استقال قبل عام.. سر هروب خبير إيراني لبريطانيا
رئيس منظمة حماية البيئة الإيرانية يعترف بممارسة ضغوط من قبل أجهزة أمنية على نائبه السابق كاوه مدني.
قال عيسي كلانتري، رئيس منظمة حماية البيئة الإيرانية، الإثنين، إن الضغوط التي مارستها أجهزة أمنية إيرانية على نائبه السابق كاوه مدني دفعت الأخير إلى الاستقالة من منصبه والمغادرة إلى بريطانيا، مطلع العام الماضي.
ووصف "كلانتري"، خلال مقابلة مع منصة "خبر أونلاين" الإخبارية المحلية، الخبير الإيراني في مجال البيئة كاوه مدني (37 عاما) بـ"الإنسان الشريف والعالم الذي لديه برنامج وفرصة من أجل بلاده"، وفق قوله.
ونفى المسؤول الإيراني المزاعم التي وجهت لمدني، من قبيل التجسس لصالح دول أجنبية، فضلا عن امتلاك جنسية مزدوجة (ترفض إيران الاعتراف بها)، مؤكدا أن طبيعة عمله (كاوه مدني) لم يكن بها مشكلات تذكر حتى استقالته، في أبريل/ نيسان 2018.
ويعرف كاوه مدني، أصغر أعضاء الحكومة الإيرانية سنا، وأحد أنبغ العقول الإيرانية المهاجرة، حيث يتقلد منصب أستاذ في جامعة إمبريال كوليدج بالعاصمة البريطانية لندن، وسبق أن حصل في يناير/ كانون الثاني عام 2016، على جائزة التميز في مجال البيئة من الاتحاد الأوروبي كأول عالم شاب وعالم إيراني.
وكان كاوه مدني، الذي ينحصر عمله كخبير بيئي في أبحاث المياه قد حصل على عطلة من وظيفته الجامعية في لندن أواخر عام 2017، بعد تلقيه دعوة حكومية من إيران لكي يتولى منصب نائب رئيس منظمة حماية البيئة في البلاد.
وفي شتاء العام الماضي، شنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات بحق عدد من نشطاء حماية البيئة في البلاد، بينما تواردت تقارير حينها حول القبض على مدني وتعرضه لضغوط أمنية.
وعقب ذلك أعلن مساعد رئيس منظمة حماية البيئة الإيرانية السابق أنه (كاوه مدني) تمكن من الهرب إلى خارج البلاد بعد استقالته من منصبه، إثر سيطرة من وصفهم بالجاهلين الرافضين لوجود الفضاء الافتراضي والعلم والتقنية داخل إيران.
وشن الأكاديمي الإيراني في تغريدته هجوما ضمنيا ضد النظام الحاكم في بلاده، قائلا: "إن هناك من يتوهمون المؤامرة، ويفضلون البحث عن مدان ليلقوا اللوم عليه، لأنهم يدركون سهولة العثور على عدو، ومتقاعس، وجاسوس بدلا من تحمل المسؤولية والمشاركة في حل المشکلات".
وكشف رئيس منظمة حماية البيئة الإيرانية، عيسى کلانتري، أن السلطة القضائية حظرت تدخل مؤسسته في قضية اعتقال نشطاء البيئة، العام الماضي، معربا عن أمله في التوصل إلى حكم قضائي عادل بحقهم.
وتعتقل سلطات طهران عشرات من الناشطين في مجال البيئة لأسباب مجهولة رغم وفاة أكاديمي كندي من أصل إيراني يدعى كاووس إمامي بعد أسبوعين من القبض عليه، في فبراير/ شباط 2018.
وأثيرت حالة من الجدل داخليا في إيران بشأن قضية هؤلاء النشطاء المعتقلين بعد تقديم السلطات الحكومية رواية مزعومة تفيد بانتحار إمامي داخل سجنه، وهو الأمر الذي نفته عائلته وأدانته منظمات حقوقية دولية، حيث طالبت بتحقيق شفاف وواضح في هذا الصدد.
aXA6IDMuMTQ1LjcyLjQ0IA== جزيرة ام اند امز