حلفاء إيران يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصالح الإيرانية الأوروبية الروسية المشتركة.
حلفاء إيران يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصالح الإيرانية الأوروبية الروسية المشتركة.. تتحرك إيران بمكوكية غير مستقرة بين العواصم الأوروبية والصين سعياً إلى تشكيل حلف بإمكانه أن يوقف عجلة العقوبات الأمريكية، مهددة تارة وواهبة للوعود تارة أخرى، أما حلفاؤها فهم يعملون على حفظ مصالحهم التي ارتبطت بإيران خاصة بعد عام 2015 أي بعد توقيع الاتفاق النووي ووقف العقوبات الاقتصادية عنها، حيث انهالت الشركات والمصارف الأوروبية تستغل الانفتاح الإيراني وعودة الأموال التي أفرجت عنها إدارة أوباما.
ما يجعل الأوروبيين متمسكين بالشريك الإيراني هو حجم العقود المبرمة بين شركات ومصارف هي الأخرى تضغط على حكوماتها ولوبياتها، تلك اللوبيات عليها أن تعرف أن مصالحها مع دولنا هي الأخرى على المحك، فلا يعتبرون تلك المصالح شيكاً قدمناه على بياض!!
بعد التلويح بعودة العقوبات استنفر الاتحاد الأوروبي طاقته مهرولاً للحفاظ على تلك الاتفاقيات المبرمة، وها هو اليوم يلمّح إلى قبول إيران بالضغط (لإقناع) الحوثي للجلوس على طاولة المفاوضات بعد أن كان يرفض ذلك.
كل ذلك من أجل إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بأن إيران (اقتنعت) أخيراً أنها تمددت أكثر مما يجب خارج حدودها السياسية وأنها ستقبل بالتراجع بضع خطوات هنا وهناك!!
إيران تراهن على كسب الوقت إلى حين انتهاء فترة ترامب، والدخول في نفق «المفاوضات» هو الملعب الإيراني الذي تراهن عليه، هي تحتاج إلى الوقت ومقابل هذا الوقت أصبحت مستعدة للتنازل عن بعض مكاسبها مؤقتاً، ولعبة المفاوضات توفر لإيران هذه الاحتياجات، ليدخلوا في نفق كنفق جنيف والأستانة ووو..، وإلى أن تجرد القضية من لحمها وعظامها وتبقى إيران محتفظة بالكعكة الكبرى التي قضمتها من المنطقة العربية.
أما تصريحات خامنئي بأن وجودهم الإقليمي كما سموه والترجمة الحقيقية له هو احتلالهم للدول العربية، وجود غير قابل للنقاش، هي تصريحات لزوم التصعيد الخطابي فقط تمهيداً للتنازل، قال خامنئي «في المنطقة وخارج المنطقة يعارضون تنامي قوة إيران بين الشعوب؛ لأن القوة العمق الاستراتيجي للنظام الإسلامي»، وأضاف: «مثلما قلنا مرات عدة، نعلن مرة أخرى، الإمكانات الدفاعية غير قابلة للتفاوض، ونواصل طريق تنمية القوة».
ولنتذكر فقط أن كل موضوع قالت عنه إيران إنه غير قابل للنقاش خطابياً ترسل الرسائل للغرب بعدها أن المفاوضات ممكنة، وها هي تقبل التفاوض على الحوثي وتقبل التفاوض على التراجع عن بعض المواقع في سوريا!
ما يهمنا أن ندركه أن معظم الأوروبيين شركاء لإيران ووسطاء غير حياديين ولولاهم ولولا الحزب الديمقراطي والليبراليين في الإدارة الأمريكية لما تمكنت إيران من التمدد خارج حدودها السيادية دون رادع ودون خوف من ردات فعل دولية.
إيران ارتكبت المجازر وهي قوة احتلال جديدة في المنطقة، وصواريخها تصل إلى مدننا ومليشياتها تقتل أبناءنا هكذا يجب أن تصل الرسالة إلى حلفاء إيران، بأننا نخوض حرباً مع هذا التمدد غير المشروع وهذه الاعتداءات السافرة، والأمر يحتاج إلى أكثر من (قلق) أوروبي لا على أمننا إنما على مصالحهم معنا، فالظاهر أن أمننا مسألة فيها نظر وحدوده غير متفق عليها.
نحن في عالم لا يفهم غير لغة المصالح لا لغة المبادئ، وما يجعل الأوروبيين متمسكين بالشريك الإيراني هو حجم العقود المبرمة بين شركات ومصارف هي الأخرى تضغط على حكوماتها ولوبياتها، تلك اللوبيات عليها أن تعرف أن مصالحها مع دولنا هي الأخرى على المحك، فلا يعتبرون تلك المصالح شيكاً قدمناه على بياض!!
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة