لا شك أن دول العالم تمر اليوم بتحد خطير، لم يسبق لها أن مرت به من قبل، ومن الواضح جدا أن مسألة التعايش مع كورونا قد تكون الخيار الأخير
يبحث العالم اليوم بكل قدراته الإنسانية والعلمية والعملية والمادية عن لقاح يخلّص البشرية من وباء كورونا الذي وضع العالم أمام معادلة صعبة وخيارين كلاهما مُر: إما اختيار سيناريو التعايش مع الفيروس والاستمرار في رعاية الاقتصاد والتطور البشري وكأن شيئا لم يكن، وإما الاستمرار في الحجر الصحي والعزل ومنع التجول والمخاطرة بانهيار الاقتصاد.
كان الانحياز عند أغلب دول العالم للخيار الأول خاصة مع دخولنا الشهر الخامس لتفشي الوباء دون أن ينجح أحد في التوصل إلى لقاح فعّال يقضي عليه.
الحقائق والمعطيات العلمية ومن واقع قراءة الخبراء والعلماء ومسؤولي منظمة الصحة العالمية للوضع الحالي تشير إلى أن خطر الفيروس سيظل باقيا مدة طويلة قد تمتد نحو عامين، وأنه على كل دول العالم أن ترتب نفسها للتعايش مع كورونا لهذه الفترة.
ولذلك بدأ العالم ينظر إلى الفيروس باعتباره أمرا وجب التعايش معه كأي فيروس آخر، حتى القضاء عليه، إما بمناعة الإنسان، أو بعلاج ناجع أو لقاح واقٍ. هذا غير أن حكومات العالم تكبدت خسائر اقتصادية هائلة بفعل هذه الأزمة، كل ذلك جعل العديد من الدول تعيد الحياة جزئيا إلى النشاط الاقتصادي وعمل المؤسسات الاقتصادية.
لا شك أن دول العالم تمر اليوم بتحدٍ خطير، لم يسبق لها أن مرت به من قبل، ومن الواضح جدا أن مسألة التعايش مع كورونا قد تكون الخيار الأخير، لكنه الوحيد المتوافر بين أيدي البشر حاليا.
لا شك أن دول العالم تمر اليوم بتحدٍ خطير، لم يسبق لها أن مرت به من قبل، ومن الواضح جدا أن مسألة التعايش مع كورونا قد تكون الخيار الأخير، لكنه الوحيد المتوافر بين أيدي البشر حاليا. معادلة صعبة تكمن في تحقيق التوازن بين أهمية حياة البشر وصحتهم من جهة، وأولوية ذلك وبين تحريك الاقتصاد، والحفاظ على استمراره ونجاحه.
ويبقى الرهان الأكبر على نجاح هذا الخيار هو وعي الفرد، ومدى اتباعه كل التعليمات وحماية نفسه ومن يحب والمجتمع من تفشي هذا الوباء، ومهما بذلت الدول من جهود وعزّزت من إمكاناتها الطبية، فإنها لن تستطيع الصمود دون وعي وتعاون أفراد المجتمع.
ويخطئ كثيرا من يعتقد أن الانفتاح الجزئي وخيار التعايش مع كورونا يعني النجاح في القضاء عليه، ويخطئ كثيرا من يعتقد أن كل شيء انتهى فيتراخى في اشتراطات السلامة، ويخفف من الالتزام بالتعليمات الرسمية، فهذا الأمر بالغ الأهمية في تحديد النجاح والفشل في قرار الانفتاح الجزئي والتعايش مع الوباء.
الأكيد أن الانفتاح الاقتصادي الجزئي لن يجعل الاقتصاد العالمي يتعافى من خسائره، بل قد يلزم الأمر سنوات قادمة حتى بعد انتهاء هذه الأزمة. لذلك أمام حكومات العالم تحديات رهيبة وخيارات صعبة قاسية على الجميع، ولا بد من التخطيط لأسوأ الاحتمالات، وإعادة النظر في الأولويات.. أولويات السياسات العامة، وأولويات الإنفاق العام بحسب الموارد والإمكانيات المتاحة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة