قيادي بالحرس الثوري الإيراني يعترف: تعاونا مع القاعدة ودربنا عناصرها
جنرال بارز بالحرس الثوري يؤكد أن طهران تعاملت مع تنظيم القاعدة الإرهابي خلال حرب البوسنة التي اندلعت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
في اعترافات صريحة، أكد جنرال بارز في مليشيا الحرس الثوري الإيراني المدرجة حديثا على قوائم الإرهاب الأمريكية أن طهران تعاملت بشكل وثيق مع تنظيم القاعدة الإرهابي خلال سنوات حرب البوسنة والهرسك التي اندلعت مطلع تسعينيات القرن الماضي، تحت غطاء من منظمة الهلال الأحمر الإيرانية (غير حكومية).
وتداول نشطاء إيرانيون عبر موقع "تويتر"، الثلاثاء، مقطعا مصورا لجانب من مقابلة تليفزيونية يظهر بها سعيد قاسمي (تولي القيادة ضمن الحرس الثوري في سنوات الحرب العراقية الإيرانية) يقول فيها إن عناصر المليشيا الإيرانية عبروا بالفعل إلى داخل حدود البوسنة خلال الحرب التي اندلعت عام 1992 واستمرت 3 سنوات بهدف أداء مهام عسكرية هناك، على حد قوله.
- إيران والقاعدة.. وجها الإرهاب تفضحه الأسلحة المضبوطة باليمن
- محكمة أمريكية: إيران متورطة في هجمات 11 سبتمبر
وأضاف قاسمي الذي يتولى قيادة جماعة أنصار حزب الله (إحدى تكتلات الضغط المتشددة في الداخل الإيراني) خلال مقابلة مع برنامج حواري يبث عبر المحطة الرابعة في التلفزيون الإيراني الرسمي، أن عناصر الحرس الثوري دربت ما وصفهم بـ"المجاهدين" في البوسنة آنذاك تحت ستار جمعية الهلال الأحمر الإيراني، مؤكدا العمل سويا مع عناصر القاعدة لفترة حيث قلدوا أساليبهم في القتال والملابس.
وكشف جنرال مليشيا الحرس الثوري أن ما أسماهم بـ"المجاهدين" تعاونوا مع بلاده بهدف تشكيل وحدات في أنحاء العالم، معتبرا أن هذه الأمور ليست خافية على أحد لأن الولايات المتحدة قد نشرت وثائق في هذا الصدد قبل سنوات بعد أن حصلت عليها كتسريبات من مراسلة أمريكية تدعي كريسيتين أمان بور تجسست على أنشطتهم لصالح شبكة سي إن إن الإخبارية، بحسب ما جاء على لسان المسؤول الإيراني.
ولفت قاسمي ضمنيا إلى أن نظام ولاية الفقيه لعب دورا دعائيا في حشدا مقاتلين إلى غمار الحرب التي وضعت أوزارها عام 1995، قائلا إن "محبي الخميني قدموا إلى البوسنة من بلدان عدة أبرزها تركيا وفرنسا وألمانيا".
وفي سياق متصل، أخلت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية التي استبدل شعارها القديم الشمس والأسد (الملكي) إلى الهلال عام 1980، مسؤوليتها عن التصريحات التي أدلى بها جنرال الحرس الثوري من قبيل التستر تحت أنشطتها بهدف القيام بأعمال عسكرية خارج الحدود قبل سنوات.
ولدى القاعدة وإيران تاريخ طويل وغامض، غير أن الجانب الظاهر منه للعلن هو استغلال نظام ولاية الفقيه التنظيم الإرهابي في شنّ هجمات عدة، فضلا عن تمرير أجندته التخريبية في سوريا وبلدان مجاورة أخرى.
وعرضت أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وفقا لوثائق الاستخبارات الأمريكية، توفير دعم نقدي ولوجيستي ومعلوماتي مقابل استهداف تنظيم القاعدة المصالح الأمريكية في دول خليجية.
وأشارت الوثائق التي جرى نشرها مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017، إلى أن مسلحي القاعدة الذين فروا إلى إيران خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان ما بين عامي 2001 و2002، استقروا في طهران بكل سهولة تحت مرأى ومسمع أجهزة الاستخبارات.
وغضت طهران أعينها لسنوات عديدة عن عبور إرهابيو تنظيم القاعدة لأراضيها للانضمام لمليشيات مسلحة في العراق، بل حتى لقتال المليشيات الشيعية المدعومة من إيران نفسها.
طهران المتورطة بتنفيذ اغتيالات ضد معارضين في بلدان أوروبية، فضلا عن تصدير الفوضى والخطط التخريبية إلى داخل نطاق بلدان مجاورة لم تكتفِ بتقويض أمن اليمن من خلال دعمها مليشيا الحوثي، بل تسعى لتعزيز تعاونها القديم مع تنظيم القاعدة الإرهابي مؤخرا.
وسلطت واقعة ضبط أسلحة إيرانية بحوزة إرهابيي القاعدة في اليمن، فبراير/ شباط الماضي، الضوء مجددا على علاقة ليست حديثة بين نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران منذ 4 عقود والتنظيم الإرهابي الأشهر عالميا خلال مطلع الألفية الحالية.
تحديدا في عام 2001، ومع اشتداد وطأة الضربات الأمريكية التي استهدفت "القاعدة" في أفغانستان، فرّ عدد كبير من إرهابيي التنظيم إلى إيران؛ ما أثار حينها استغراب الخبراء ممن لم يتمكنوا من استيعاب الصلة بين الطرفين.
وبعد سنوات عديدة تتكشف خيوط العلاقة السرية بين التنظيم الإرهابي الأشهر وطهران، بعد أن أكدت آلاف الوثائق التي نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قبل عامين سخاء الإيرانيين مع عناصر القاعدة الفارين إليها.
وكانت محكمة أمريكية قضت في مايو/آيار الماضي بتوقيع غرامات باهظة على حكومة طهران تقدر بنحو 6 مليارات دولار، كتعويضات لصالح أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء.
وأكد جورج دانيلز، القاضي الفيدرالي الذي أصدر الحكم، آنذاك، أن البنك المركزي الإيراني ومليشيات الحرس الثوري ضالعان بتلك الهجمات الإرهابية التي نفذّها تنظيم القاعدة.
واتهم محامو عائلات الضحايا الحكومة الإيرانية بدعم الإرهاب، وتسخير إمكانيتها تحت تصرف عناصر تنظيم القاعدة خلال تلك الهجمات الإرهابية، مطالبين إياها بتعويض عائلات الضحايا عن الخسائر التي لحقت بهم.