لعبة خامنئي لصرف أنظار الإيرانيين عن غسل الأموال
بحث استجواب وزير الخارجية جواد ظريف برلمانيا يهدف إلى "تبرئة" نظام طهران من التورط بغسل الأموال أمام الإيرانيين، حسب باحث إيراني.
يحاول التيار الأصولي الموالي لمرشد إيران علي خامنئي صرف الأنظار شعبيا عن تورطه في عمليات غسل أموال على نطاق واسع داخل البلاد.
وقال مهدي مهدوي آزاد، المحلل السياسي الإيراني المقيم في مدينة بون الألمانية، إن مسألة بحث استجواب وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف برلمانيا لإقراره بتفشي غسل الأموال في البلاد، والتي تأجلت فعليا لأسبوعين، ليست سوى جزء من أحجية أكبر حجما، على حد قوله.
- جدل في إيران بعد اعتراف ظريف بـ "تفشي" غسيل الأموال
- مساءلة رئيس برلمان طهران.. مسرحية لتقنين غسيل الأموال وتمويل الإرهاب
وأوضح آزاد في مقابلة مع النسخة الفارسية لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية أن الهدف من إثارة "الجدل" ضد ظريف هو "تبرئة" نظام طهران من التورط بغسل الأموال أمام الإيرانيين، لافتا إلى أن هذا الأمر تحركه "كارتلات" اقتصادية مثل مؤسسة "العتبة الرضوية"، المتورطة بدعم مليشيات عسكرية والخاضعة في الأصل لسلطة خامنئي.
واعتبر المحلل السياسي الإيراني أن الصخب الدائر داخل أروقة نظام طهران حول هذا الأمر لا يعدو كونه "لعبة أمنية" من عناصر إمبراطورية خامنئي المالية، التي ترفض تماما انضمام البلاد إلى قوانين دولية لمكافحة غسل الأموال أو تمويل الإرهاب، خشية التعرض لثرواتهم التي تعد بمثابة خط أحمر، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن التيار الأصولي شن حملة جدل مشابهة ضد وزير داخلية طهران عبدالرضا رحماني فضلي في شتاء 2014، بسبب تصريحات للأخير حول غسل الأموال، محذرا حينها من دخول عوائد نقدية "قذرة" في عالم السياسة، قبل أن يتراجع عنها لاحقا.
وأوضح مهدي آزاد أن بلاده تواجه أزمة "شاملة" بعد تهاوي قيمة العملة المحلية، فضلا عن تزايد نسب الفقراء تحت خط الفقر المطلق بمقدار الثلث، وزيادة معدل الاحتجاجات والإضرابات في كل زقاق من البلاد، إلى جانب استمرار وتيرة القمع أمنيا.
ولفت المحلل الإيراني المقيم في ألمانيا إلى أن كلا التيارين السياسيين داخل بلاده سواء الإصلاحي أو الأصولي يتجاذبان معا لتبادل المسؤولية، بغية هدف نهائي يتمثل في الحفاظ على السياج الحديدي لنظام ولاية الفقيه.
واختتم آزاد في مقابلته مع "دويتشه فيله" حديثه بالقول إن المرشد الإيراني بمقدوره إخماد هذه "اللعبة"، لكنه يرغب في بقائها قائمة على حالها خاصة وأن أغلب المحركين لها هم بالأساس عناصر تنشط في مؤسسات غير حكومية ثرية وتنفذ عمليات غسل أموال واسعة النطاق.
يشار إلى أن قضية انضمام إيران لمقررات مجموعة العمل المالي الدولية المعروفة اختصارا بـ"إف آي تي إف" أثيرت على نطاق واسع مؤخرا في الداخل، خاصة أنها تهدف لإيقاف تمويل الإرهاب ومكافحة غسيل الأموال، الأمر الذي يعارضه بشدة التيار المتشدد الذي يمثله المرشد علي خامنئي، وكذلك مليشيا الحرس الثوري الإيراني ووسائل الإعلام التابعة لها.
ومن المتوقع أن تنتهي كافة هذه التشريعات الخاصة بمكافحة غسل الأموال أو حتى تمويل الإرهاب إما بـ"التجميد" أو الرفض نهائيا.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز