العقوبات تفجر خلافات "عميقة" بين أبرز وزيرين بإيران
في خضم التخبط داخل هيكل نظام ولاية الفقيه إثر حملة الضغط القصوى التي تشنها واشنطن خلافات كبيرة بين وزيري الخارجية والنفط في بلاده.
في خضم التخبط داخل هيكل نظام ولاية الفقيه إثر حملة الضغط القصوى التي تشنها واشنطن تجاه سياساته التخريبية، كشف برلماني إيراني بارز عن خلافات كبيرة بين وزيري الخارجية والنفط في بلاده.
وأوضح أبو الفضل أبو ترابي البرلماني المحسوب على تيار الأصوليين أن حالة التوتر بين وزيري الخارجية محمد جواد ظريف والنفط بيجين زنجنة تأتي على خلفية العقوبات الأمريكية المفروضة ضد طهران التي دخلت مرحلة الحظر النفطي الكامل قبل شهرين.
وأضاف أبو ترابي، نائب مدينة نجف آباد الواقعة وسط إيران، في مقابلة نشرتها وكالة أنباء تسنيم التابعة لجهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، أن زنجنة لديه خلافات حتى مع رئيس البلاد حسن روحاني.
واعتبر النائب الإيراني الأصولي أن الخلافات العميقة داخل تركيبة حكومة روحاني ستؤثر بالسلب على الأوضاع الراهنة داخل بلاده التي تحتاج إلى مزيد من الانسجام، على حد قوله.
وكشف أبوترابي أن استقالة ظريف من منصبه الدبلوماسي التي تراجع عنها لاحقا في فبراير/شباط الماضي، كان من بين دوافعها الخلاف مع وزير النفط إثر فشل الأخير في استغلال أرضية مهدتها وزارة الخارجية للاستفادة من مرحلة رفع العقوبات بعد إقرار الاتفاق النووي الإيراني عام 2015.
وقال النائب البرلماني إن صناعتي النفط والبتروكيماويات لدى بلاده تواجه تحديا كبيرا حاليا، لاسيما مع بدء خطة تصفير صادرات النفط الإيرانية.
تخبط إيراني غير مسبوق منذ وصول روحاني إلى سدة الحكم عام 2013، ويؤشر عليه الخلاف بين أحد وزراءه واللذين ينظر إليهما باعتبارهما رأس حربة إزاء التحايل على العقوبات التي أعادت أمريكا فرضها ضد إيران في أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
وتواجه طهران فشلا ذريعا في التحايل -كما اعتادت- على العقوبات الأمريكية التي فرضت ثاني جولاتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التي قلصت بشدة حجم الصادرات الإيرانية من النفط الخام ومكثفات الغاز إلى مشترين رئيسيين حول العالم.
وتأثرت على نحو واضح للغاية قطاعات اقتصادية عديدة داخل إيران تعتمد على عوائد قطاع النفط بشكل رئيسي، وسط مخاوف من اندلاع احتجاجات شعبية جديدة على خلفية التأزم الاقتصادي غير المسبوق داخل البلاد.
وأشار أبو الفضل أبو ترابي إلى أن سر الخلاف بين ظريف وزنجنة يتعلق باعتقاد الأول أن الثاني وفريقا مؤيدا له داخل وزارته يرفضون تواجد شركاء آسيويين وشرق أوسطيين في سوق النفط والبتروكيماويات في بلاده، في حين يعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن وزارة النفط الإيرانية أحد أسباب مأزق الاتفاق النووي الموقع قبل 4 سنوات، على حد قوله.
وأضاف البرلماني الإيراني البارز إعلاميا أن معلومات بحوزته (لم يذكر مصدرها) لفتت إلى أن ظريف قال إن أحد أسباب استقالته هو فشل أو تجاهل زنجنة استغلال الاتفاق النووي الإيراني بغية تشجيع استثمار الدول الآسيوية، وميوله إلى الشركات الأوروبية.
وقبل 4 أشهر، انتهت أزمة استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالتراجع عنها، عقب رفضها من الرئيس البلاد حسن روحاني بعد نحو 30 ساعة حينها من جدل واسع في الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية.
وجاءت استقالة ظريف من منصبه بشكل مفاجئ على خلفية حديث تواتر حول تغييبه عن حضور لقائي بشار الأسد الرئيس السوري مع المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحان في العاصمة طهران لأول مرة منذ 8 سنوات.