تهديدات إيران عبر لبنان.. رسائل ضغط على واشنطن يصعب تنفيذها
في وقت يعيش فيه لبنان أصعب الظروف على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية أتت تصريحات علي حاجي زادة، القائد بمليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذي قال فيها إن صواريخ حزب الله هي خط الدفاع الأمامي في أي حرب مقبلة مع طهران، لتزيد الأمور تعقيدا وتوترا.
ومع تأكيد السياسيين المعارضين لحزب الله على رفض مثل هذه التصريحات غير الجديدة، يرون فيها محاولة ضغط من إيران المرهقة من العقوبات على الولايات المتحدة مستخدمة لبنان كورقة في سبيل ذلك.
واعتبر مراقبون أن موقف الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أتى "خجولا" لا يعدو كونه من باب "رفع العتب" الذي لا يرقى لأن يكون ردا مناسبا لموقف صارخ كهذا.
وفي هذا السياق، قال العميد اللبناني المتقاعد والخبير العسكري خليل الحلو لـ"العين الإخبارية" إنه "لا جديد في كلام زادة الذي يؤكد أن قرار الحرب والسلم في البلاد بيد حزب الله وإيران".
غير أنه استطرد قائلا: "لكن توقيته يعبّر عن المأزق الذي تعيشه طهران نتيجة الضغوط والعقوبات الأمريكية عليها التي وصلت عام 2020 إلى 13 عقوبة فيما من المرجح أن يسجل المزيد عليها في الفترة المقبلة".
وأضاف الحلو أن "إيران تحاول عبر مثل تلك التصريحات أن تخفف عنها الضغط بإظهار قوّتها عبر الأوراق التي تملكها من بينها الورقة اللبنانية لبيعها للإدارة الأمريكية مقابل رفع العقوبات".
وتابع: "وهنا تكمن الخطورة إذا حدث أي خطّأ في الحسابات من شأنه أن يشعل المنطقة".
ورأى الحلو في الوقت عينه أن هذا التصريح "موجّه أيضا لحزب الله بحيث يقول له زادة "لا خيار لديك إلا بالرد في حال وقوع أي خطر على إيران".
الرأي نفسه، عبّر عنه المحلل السياسي اللبناني ومسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور.
وقال جبور في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "الموقف الإيراني يندرج في سياق ما دأب الحرس الثوري على اتخاذه من مواقف من هذا القبيل وبالتالي هو ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير".
لكن "أهمية" هذا الموقف- بحسب جبور- تكمن في "أنه يؤكد على المؤكد بأن سلاح الحزب ودوره وأولويته وأجندته هي إيرانية".
لكن في الوقت نفسه اعتبر جبور أن "هذا لا يعني أن الأمور ذاهبة إلى مواجهة عسكرية إنما تقول طهران بشكل واضح إن لبنان هو جزء من الساحات التي تستخدمها لأي مواجهة محتملة لأنها في موقع رد الفعل وهذا ما رأيناه منذ مقتل قاسم سليماني حتى اليوم بحيث تظهر أنها في مرحلة انكفائية ولا تتجرأ على مواجهة واشنطن إنما تقول لها أنها ستستخدم أي ساحة متاحة أمامها للردّ على أي احتمال لقيام واشنطن بالحرب".
من هنا، اعتبر جبور أن هذه المواقف "هي رسائل تتطاير فوق السماء اللبنانية الأمر الذي يجب أن يعيد التأكيد على أهمية حياد لبنان ووقف أي استخدام للساحة اللبنانية من قبل أي كان وتحديدا محور الممانعة الذي يتعامل مع لبنان كساحة مستباحة بعيدا عن أي منطق للدولة".
في موازاة ذلك وفي حين كانت مطالبات من قبل سياسيين معارضين لحزب الله بموقف واضح من رئيس الجمهورية تجاه التصريح الإيراني واستدعاء وزير الخارجية لسفير طهران، صدر موقف غير مباشر من عون، حتى من أن يسمي القائد في الحرس الثوري، مكتفيا بالقول " لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده وأرضه وحرية قراره".
هذا الرد وصفه الخبير العسكري خليل الحلو بـ "الخجول والغامض"، فيما اعتبره شارل جبور ليس أكثر من "رفع للعتب".
وأوضح جبور أن "ردّ عون هو رفع عتب لا أكثر ولا أقل بينما المطلوب إعلان أن لبنان يرفض رفضا تاما مواقف من هذا القبيل وكل من يريد توريطه بحروب لا ناقة له ولا جمل فيها وإعادة الاعتبار لمفهوم النأي بالنفس".
وجاء تصريح زادة في وقت يحيي فيه حزب الله الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمصنف إرهابيا قاسم سليماني حيث نشر صوره في مناطقه في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع.
aXA6IDE4LjIxNy4xNjEuMjcg جزيرة ام اند امز