الثغرات الأمنية.. مدخل إيران لحشد الرأي العام وارتداء ثوب "الضحية"
صحيفة إيرانية معارضة تكشف استغلال طهران الهجمات المسلحة الناجمة عن ثغرات أمنية على حدود البلاد بهدف الحشد لصالح نظام ولاية الفقيه
كشفت صحيفة إيرانية معارضة عن استغلال طهران الهجمات المسلحة الناجمة عن ثغرات أمنية على حدود البلاد، بغية حشد الرأي العام في الداخل لصالح أجندة نظام ولاية الفقيه الحاكم منذ 4 عقود.
وأشارت صحيفة "كيهان" (ناطقة بالفارسية وتصدر من لندن) في تقرير مطول لها إلى أن تحذيرات استخباراتية أطلقت لجهات أمنية إيرانية قبيل وقوع هجوم زاهدان جنوب شرق البلاد، والذي أسفر عن مصرع قرابة 41 عنصرا من مليشيا الحرس الثوري بعد تفجير حافلة كانوا يستقلونها مؤخرا.
- ارتفاع حصيلة تفجير جنوبي إيران إلى 41 قتيلا من الحرس الثوري
- رصاصات "غامضة" أنهت حياة جنرالات بمليشيات إيران.. تصفية أم انتحار؟
ولكن يبدو أن تلك التحذيرات الاستخباراتية ذهبت أدراج الرياح، حسب ما جاء على لسان علي رضا رحيمي عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني، الأمر الذي يؤكد وقوف نظام طهران وراء السماح باندساس عناصر من الجماعات المسلحة التي يعتبرها تهديدا على حدوده، وفقا لكيهان.
وتنشط تلك الجماعات المسلحة على الحدود الإيرانية منذ قرابة عامين لأسباب ودوافع مختلفة، حيث سبق لها شن ضربات ثقيلة ضد عسكريين إيرانيين داخل الحدود، لكن بقيت المبررات الجاهزة من قبل مسؤولي نظام طهران هي اتهام أطراف أخرى، سواء إقليمية أو دولية دون وجود أدلة، حسب الصحيفة المعارضة.
وألمح التقرير إلى أن تهديدات الانتقام والثأر فضلا عن حملات الاعتقالات والتوقيف التي تنتهجها طهران عقب كل هجوم مسلح داخل حدودها، ليست سوى سيناريوهات دعائية متكررة لركوب موجة مشاعر الناس وخاصة أسر القتلى.
يذكر أن أغلب الهجمات المسلحة التي تستهدف عناصر أمنية إيرانية وتخلف أضرارا جسيمة ناجمة عن أسباب داخلية، أبرزها سوء الوضع الأمني، أو القصور في الأداء البشري، أو خيانة بين صفوف الجنود، فضلا عن تسريب معلومات حساسة من داخل وحدات عسكرية.
وتساءلت وكالة أنباء فارس الإيرانية المقربة من مليشيا الحرس الثوري في تقرير تحليلي لها عن كيفية معرفة مواعيد ذهاب وعودة حافلة تابعة للحرس الثوري، حيث رجحت وجود عناصر مندسة.
وتناولت وسائل إعلام إيرانية محلية بشكل واضح السبب وراء غياب التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية المختلفة في البلاد، ولا سيما جهاز استخبارات الحرس الثوري، رغم وجود نحو 16 تحذيرا استخباراتيا مسبقا في هذا الصدد.
وسلطت صحيفة "كيهان" المعارضة التي تصدر من بريطانيا منذ عام 1979 الضوء على عملية استغلال المشاعر الشعبية خلال تشييع جنائز قتلى هذه الهجمات المسلحة، بهدف الاستعراض دعائيا لصالح بروباجندا نظام المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأضافت أن تيارات سياسية داخل نظام خامنئي تسعى في أعقاب وقوع تلك الحوادث الشبيهة لحشد مناصريها، سواء ضد أطراف سياسية أخرى أو حتى تحاول استغلال الأمر برمته لترويج دعايات إعلامية مضللة في الخارج لحرف الأنظار عن السياسات التخريبية.
واختتمت "كيهان" تقريرها بالقول إن الفجوات الأمنية التي تتسبب بوقوع أغلب الهجمات المسلحة داخل حدود إيران تشبه فتحات السدود التي يتحكم بفتحها وإغلاقها نظام طهران في الوقت المحدد، بهدف خلق أزمة مصطنعة قد تكون مفيدة له أحيانا للهروب من أزمات أشد وطأة.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg
جزيرة ام اند امز