"أبل ستور" يحذف "تليجرام الإيراني" بعد أيام من اختراقه
وسائل إعلام إيرانية تتداول أنباء عن حذف تطبيق سروش المحلي للتواصل الاجتماعي من منصة آبل ستور.. ما السبب؟
تداولت وسائل إعلام إيرانية، الإثنين، أنباء عن حذف شركة "أبل" الأمريكية للإكترونيات تطبيق التواصل المحلى الإيراني المعروف باسم "سروش" من منصة "أبل ستور" لبيع التطبيقات، والذي من المفترض أن يحل محل تطبيق "تليجرام" للتراسل الفوري، بهدف التضييق أمنيا وملاحقة المعارضين لنظام الملالي.
ولفت موقع "آي تي إيران" المهتم بتغطية أخبار التكنولوجيا، أن أسباب حذف التطبيق الإيراني غير معلومة حتى الآن، لافتا إلى أنها ربما تعود لوجود عقوبات أمريكية مفروضة على عدد من نشاطات طهران المختلفة بسبب سياستها الاستفزازية والتوسعية بالمنطقة، أو تتعلق بأسباب أخرى بشأن وجود خلل أمني بالتطبيق، وذلك بعد تعرضه لمحاولة اختراق منذ أيام.
ونجحت مجموعة من قراصنة الإنترنت الإيرانيون، الثلاثاء الماضي، في اختراق تطبيق "سروش" للتواصل الاجتماعي المحلي، بحسب وسائل إعلام محلية.
و كشفت صحيفة "عصر إيران"، تفاصيل هذا الاختراق الأمني للتطبيق، مشيرة إلى أن قراصنة تمكنوا من اختراق "سروش"، ونشروا بيانات تخص حسابات مسؤولين حكوميين إيرانيين يعكفون على استخدامه، ومن بينهم محمد جواد آذري جهرمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي السياق ذاته، تعتزم السلطات الإيرانية حجب تطبيق "تليجرام"، الذي يستخدمه نحو 45 مليون إيراني، بحسب إحصاءات رسمية، حيث تسعى لإحلال "سروش" وغيره من التطبيقات المحلية بديلًا عنه.
ويبلغ عدد مستخدمي تطبيق "سروش" نحو 3 ملايين مستخدم إيراني، بحسب ما أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، علاء الدين بروجردي، قبل أسبوعين، مشيرا إلى أن الهدف من حجب "تليجرام" وجود "دواعٍ أمنية"، على حد قوله.
بروجردي، قال في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية داخل إيران، إن "الإيرانيين سيودّعون تليجرام"، لافتا إلى تدشين ما وصفه بـ"التطبيق الوطني" بشكل يماثل خدمات التطبيق المخصص للتراسل الفوري، والذي تأسس عام 2013 من جانب الأخوين نيكولاي وبافل دروف مؤسسي موقع "فكونتاكتي" وهو أكبر شبكة اجتماعية روسية.
واعتبر المسؤول الإيراني أن "حجب تليجرام أهمية قصوى للحفاظ على الأمن القومي الإيراني"، مشيرا إلى ما وصفه بـ"الدور الخطير للتطبيق خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، في أكثر من 100 مدينة إيرانية".
وأكد "بروجردي" استبدال "تليجرام" بتطبيقات تواصل اجتماعي محلية مثل "سروش"، و"جاب" وغيرهما، لافتا إلى أن "حجب تليجرام داخل إيران سيدفع مستخدميه نحو تلك التطبيقات"، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، كشفت تصريحات سابقة أدلى بها عبدالكريم زاده النائب البرلماني، ورئيس لجنة "حقوق المواطن" في البرلمان الإيراني، عن انعدام ثقة أغلب الإيرانيين في تلك التطبيقات المحلية بسبب "فرض الرقابة"، والسيطرة عليها من قبل السلطات الأمنية، ومتابعة أنشطة مستخدميها لتعقبهم.
ولفت "زاده"، في تصريح سابق لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية، إلى حالة الاستياء التي عمت البلاد عقب إقدام الحكومة الإيرانية على حجب تطبيق تليجرام خلال الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد نظام الملالي مؤخرا.
وأكد أن الأمر الواقع يعكس عدم ثقة الشعب الإيراني بتلك التطبيقات المحلية، محذرا الحكومة الإيرانية من صعوبة سيطرتها مجددا على تلك التطبيقات المخصصة للتواصل الاجتماعي، في ظل تطور التكنولوجيا، وإمكانية وصول المستخدمين عبر برامج لتجاوز الحجب.
ويستخدم نحو أكثر من 45 مليون إيراني تطبيق تليجرام، بحسب بيانات نشرتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث كان له دور بارز في تغطية الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام مطلع يناير/ كانون الثاني كبديل للمواطنين عن حظر تطبيقات أخرى مثل فيسبوك وتويتر، الأمر الذي أدى إلى حجب التطبيق لنحو ثلاثة أسابيع بذريعة تحريضه على استهداف "الأمن القومي".
aXA6IDMuMTQ3LjYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز