جنائز "مشهد" الإيرانية تفضح أعداد قتلى طهران في سوريا
صحيفة إيرانية معارضة ترصد تعتيم طهران للتغطية على تشييع جثامين من قتلى مليشياتها في الصراع داخل سوريا
رصدت صحيفة إيرانية معارضة محاولات التعتيم من جانب طهران للتغطية على تشييع جثامين عشرات من قتلى مليشياتها المنتشرة على الأراضي السورية الذين لقوا مصرعهم مؤخرا.
وأوردت صحيفة كيهان اللندنية في تقرير لها، الأحد، أن الآونة الأخيرة شهدت مراسم جنائز لقتلى من مليشيات ما تسمى بـ"المدافعين عن الحرم" (أغلب عناصرها مرتزقة متعددي الجنسيات) المقاتلة في سوريا تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، دون تسليط الضوء عليها إعلاميا.
- خروج "مرعب" لآلاف الأفغان من إيران بعد تردي الاقتصاد
- "ثكنة يزد".. معسكر سري بصحراء إيران لتدريب مليشياتها بسوريا
وقالت الصحيفة الصادرة من العاصمة البريطانية منذ عام 1979، إن طهران شرعت دون ضوضاء خلال الأسابيع الأخيرة في عمليات نقل جثث مقاتلين مرتزقة لقوا حتفهم جراء غارات في سوريا، مشيرة إلى أن بينهم مقاتلين في فيلق "القدس" الذراع العسكرية الخارجية لها لتنفيذ خطط تخريبية بقيادة قاسم سليماني المدرج على قوائم الإرهاب دوليا.
وذكر التقرير أن مراسم لتشييع رفات 5 قتلى من الحرب الإيرانية - العراقية (1980 – 1988) عٌقدت مساء السبت، جنبا إلى جنب مع جنائز لقتلى من تلك المليشيات بحضور عائلاتهم، فضلا عن عناصر أخرى من رفقائهم في القتال وذلك بنطاق مدينة مشهد ثاني أكبر مدن البلاد.
وأوضحت الصحيفة المعارضة أن وسائل الإعلام الحكومية لم تشر صراحة لهويات قتلى المليشيات الإيرانية في سوريا، غير أن التمايز في ألوان التوابيت خلال تشييع الجنائز يكشف هذا الأمر؛ بوضوح حيث جرت العادة على تغطية توابيت المقاتلين الإيرانيين بالعلم الرسمي للبلاد.
واستطردت أن توابيت المقاتلين المرتزقة من مليشيات (فاطميون، والمدافعون عن الحرم) وغيرها تكون خضراء اللون فقط، في الوقت الذي يتواجد رجال دين وعناصر من الجيش والحرس الثوري إلى جانب عوائل القتلى، ومجاميع من مليشيات الباسيج.
وشددت "كيهان" في تقريرها على أن أغلب القتلى لقوا مصرعهم خلال غارات على مواقع تتواجد بها مليشيات الحرس الثوري بأطراف العاصمة السورية دمشق.
وأكدت الصحيفة أن تعتيم طهران يهدف بالأساس إلى حجب أنظار الداخل الإيراني عن الفشل الواضح تجاه الرد على هذه الغارات.
وتشير التقديرات غير الرسمية، إلى أن أعداد المقاتلين الأفغان المرتزقة المنضويين تحت لواء مليشيات "المدافعين عن الحرم" تقدر بنحو 18 ألف مقاتل، والتي تتذرع طهران بأنها رأس حربة للدفاع عن المراقد الشيعية في سوريا، بهدف مد نفوذها هناك.
واستغلت مليشيات الحرس الثوري هؤلاء الأفغان في عمليات عسكرية خطيرة طوال 7 سنوات على الأراضي السورية إلى جانب الانخراط في مليشيات داخلية لقمع الاحتجاجات الشعبية، مقابل إغرائهم بوعود من قبيل الحصول على حق الإقامة في إيران، فضلا عن مبالغ شهرية لهم ولعائلاتهم.