في حال لم تتمكن الولايات المتحدة من استصدار القرار بشأن تمديد الحظر من مجلس الأمن، قد تلجأ إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران.
قدّم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش لمجلس الأمن تقريره التاسع حول إيران، والذي يؤكد فيه ضلوع النظام الإيراني المباشر ومسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية في بقيق وخريص شرق السعودية، واستهدافها لمطار أبها الدولي جنوب المملكة العام المنصرم.
اليوم وبعد أن تكشفت الحقائق أمام المجتمع الدولي، لن تكون بيانات الإدانة والشجب والاستنكار التي تصدرها الدول، لتسجيل موقفها من فعل إجرامي أو إرهابي، كافية أو مقنعة بعد التقرير الأممي وثبوت إرهاب النظام الإيراني بالأدلة القاطعة.
لذلك جاء الوقت الذي ينتقل فيه العالم إلى مستوى أكثر من بيانات مكررة لا تسمن ولا تغني من جوع، فإيقاف خطر التهديد الإيراني على النظام العالمي أصبح مرهوناً بالأفعال أكثر من الأقوال.
رحّبت السعودية بتقرير الأمم المتحدة الذي أكد ضلوع إيران المباشر بالهجمات ضدها، مشيرة إلى أن التقرير الأممي أثبت نوايا إيران العدائية تجاه المملكة، وطالبت بالنظر بعناية شديدة في مسألة إعادة فرض حظر الأسلحة على إيران في أكتوبر تشرين الأول المقبل.
موقف واشنطن كان متجانساً مع الرياض، وهدف الولايات المتحدة واضح ومعلن، وهو التوصل إلى قرار جماعي لتمديد قرار حظر الأسلحة على إيران. الدول الأوروبية أعلنت، في موقف مفاجئ بالنسبة لإيران والذي من شأنه أن يزيد من التعقيدات على الاتفاق النووي، أنها تدعم خطوة تمديد حظر السلاح، وأكثر من ذلك، اتهمت طهران باتخاذ خطوات لا تتماشى مع التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
ولعلّ الحقائق التي كشفها التقرير الأممي حول تفاقم الإرهاب الإيراني شكّلت ضربة قاصمة لكل المحاولات الأوروبية لاحتواء النظام الإيراني، بعد أن غدا مكشوفاً حتى أمام أقرب أصدقائه فحولهم لخصوم وأحرج كل المتعاطفين معه.
في حال لم تتمكن الولايات المتحدة من استصدار القرار بشأن تمديد الحظر من مجلس الأمن، قد تلجأ إلى التحرّك المنفرد بأن تفرض مزيداً من العقوبات على إيران.
لا شك أن الأنظار تتجه إلى روسيا والصين لعرقلة قرار تمديد حظر السلاح بصفتهما حليفا إيران، ولكن لا يمكن التعويل كثيراً على مواقفهما، فهما لم تنفعا طهران في أي مواجهة مباشرة على المائدة الدولية وأمام الولايات المتحدة، فضلًا عن فشلهما في إقناع واشنطن بالعودة مرة أخرى للاتفاق النووي بعد انسحابها منه.
وفي حال لم تتمكن الولايات المتحدة من استصدار القرار بشأن تمديد الحظر من مجلس الأمن، قد تلجأ إلى التحرّك المنفرد بأن تفرض مزيداً من العقوبات على إيران، ودفع عدد من الدول إلى منع تصدير السلاح إليها.
إصرار النظام الإيراني على مواقفه وسياساته العدوانية الإرهابية وتكرارها بلا توقف يأتي ليذكر المجتمع الدولي بالخطر الداهم الذي يمثله على أمن واستقرار دولنا ومجتمعاتنا، وبالأولوية القصوى التي يجب أن تحتلها قضية ردع هذا النظام كأولوية استراتيجية دولية.
والحقيقة التي بات الكثيرون جدا في العالم يدركونها اليوم هي أنه من أكبر الجرائم التي من الممكن أن ترتكب بحق الإنسانية هي محاولة التستر على جرائم هذا النظام أو استرضائه بأي شكل أو تمكينه من مواصلة إرهابه وتهديده لدول العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة