لا شكّ أن الولايات المتحدة اليوم أمام أيّام صعبة. الاحتجاجات اتسعت رقعتها، وتحولت إلى أعمال عنف وتخريب وصدامات عنيفة مع الشرطة.
منذ نحو عشرة أيام، تشهد عشرات المدن الأمريكية مظاهرات عنيفة احتجاجاً على مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصول إفريقية على يد الشرطة في مدينة مينيابولس.
على المستوى الإنساني، الحادثة واضحة وأبعادها بينة، وربما بشاعتها تدعو لرد فعلٍ مثل ما جرى ويجري في عدد من المدن الأمريكية خصوصاً عند استحضار العنصرية الأمريكية ضد السود التي تعود لقرون سابقة وكانت ولم تزل محل استحضار ودراسة وتأثير في الواقع، ولم تزل سبل مكافحتها قائمة ولم تنته ولم تصبح من التاريخ بعد.
لا شكّ أن الولايات المتحدة اليوم أمام أيّام صعبة. الاحتجاجات اتسعت رقعتها، وتحولت إلى أعمال عنف وتخريب وصدامات عنيفة مع الشرطة في كثير من المدن الأمريكية، وأصبحت أكثر حدة بعد مساهمة الجماعات الفوضوية اليسارية العنيفة في أحداث الشغب والتخريب، رافعة قميص الرجل الضحية جورج فلويد، بينما هدفها الحقيقي تقويض الدولة والمؤسسات والضغط على الرئيس ترامب.
لا شكّ أن الولايات المتحدة اليوم أمام أيّام صعبة. الاحتجاجات اتسعت رقعتها، وتحولت إلى أعمال عنف وتخريب وصدامات عنيفة مع الشرطة.
بالتأكيد إن أكثر من فرح بهذه الأحداث هم "الأوباميون" الجدد داخل الحزب الديمقراطي، وذلك لأنهم يدركون أنهم أقل حظاً في الانتخابات القادمة من الجمهوريين، وهم يعبرون بتصرفاتٍ متشنجة وغير متوازنة ضد الرئيس ترامب، ويسعون لقلب كل شيء ضده، من كورونا إلى العنصرية إلى غيرها، لا يريدون لأي مشكلة أن تهدأ أو تحل، لعل وعسى أن يعززوا حظوظهم المتدنية حتى الآن.
التسييس دخل على خط الحادثة ومضاعفاتها، وسعى مسؤولون من دول مثل روسيا وإيران لاستغلال القضية سياسياً ضد الرئيس ترامب خاصة قبل الانتخابات الأمريكية المرتقبة، فالسياسة وصراعاتها لا تترك شيئاً دون أن تستغله ولو ببشاعة إن اقتضى الأمر. والحقيقة أن قضية "فلويد" لا تحتاج إلى مدافعين انتهازيين من هذا النوع، ولا تحتاج حقوق ذوي البشرة السمراء في الولايات المتحدة إلى نصير لها من دول تقع في أدنى المراتب في مجال حماية حقوق الإنسان.
خمسة أشهر تفصل الأمريكيين، ومعهم العالم، عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالتأكيد إن أحداث العنف التي تشهدها الولايات الأمريكية ومستجدات جائحة كورونا سيكون لها تأثيراتها على الناخب الأمريكي. الاختيار بين ترامب الجمهوري وبايدن الديمقراطي هو السؤال المطروح بعد اختلاط المعارك الانتخابية بتداعيات مقتل فلويد والجائحة ودخول الانتخابات مرحلة كسر العظم قبل الوصول إلى ذروتها الحقيقية، لا شكّ أن هناك شكوكاً في إمكان عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن ما يمكن أن يخدم ترامب هو موقفه الرافض للفوضى التخريبية والتمسك بفرض الأمن على الجميع، وأيضاً ضعف منافسه الديمقراطي جو بايدن الذي لم يتمكن إلى الآن إظهار أنّه أهل ليكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة