إيران تلعب بورقة الـ"عسكرة" مع اقتراب حسم مصير الاتفاق النووي
دعوات جديدة داخل إيران لعسكرة الحكومة مع اقتراب نفاد مهلة الرئيس الأمريكي بشأن الاتفاق النووي.. والإرهابي قاسم سليماني أبرز المرشحين.
تشهر إيران ورقة "عسكرة الحكومة" في مسعى لتهيئة الأجواء السياسية في البلاد قبل نفاد مهلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبت في مصير الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الست الكبرى قبل 3 أعوام.
وتتنامى الدعوات في أروقة الحكم في طهران لتنصيب حكومة عسكرية برئاسة أحد جنرلات ميلشيات الحرس الثوري، بعد أسبوع من دعوة حسين الله كرم، وهو قائد ميلشيات عسكرية متشددة مقربة من البسيج "التعبئة العامة"، تدعى "حزب الله" أو "أنصار حزب الله"، والذي طالب بالإطاحة بالرئيس حسن روحاني، وتعيين عسكري لقيادة البلاد، محذرا من انهيار إيران حال عدم اتخاذ مثل هذا القرار قبل إعلان ترامب موقفه النهائي من الانتفاق النووي.
ومن المقرر أن يعلن ترامب موقفه بعد نحو 3 أسابيع، وسط توقعات بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لاسيما وأن الإدارة الأمريكية الحالية سبق وأن تعهدت في مارس/آذار من العام الماضي، بإبداء "صرامة كبيرة" بشأن القيود المفروضة على أنشطة إيران النووية وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.
وطرح اسم الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري كبديل للرئيس "الإصلاحي" روحاني. وقال كرم بحسب موقع خبر أونلاين الإيراني، إن سليماني هو الشخص الأجدر بقيادة البلاد، نظرا لتمتعه بما عده "الخبرات الاستراتيجية الإقليمية"، لافتا أن شخصية عسكرية في منصب الرئاسة ستكون قادرة على مجابهة الأزمات التي تواجهها طهران، على حد قوله.
وبالنظر لهيمنة الحرس الثوري عمليا على ملفات السياسة الخارجية والاقتصاد في إيران، يبدو التلويح بعسكرة الدولة "تحصيل حاصل" بحسب طيف واسع من المراقبين.
لكن الدعوة لعسكرة الرئاسة رافقها هجوم على أسلوب إدارة روحاني، وسط تركيز على ضرورة طرح عسكريين لتولي المنصب، ومن بين الأسماء المقترحة إلى جانب سليماني محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري، ومحمد باقر قاليباق أحد قادة القوة الجوية التابعة للميلشيا ذاتها سابقا.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة "شرق" الإيرانية، المقربة من معسكر الإصلاحيين في عنوان لافت على صفحتها الرئيسية، اليوم الإثنين، إلى أن "الرئيس الإيراني القادم عسكري"، منوهة في الوقت نفسه إلى الدعوات التي تطلقها شخصيات إيرانية من داخل معسكر الأصوليين حول اختيار قيادة عسكرية لحكم البلاد، معتبرة أن "التحولات الإقليمية" هي المحرك الفاعل وراء تلك الدعوات التي باتت تتخوف بصدد مصير إيران مستقبلا.
ومع بروز تغييرات جذرية طرأت على الإدارة الأمريكية مؤخرا، لتسجيل دخول شخصيات مناوئة لسياسات إيران التوسعية، أصبح هناك قلق متصاعد داخل نظام الملالي.
واشتملت تلك التغييرات على اثنين من المناصب فائقة الحساسية في إدارة الرئيس الأمريكي، حيث تولى مايك بومبيو مهام وزارة الخارجية خلفا لريكس تيلرسون، فيما تقلد جون بولتون منصب مستشار للأمن القومي، وكلاهما من المناوئين لسياسات إيران التوسعية.
عسكرة الحكومة مقترح طرحه أيضا هوشنج أمير أحمدي، رئيس المجلس الإيراني الأمريكي، أحد أبرز "لوبي" تابع للنظام الإيراني في الولايات المتحدة، حيث دعا إلى تشكيل "حكومة عسكرية" تحت إدارة الحرس الثوري، لمواجهة ما وصفها بـ"التهديدات المحدقة".
وبرر أحمدي، الأستاذ في جامعة راتجرز الأمريكية، مقترحه في مقال له بصحيفة "انتخاب" المحلية الحكومية، بعدم قدرة حكومة روحاني على مواجهة تهديدات الإدارة الأمريكية.
ووفق أحمدي، فإن تنصيب جون بولتون مستشارا ومديرا لمجلس الأمن القومي الأمريكي، يرفع احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، معربا عن قلقه من انسحاب واشنطن المحتمل من الاتفاق النووي، وإنهاء نفوذ بلاده، عبر مليشيات الحرس الثوري، في عدد من دول المنطقة.
واختتم مقاله بالقول إن الهدف من تعيين كل من بولتون وبومبيو، هو إسقاط النظام الإيراني، مؤكدا أن الأمريكيين "سيفعلون أي شيء لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك تقديم كافة أشكال الدعم للمعارضة الإيرانية".