نور علي تابندة.. وفاة زعيم صوفي إيراني عارض قمع خامنئي
زعيم طائفة الدراويش المناهضة لنظام ولاية الفقيه نور علي تابندة توفي عن عمر يناهز 92 عاما بالعاصمة طهران، حيث أضرب عن الطعام مؤخرا
توفي زعيم طائفة الدراويش المناهضة لنظام ولاية الفقيه نور علي تابندة عن عمر يناهز 92 عاما بالعاصمة طهران، حيث أضرب عن الطعام مؤخرا، اعتراضا على قيود تضعها السلطات الإيرانية عليه وأتباعه.
وأوردت وكالة أنباء فارس (شبه الرسمية)، الثلاثاء، أن وفاة تابندة زعيم طائفة دراويش جنابادي بمستشفى مهر في طهران ناجمة عن المرض والشيخوخة.
وشددت عناصر الشرطة الإيرانية وجودها أمام المستشفى، الذي توفي داخله نور علي تابندة، بعد تزايد أعداد الحاضرين أمامها خشية اندلاع مظاهرات معارضة، حسب ما ذكرت محطة إيران إنترناشونال الإخبارية الناطقة بالفارسية من بريطانيا.
ومن المقرر أن ينقل جثمان زعيم طائفة الدراويش الصوفية، التي يرفض أتباعها مبدأ ولاية الفقيه الذي يستحوذ بموجبه المرشد الإيراني على مقاليد الحكم في البلاد، لدفنه بمسقط رأسه في مدينة بيدخت بمحافظة خراسان رضوى.
يذكر أن وكالة فارس المحسوبة على مليشيا الحرس الثوري الإيراني كانت أولى وسائل الإعلام المحلية التي أعلنت وفاة نور علي تابندة، الذي تعرض لقيود أمنية عديدة خلال السنوات الأخيرة.
وفرضت تلك القيود الأمنية التي كان من بينها الإقامة الجبرية بالمنزل على زعيم طائفة الدراويش، بسبب خلفياته التاريخية السياسية والمدافعة عن حقوق الإنسان في إيران.
وأمضى تابندة 8 أشهر رهن الإقامة الجبرية عام 1990، بعد أن انتقد وضع الانسداد السياسي والأزمات الاقتصادية داخل بلاده في خطاب بعثه للرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني (1989-1997).
ونشر الزعيم الصوفي الإيراني مرارا مقالات صحفية، فند فيها أسباب رفض طائفته نظرية ولاية الفقيه، التي تمنح سلطات شبه مطلقة للمرشد الإيراني بصفته أعلى هرم للسلطة داخل البلاد.
وفي فبراير/شباط 2018 كان نور علي تابندة وجماعته الصوفية على موعد جديد من الضغوط الأمنية، بعد أن تواردت أنباء حينها عن توقيفه ومداهمة منزله بطهران، حيث أعقبها مصادمات دامية بين مئات من أتباعه وعناصر من الشرطة الإيرانية.
وأسفرت تلك المصادمات التي شهدها شارع جلستان بمنطقة باسداران في العاصمة طهران عن اعتقال عشرات الدراويش، وتشديد القيود الأمنية المفروضة على تابندة.
ودخل نور علي تابندة، زعيم الطائفة الصوفية المناهضة لحكم نظام المرشد الإيراني علي خامنئي، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إضرابا عن الطعام، جراء القيود الأمنية المفروضة على أتباع طائفته.
ونقلت إذاعة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك عن تقارير حقوقية أن عددا من الناشطين المدافعين عن حقوق طائفة الدراويش تضامنوا مع إضراب زعيمهم نور علي تابندة، الذي تدهورت حالته الصحية بشدة لاحقا حتى وفاته.
وأبدى الصوفيون المضربون عن الطعام انتقاداً واضحاً، بسبب استمرار إغلاق مجالسهم الدينية، إلى جانب حظر تنقلاتهم إلى أقاليم إيرانية أخرى، فضلاً عن مصادرة مكتباتهم.
ويعرف نور علي تابندة المولود عام 1927 بكونه رمزا تاريخيا للنضال السلمي والمتحضر دفاعا عن الحريات المدنية في إيران منذ نال درجة البكالوريوس في القانون من جامعة طهران 1948.
وسافر تابندة إلى فرنسا خلال تلك الفترة بهدف استكمال دراسته في القانون ونيل درجة الدكتوراه من جامعة السوربون، حيث عارض لعقود قمع الحريات المدنية والسياسية للإيرانيين.
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg جزيرة ام اند امز