تقلبات عنيفة بسوق النقد الإيراني.. الريال يهبط بشدة أمام الدولار

أسعار الريال الإيراني تواصل تراجعها أمام الدولار الأمريكي مسجلة أكثر من 150 ألف ريال إيراني للدولار الواحد.

وسط تقلبات عنيفة بسوق النقد، هبط سعر الريال الإيراني، الثلاثاء، أمام الدولار الأمريكي الذي سجل أكثر من 150 ألف ريال إيراني للدولار الواحد، رغم تصريحات أدلى بها محافظ البنك المركزي في طهران بغرض تهدئة سوق النقد الأجنبي المأزوم في بلاده.

وأظهرت بيانات رصدتها منصة بونباست (متخصصة في متابعة حركة سوق العملة الصعبة غير الرسمية في إيران) أن سعر بيع العملة الخضراء بلغ حتى الآن 152 ألف ريال إيراني، وسجل اليورو (عملة الاتحاد الأوروبي) نحو 170 ألف ريال إيراني، والجنيه الإسترليني 190 ألف ريال إيراني.

• بعد إلغاء استثناءات النفط.. عملة إيران تواصل التراجع أمام الدولار
• التخبط يسيطر على نظام طهران بعد إلغاء إعفاءات النفط

وكشفت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية (شبه رسمية) أن أسعار سوق الذهب المحلي تشهد هي الأخرى تقلبات حادة وصلت لدرجة تخطي سعر مثقال المعدن الأصفر 2 مليون تومان إيراني (1 تومان = 10 ريالات إيرانية)، بينما ارتفع سعر بيع مسكوكة ذهبية محلية باسم "بهار آزادي" إلى حدود 5 ملايين تومان إيراني.

ورغم إعلان محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي عن ما وصفها بـ "آليات اقتصادية جديدة" تتضمن تفعيل سوق منوعة للعملة الصعبة بهدف تهدئة السوق، تتواصل التقلبات الحادة في أسواق العملات الأجنبية والذهب بسبب عدم ثقة المتعاملين في السياسات الحكومية على مدار الأشهر الأخيرة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن همتي أن البنك المركزي الإيراني اعتمد تدابير جديدة لمواجهة ارتفاع مؤشر التضخم إضافة إلى أسعار السلع، من بينها الارتقاء بمنظومة "نيما" المصرفية الإلكترونية التي تودع بها عوائد الصادرات بالعملة الصعبة، ومساعدة الحكومة علي إصدار سندات، وتعزيز الاستيراد عن طريق مقایضة السلع، وفقا لقوله.

وخسر الريال الإيراني أكثر من ثلثي قيمته أمام الدولار طوال العام الماضي، لا سيما بعد تطبيق الولايات المتحدة حزمتي عقوبات ضد نظام طهران في أغسطس/ آب، ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين طالتا قطاعات مصرفية ونفطية كبيرة.

واتجهت شرائح عديدة من الإيرانيين إلى سحب مدخراتهم من المصارف المحلية، خلال الآونة الأخيرة، خشية فقدان قيمة أموالهم بينما اعتزم آخرون تحويلها إلى عملات أجنبية وسبائك ذهبية، تحسباً لمزيد من التدهور الاقتصادي الحاد في البلاد.

ونشطت مبيعات سوق العملة الصعبة الموازية بشكل ملحوظ في نطاق العاصمة الإيرانية، بسبب عجز في التزود بنقد أجنبي، طبقاً للسعر الرسمي بعد فرض حظر حكومي في هذا الصدد.