حذف الأصفار .. الريال الإيراني "يتجمل" بجراحة مرتفعة التكاليف
قرار البرلمان الإيراني بالموافقة على مشروع قانون يتيح لحكومة طهران حذف 4 أصفار من العملة الرسمية يثير ردود أفعال بالأوساط الداخلية.
أثار قرار البرلمان الإيراني بالموافقة على مشروع قانون يتيح لحكومة طهران حذف 4 أصفار من العملة الرسمية (الريال) استياء داخليا.
وبعد القرار تعود إيران إلى عملة التومان التي كانت متداولة قبل نحو قرن في البلاد.
واعتبر الخبير الاقتصادي الإيراني البارز ميثم رادبور أن حذف 4 أصفار من العملة المحلية لن يغير شيئا في قيمة النقود والسلع، في الوقت الذي وصف خطة تحويل الريال إلى التومان برمتها بغير الفعالة.
وأضاف رادبور في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، الثلاثاء، أن "تطبيق هذه الخطة لن يكون له تأثير كبير على المتغيرات الاقتصادية داخل البلاد لأن حذف 4 أصفار ليس له تأثير تضخمي حقيقي"، وفق قوله.
واستبعد الخبير الاقتصادي المتخصص في سوق العملات الأجنبية أن تؤثر هذه الخطة على جانب السلوك المالي والنفسي، أو تؤدي إلى إحداث أي تغيير في الأسعار.
وأضاف: هذا الإجراء يمكن أن يكون له تأثير نفسي إيجابي على المدى القصير، حيث تبلغ حاليا قيمة كل يورو حوالي 17 ألف تومان، ولكن بالعملة الجديدة، فإن القيمة الحالية لكل يورو ستساوي 17 تومان، حسب ميثم رادبور.
من جانبها، وصفت صحيفة جام جم المحلية عودة الإيرانيين لاستخدام التومان بديلا عن الريال بجراحة تجميلية فقط، ونقلت آراء غير متفائلة لمراقبين تعليقا على سعي البلاد لتغيير العملة.
وحذر رئيس تحرير آفتاب يزد الإيرانية علي رضا كريمي الحكومة من إزالة 4 أصفار باعتبارها خطوة ذات تكاليف مرتفعة، متوقعا رفض مجلس صيانة الدستور مشروع القانون البرلماني في هذا الصدد.
وتطرق كريمي في مقال له إلى أن حكومة طهران تعاني عجزا كبيرا في الميزانية وتبيع أصولها في البورصة لتدبير موارد مالية، ولذا ستكون طباعة نقود جديدة أمرا مكلفا في ظل الوضع الحرج داخل البلاد.
وأشار نائب رئيس الغرفة التجارية الإيرانية حسين ورزي إلى أن حذف 4 أصفار من الريال وسط تراجع قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية سيكون جراحة تجميل لمريض بالسرطان.
وقلل المسؤول الاقتصادي من أهمية موافقة البرلمان الإيراني على مشروع قانون يسمح للحكومة بإزالة أصفار من الريال واستخدام التومان عوضا عنه في المعاملات المالية، داعيا إلى حل المشكلات الاقتصادية الحقيقية بدلا من اللعب بالأرقام ناعتا إياه بالمسار المدمر.
ولخص خبير الاقتصاد كمال أطهاري في مقابلة مع صحيفة "تعادل" المحلية، المشكلة الرئيسية للاقتصاد الإيراني بعدم وجود نموذج للتنمية، لا سيما مع غموض الموقف في ظل العقوبات الأمريكية التي لن يجدي معها حذف أصفار من العملة المحلية.
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg جزيرة ام اند امز