعارها أيضا، مضيفا " الموت صار أمنية للمواطن الإيراني بسبب المعاناة اليومية"، لافتا إلى ارتفاع أسعار العقارات، نظرا لارتفاع أسعار مواد الإنشاءات والبناء، في الوقت الذي سخرت ربة منزل إيرانية من تدهور العملة المحلية، إلى حد أن "العلكة" زادت أسعارها لدى باعة التجزئة بنحو 3 أضعاف.