بعد إعدامه.. معركة "الجاسوس الخارق" تتواصل في إيران
لم يضع إعدام نائب وزير الدفاع الإيراني الأسبق علي رضا أكبري حدا لمعركة متواصلة في إيران بين الإصلاحيين والمتشددين.
ودخلت قضية من تصفه طهران بـ"الجاسوس الخارق" معركة سجال وتراشق اتهامات بين معسكر التيار المتشدد الذي يمسك بالسلطة حاليا، وبين الإصلاحيين وحلفائهم المعتدلين الذين يشككون برواية السلطات حول أكبري.
وفي أحدث حلقات هذا الخلاف، زعم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، جواد كريمي قدوسي، أن السلطات اعتقلت أحد الوزراء السابقين في حكومة الرئيس السابق حسن روحاني، بتهمة ارتباطه مع نائب وزير الدفاع الأسبق.
وأعدمت إيران أكبري مطلع الأسبوع الماضي بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات البريطانية وهو يحمل الجنسية المزدوجة الإيرانية والبريطانية وأثار إعدامه أزمة بين طهران والدول الأوروبية.
واتهمت طهران أكبري بالعمل ضد الأمن القومي وتزويد لندن بمعلومات حساسة ومهمة عن الشؤون العسكرية والأمنية والملف النووي وعلماء نوويين إيرانيين.
وقد نفى أكبري في تسجيل صوتي هذه المزاعم، وأكد أن ذكر هذه المعلومات بسبب اعترافات أخذت تحت التعذيب.
وقال النائب المتشدد كريمي قدوسي في تغريدة له إن "أحد وزراء روحاني كان على تواصل مع الجاسوس علي رضا أكبري وهو حالياً موجود في السجن".
ولم يفصح النائب عن مدينة مشهد شمال شرق إيران عن هوية الوزير الذي زعمه أنه معتقل من قبل السلطات بسبب تواصل مع أكبري.
رد من حكومة روحاني
وسارع مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق، محمود واعظي، للرد على ما ذكره قدوسي، وقال في حديثه لموقع "امتداد" الإصلاحي، إنه "لم يكن علي رضا أكبري له علاقة بأي من وزراء الحكومة السابقة، وكان له علاقة محدودة بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، وهو أمر لا علاقة له بالحكومة".
وأجاب واعظي ردا على اعتقال مسؤول سابق بحكومة روحاني "لو كان أحد أعضاء الحكومة والوزراء في السجن، سأكون على علم بذلك، لكن لا أحد في السجن".
واتهم واعظي النائب المتشدد قدوسي بالكذب، وقال "إن الرجل الذي قدم هذا الادعاء قدم ادعاءات أخرى من قبل، ولم يتم إثبات أي منها".
وبحسب تقارير إعلامية إيرانية، كان أكبري مقربا من علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وكانت إحدى التهم المنسوبة إليه نقل بعض المعلومات من شمخاني إلى وكالة الأمن الخارجية البريطانية.
وأصدرت وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية، مساء الجمعة، بياناً زعمت فيه أن بريطانيا حصلت على معلومات سرية وحساسة للغاية زودها بها "علي رضا أكبري".
وعلي رضا أكبري هو مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية وكان قريباً من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني، الذي هاجر إلى بريطانيا بعد تقاعده عام 2008 وقبل جنسية هذا البلد.
وقبل إعدامه قال علي رضا أكبري إنه تعرض للتعذيب النفسي والجسدي في السجن وبسبب هذا التعذيب اعترف بكل ما يطلبه منه المحققون.
واعتبر أكبري مقرباً من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، ووفقاً لشقيقه، فقد سافر إلى طهران للمرة الأخيرة بدعوة من هذا المسؤول الرفيع المستوى.
وكان شمخاني عضوا في الحرس الثوري، وتولى بعد الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 منصب قائد البحرية في الحرس وأثناء رئاسة محمد خاتمي، وزارة الدفاع، لكن تم تهميشه من السلطة خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد.
وعاد شمخاني إلى السلطة مرة أخرى بفوز الرئيس السابق حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية وخلف سعيد جليلي في مجلس الأمن القومي.
وتعرضت إيران إلى إدانة دولية واسعة النطاق بعد إعلانها إعدام علي رضا أكبري، فيما قامت بريطانيا باستدعاء سفيرها من طهران.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMDUg جزيرة ام اند امز