دبلوماسيون مصريون لـ"العين الإخبارية": واشنطن جادة في مواجهة إيران والجماعات المتطرفة
دبلوماسيون مصريون يشيرون إلى انتقادات "بومبيو" لسياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واختلاف إدارة ترامب عنها
أكد دبلوماسيون أن خطاب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الخميس، بالجامعة الأمريكية في القاهرة، الذي حدد فيه استراتيجية بلاده بمنطقة الشرق الأوسط، أظهر جدية أكبر في تعامل البيت الأبيض مع الجماعات المتطرفة بالمنطقة، وكذلك تجاه التدخلات الإيرانية المتزايدة.
- بومبيو من القاهرة: سنظل شريكا راسخا في الشرق الأوسط
- بومبيو عقب لقاء السيسي: ندعم مصر في حربها ضد الإرهاب
وتحدث الدبلوماسيون، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، عن أن "انتقادات بومبيو لسياسية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تؤكد بوضوح عزم الإدارة الحالية التخلي عن دعم الجماعات الراديكالية، التي ساهمت في نشر التطرف والإرهاب بالشرق الأوسط".
وخلال خطابه، اتهم بومبيو الرئيس الأمريكي السابق بوضع "سوء فهم جوهري" في خطابه في بجامعة القاهرة عام 2009، قائلا: "أخبركم أن الولايات المتحدة والعالم الإسلامي يحتاجان إلى بداية جديدة، وكانت نتائج هذه الأحكام الخاطئة قاتمة.. قللنا بشكل كبير من تماسك وخبث الحركة الإسلامية الراديكالية".
وزير الخارجية الأمريكي دعا أيضًا إلى ضرورة التصدي للنظام الإيراني بدلا من إقامة العلاقات معه، مؤكدًا عزم واشنطن استمرار الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم داعش الإرهابي.
التمدد الإيراني والتوازنات الإقليمية
السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رأى أن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية تظهر أكثر جدية وحسمًا أمام المتغيرات السياسية والتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها التدخلات الإيرانية في المنطقة، موضحًا أن "توجه صانع السياسية الأمريكية يؤكد أن هناك تراجعًا بعض الشيء في النظرة نحو الحركات الراديكالية الإسلامية، خاصة بعد فشل ما يسمى بثورات الربيع العربي".
ونوه السفير حربي إلى أن "الانحياز للجبهات الإسلامية، كان اتجاه الرئيس السابق أوباما، لكن الإدارة الحالية تعتبر أنه كان للطرف الخطأ، وتسبب في انتشار الجماعات الإرهابية بالمنطقة".
وفيما يتعلق برؤية الإدارة الأمريكية بالنسبة لإيران، قال الدبلوماسي المصري إن "ترامب كان واضحًا جدا في اعتبار أن طهران خطر على المنطقة، وأن تمددها قد يؤثر على التوازنات الإقليمية، وهو ما أكد عليه خطاب بومبيو اليوم".
واشنطن مطالبة بدعم العرب
من جهته، اعتبر وزير الخارجية المصري السابق، السفير نبيل فهمي، أن مجرد وجود مايك بومبيو في الشرق الأوسط، يعد أمرًا مهمًا؛ لأنه "يعطيه فرصة للاضطلاع على أوضاع المنطقة على الأرض، ومقابلة المسؤولين العرب على أعلى مستوى".
السفير فهمي أشار أيضًا إلى أن "خطاب بومبيو ركز بدرجة كبيرة على الخطر الأمني والتطرف والإرهاب، والهيمنة الإيرانية في المنطقة من ناحية أخرى، وكان واضحًا وصريحًا فيما قاله، حيث يبدو أن أمريكا ستكون أكثر دعما لجهود التصدي للإرهاب"، لكنه دعا واشنطن إلى ضرورة "رفع كفاءة الدول العربية أيضًا في هذا الإطار".
ولفت إلى أن الخطاب عكس بصفة عامة الأولويات الأمريكية، ولم يعكس الاهتمامات العربية بقدر كافٍ، لكنه تناول بعضها مثل التصدي للإرهاب، موضحًا أن "الرغبة الأمريكية في التصدي للهيمنة الإيرانية بالمنطقة تتوافق مع الموقف العربي، لكن يبقى سؤال كيف يتم ذلك؟، وإذا كان مطلوب التصدي على المستوى الإقليمي، فيجب أن يقدم دعما واضحا للعرب".
القاهرة بين خطابي أوباما وبومبيو
في السياق ذاته، اعتبرت الدكتورة سماء سليمان، خبيرة العلاقات الدولية، أن "اختيار وزير الخارجية الأمريكي القاهرة للهجوم على سياسة الرئيس السابق باراك أوباما في التعامل مع جماعات الإسلام السياسي، يدل على عزم الإدارة الحالية إنهاء تلك السياسة، باعتبارها المتهم الأول في انتشار الإرهاب والعنف والفوضى في الشرق الأوسط".
وأكدت سليمان أن "اختيار مقر الجامعة الأمريكية في القاهرة لإلقاء وزير الخارجية خطابه، بمثابة رفض نموذج زيارة أوباما، وخطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة عام 2009، الذي تحدث فيه عن صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، سمح من خلالها بفتح المجال للتعامل مع أصحاب الأيديولوجيا المتطرفة".