جدل الطائرة المنكوبة يتواصل.. لماذا طلبت إيران من أوكرانيا الصمت؟
لا تزال حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا من جنسيات مختلفة، مطلع العام الجاري، تثير مزيدا من الجدل
لا تزال حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا من جنسيات مختلفة بعد إقلاعها من مطار طهران الدولي، مطلع العام الجاري، تثير مزيدا من الجدل.
فقد كشف سيرجي بوردي لياك سفير أوكرانيا لدى إيران أن رئيس البلاد حسن روحاني طلب من مسؤولي كييف الصمت بشأن السبب وراء تحطم طائرة الركاب بعد ساعات من الواقعة، في 8 يناير/ كانون الثاني 2020.
- دماء ضحايا الطائرة الأوكرانية تطارد إيران.. لماذا أطلقت طهران صاروخين؟
- الطائرة الأوكرانية.. الصاروخ الثاني دمر فرصة النجاة
وأوضح لياك خلال لقاء مع عدد من عائلات ضحايا الرحلة الجوية رقم (بي إس 752) بالسفارة الأوكرانية في طهران، أن سلطات كييف علمت بإسقاط الطائرة طراز "بوينج 737" التي كانت تقل 176 راكبا بعد ساعة من وقوع الحادث.
وأضاف الدبلوماسي الأوكراني أن روحاني نكث وعوده للسلطات الأوكرانية بإعلان حكومته أن الطائرة أسقطت جراء إصابتها بصاروخين من دفاعات الحرس الثوري الإيراني، حسبما أوردت محطة إيران إنترناشيونال الناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا.
واعترفت إيران بعد صمت رسمي لـ 3 أيام أن الطائرة الأوكرانية التي كانت في وجهتها إلى العاصمة كييف أسقطت بصاروخ أطلقته دفاعات الحرس الثوري نتيجة خطأ بشري.
وكان عدد من عائلات ضحايا الطائرة المنكوبة المقيمين داخل إيران نظموا وقفة احتجاجية أمام مبني سفارة أوكرانيا بالعاصمة طهران للمطالبة بتقديم مزيد من الإيضاحات لفك لغز هذه القضية.
وردا على تلك الوقفة، دعا السفير الأوكراني هذه العائلات للاجتماع معه داخل مبني سفارة بلاده في طهران، حيث ذكر لهم أنه وصل برفقة فريق من الخبراء لموقع حادث الطائرة بعد ساعة من إسقاطها وتأكد من إصابتها بصاروخ.
وأكد لياك أن الآثار التي كانت على الجسم الخارجي للطائرة الأوكرانية كانت تشير إلى أنها أصيبت بصاروخ أدى إلى إسقاطها وتحطمها ومقتل جميع ركابها.
وشدد سفير كييف لدى طهران على أن أولوية بلاده تتمثل في الحصول على تعويضات مالية كبيرة من إيران وحال فشلها (أوكرانيا) سلتجأ إلى مسارات قضائية أخرى.
وذكر مصدر مطلع أن 15 شخصا على الأقل من عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية تجمعوا أمام سفارة كييف بسبب مخاوف لديهم من إمكانية حدوث اتفاق سري بين السلطات الأوكرانية والإيرانية يتم معه التنازل عن متابعة قضية إسقاط الطائرة ومحاسبة المتورطين، وفق إيران إنترناشيونال.
وقدمت عائلات ضحايا الطائرة المنكوبة 3 أسئلة إلى السفير الأوكراني تنتظر الإجابة، كان على رأسها توضيح تسلسل الأحداث وأسباب استهداف الطائرة الأوكرانية في طهران.
وشملت الأسئلة السبب وراء تأخير إقلاع الطائرة الأوكرانية لمدة ساعة، وكذلك كواليس اجتماعات تفريغ بيانات الصندوقين الأسودين في فرنسا.
ونشرت منظمة الطيران المدني الإيراني، الأحد الماضي، أجزاء من معلومات صندوقي الطائرة الأوكرانية التي أُسقطت بعد إقلاعها من مطار طهران الدولي وعلى متنها 176 راكبا وطاقمها بصاروخين من دفاعات الحرس الثوري.
وتضمنت المعلومات المنشورة الحالة الجسدية للطيار وطاقم الطائرة والركاب خلال الفترة الفاصلة بين تأثير الصاروخين الأول والثاني، والتي سبق ذكرها في بعض التقارير غير الرسمية.
وذكر ألكسندر روفين، رئيس معهد أبحاث الطب الشرعي في أوكرانيا، أن ركاب الطائرة المنكوبة فكوا أحزمة مقاعدهم ونهضوا في المسافة بين الصاروخين، مردفا أنهم (الركاب) كانوا خائفين من شيء ما.
الجدير بالذكر أن تورج دهقاني، رئيس منظمة الطيران الإيرانية حذر مما سماه بـ"تسييس" هذه المعلومات، زاعما أن هذا الأمر سيلقي بظلاله على التحقيق في الحادث.
وقال دهقاني خلال مؤتمر صحفي لعرض ملخص تقرير يحوي نتائج قراءة بيانات الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية، إن "تسجيل بيانات قمرة القيادة توقف بعد 19 ثانية من انفجار الصاروخ الأول".
وأضاف أن "الصاروخ الثاني أصاب الطائرة الأوكرانية بعد 25 ثانية، ولذا لم يتم الحصول على معلومات أو تحليل حول تأثيرات وأداء الصاروخ الثاني"، على حد قوله.
غير أن رابطة عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية طالبت في بيانها بتقديم المتورطين الرئيسيين إلى العدالة ومحاسبة المسؤول عن إخفاء معالم موقع الحادث وسرقة أمتعة الركاب.
وتم استهداف الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني، بينما كان الأخير يشن هجمات صاروخية على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق قبل ساعات من حادث إسقاطها.
وجاءت الهجمات، التي تم تنسيقها سابقا مع الحكومة العراقية، ردا على مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة خارج مطار بغداد الدولي بالعراق، 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.
على الرغم من هذه الظروف الحربية، لم تحظر إيران حركة الطيران المدني في مجالها الجوي، حيث تكهن بعض المراقبين بأن طهران استخدمت طائرات الركاب كدروع بشرية.
ولم يقدم مسؤولو طهران حتى الآن تفسيرا مقنعا بشأن سبب إبقاء المجال الجوي مفتوحا، ويزعمون أن الطائرة الأوكرانية أسقطت بسبب خطأ بشري.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA==
جزيرة ام اند امز