إيران تجهض مساعي الجزائر في تثبيت إنتاج النفط
التفاؤل بشأن الوصول إلى اتفاق بين دول أوبك في اجتماع الجزائر حول تثبيت الإنتاج انقلب إلى خيبة أمل قبيل ساعات من انعقاده.
خيب وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنه، آمال الجزائر في الوصول إلى قرار بتجميد إنتاج النفط، بإعلانه على هامش منتدى الطاقة الدولي أن بلاده ترفض اتخاذ قرار بتجميد الإنتاج، وهي ماضية لاسترجاع حصتها الكاملة في السوق.
وقال بيجان نمدار زنغنه، الثلاثاء، في تصريحات صحفية على هامش افتتاح المنتدى الدولي للطاقة، إن بلاده لا تحبذ أن يفضي الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الأوبك يوم الأربعاء بالجزائر، إلى قرار رسمي بشأن إنتاج المنظمة.
وأوضح أن بلاده تفضل إجراء مشاورات بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخصوص الإنتاج، على أن يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الخصوص خلال اجتماع فيينا نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وكشف الوزير الإيراني عن أن بلاده تسعى لإنتاج 4 مليون برميل يوميا على المدى القصير أي العودة إلى مستوى الإنتاج لما قبل العقوبات وبالتالي استرجاع حصتها من السوق العالمية والمقدرة بـ 13%.
وتأتي هذه التصريحات على غير رغبة الجزائر التي شدد وزيرها للطاقة نور الدين بوطرفة على أن الاجتماع سيخرج بقرارات ملزمة لكل الأعضاء ولن يكون لتبادل التحية فقط.
وكانت الجزائر تأمل في استثمار حضور إيران لإقناعها بضرورة تثبيت سقف الإنتاج الحالي، على عكس اجتماع الدوحة السابق الذي فشل في الوصل إلى نفس القرار وغابت عنه إيران.
كما لم يجد تحمس المسؤولين الجزائريين لتحويل الاجتماع غير الرسمي لأوبك إلى دورة استثنائية صدى لدى دول المنظمة وخارجها، حيث أعلنت السعودية والإمارات وروسيا على لسان وزرائها للطاقة أن الاجتماع لن يعدو كونه تشاوريا.
وتركت تصريحات وزيري خارجية السعودية خالد الفالح والإمارات سهيل المزروعي، الانطباع على وجود نية لاتفاق مبدئي على تثبيت مستوى الإنتاج خلال اجتماع الجزائر دون اتخاذ أي قرار بهذا الخصوص.
وقال الفالح إنه يتوقع توافقا داخل أوبك لصالح استقرار السوق، بينما ذهب المزروعي إلى ضرورة توفر الإجماع بين كامل دول أوبيك للوصول إلى اتخاذ قرار.
وحاول الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، في كلمته الافتتاحية خلال منتدى الطاقة الدولي، تنبيه الدول النفطية الحاضرة إلى خطورة وضع السوق الحالي على الدول المنتجة.
وشدد سلال على أن الفاعلين الرئيسيين في الطاقة عليهم الوصول إلى اتفاق لأن السوق –بحسبه- معرض لتقلبات خطيرة تهدد الاقتصاد العالمي.
وأضاف بأن السوق تشهد اختلالا بين العرض والطلب، مما يجعل وضع السوق الدولية الراهن لا يخدم أي دولة سواء داخل منظمة أوبك أو خارجها.
وتراهن الجزائر وفق وزيرها للطاقة نور الدين بوطرفة، على استغلال الدقائق الأخيرة في الكواليس قبيل الاجتماع الذي سيعقد غدا لإقناع الدول المؤثرة الممثلة بأعلى مستوى بالوصول إلى اتفاق.