بالترهيب والأموال.. حزب الله يجند المرتزقة السوريين
سلطت صحيفة بريطانية الضوء على تجنيد مليشيا حزب الله الموالية لإيران مسلحين مرتزقة في شرق سوريا مقابل دفع أموال لهم.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" في تقرير عبر نسختها الفارسية، الأربعاء، أن مليشيا حزب الله اللبناني تدفع للعناصر الجديدة التي تنضم إليها رواتب تتراوح بين 200 دولار للمسلحين العاديين، و500 دولار للقادة.
وأوضح التقرير أن عملية تجنيد هؤلاء المرتزقة تتم من قبل أشخاص مؤثرين تعاونوا مع مليشيا حزب الله في سوريا خلال السنوات الماضية بالتزامن مع الحرب الأهلية بها.
- من النفط إلى الأبقار.. إيران تستولي على موارد سوريا
- شراء الصمت.. خطة إيرانية لتسكين عائلات القتلى في سوريا بالمجان
وكشفت الصحيفة البريطانية التي نقلت عن مصادر وصفتها بالاستخباراتية، تحركات عناصر حزب الله وكذلك مواقعها في جنوب وجنوب شرق سوريا.
وتحاول تلك المليشيا تعزيز مواقع عناصرها في جنوب سوريا من خلال تجنيد أعضاء من "الجيش السوري الحر"، خاصة بعد سيطرة الجيش السوري على جنوب البلاد، وفق التقرير.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله يستغل مخاوف قادة الجيش السوري الحر من الاعتقال بواسطة قوات الحكومة السورية، بإجبارهم على تنفيذ خطط لصالح المليشيا اللبنانية.
وقال التقرير إنه :" في الواقع، تستند استراتيجية حزب الله إلى إثارة مخاوف أعضاء سابقين في الجيش السوري الحر من أنهم سينضمون حتما إلى المليشيات الإيرانية بعد تصاعد الاعتقالات أو الاغتيالات، وبهذه الطريقة يكون كل من يوافق على الانضمام للمليشيات الإيرانية في مأمن من الاعتقال".
بالإضافة إلى الرواتب، يُصدر حزب الله بطاقات أمنية للعناصر المرتزقة الذين ينضمون إليه في جنوب سوريا، ويُسمح لحاملي البطاقات بحمل السلاح في جميع أنحاء البلاد.
ولفت التقرير إلى أن هذه العناصر يتم منحهم صلاحيات خاصة إلى الحد الذي تكون فيه سياراتهم معفاة من التفتيش، وبالتالي تلعب الإجراءات التحفيزية دورا رئيسيا في ميل أعداد كبيرة من أعضاء الجيش السوري الحر السابقين للانضمام إلى المليشيا الإيرانية.
يشار إلى أن أبرز الشخصيات المؤثرة التي تولت تنفيذ عملية تجنيد المسلحين المرتزقة لصالح حزب الله داخل سوريا، بينهم إيراني يدعي علي الظاهر الملقب بأبو حسين، وأبو علي العذبة رئيس فرع أمن الدولة في مدينة إزرع السورية التابعة لمحافظة درعا (70 كم جنوب العاصمة دمشق).
ويلعب هؤلاء الأفراد دورا كبيرا في عملية التجنيد ويعتبرون غرفة عمليات قيادة حزب الله في جنوب سوريا، خاصة وأنهم تمكنوا من استقطاب أعداد كبيرة من الشباب من القرى الجنوبية الشرقية من البلاد.
وتطرق التقرير إلى عدة مواقع تديرها مليشيات إيرانية لتجنيد المرتزقة في الجنوب السوري، أهمها يقع في بلدة الغارية الشرقية بمحافظة درعا، ومدن صيدا، والحراك، والمليحة، واللجاة، وبصر الحرير، والكرك الشرقي.
ورجحت "إندبندنت" نقلا عن مصادر لم تفصح عنها، أنه حال استمرار التواجود الإيراني بجنوب سوريا، سيزداد عدد الشباب الذين ينضمون إلى المليشيات الإيرانية هناك.
وانخراط النظام الإيراني عسكريا في سوريا أثار غضبا داخليا بطهران بعدما تعالت الأصوات خلال مظاهرات عارمة طالبت بالانسحاب من الساحات الخارجية في ظل تردي اقتصاد البلاد.