احتجاجات حاشدة لعمال الفولاذ جنوبي إيران.. والهتافات تطال خامنئي
عمال مصانع الفولاذ ينظمون مسيرات حاشدة في إقليم الأحواز الواقع جنوب غربي إيران اعتراضا على سوء الأوضاع المعيشية.
اندلعت احتجاجات عارمة لعمال مصانع الفولاذ في إقليم الأحواز الواقع جنوب غربي إيران، الإثنين، اعتراضا على سوء الأوضاع المعيشية، حيث رددوا هتافات مناوئة لسياسات نظام طهران، لاسيما دعم وتمويل مليشيات عسكرية خارج حدود البلاد، رغم انتشار أمني مكثف في مدن الجنوب.
وكالة أنباء "توانا" الحقوقية بثت مقاطع مصورة تُظهر خروج مسيرات حاشدة للعمال في قلب كبرى ميادين الأحواز، حيث أعلنوا بدء موجة جديدة من المظاهرات السلمية في الجنوب، منددين بسياسات إيران التوسعية في بعض دول المنطقة على حساب تحسين أوضاعهم الاقتصادية المتردية.
- العقوبات توسع رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني
- تحذيرات في إيران من "انشقاق" العسكريين.. ذعر بين النظام
وطوق العمال مبنى لـ"بنك ملي" التجاري - أحد أكبر مصارف البلاد -، حيث أطلقوا شعارات مناهضة لنظام ولاية الفقيه أبرزها "عدونا هنا وليست أمريكا"، معربين عن استيائهم من عدم تلقي أجور لعدة أشهر في الوقت الذي تهدر أموال باهظة على مؤسسات تعبوية خاضعة لسيطرة المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث نعتوها بـ"أم الفساد".
وندد العمال المحتجون، بحسب المقاطع المصورة، باستشراء الفساد داخل مؤسسات حكومية في جنوب إيران، مؤكدين أن نظام طهران يلجأ منذ سنوات لخلق فزاعة "العدو الخارجي" لتغطية العجز والفشل الذي بات يسيطر على أركان الدولة.
المحتجون الذين انضم إليهم سكان محليون دوت هتافاتهم بشكل لافت ضد مليشيات مدعومة بمليارات الدولارات من حكومة طهران خارج الحدود، أبرزها "حزب الله" اللبناني، في الوقت الذي تتعامل سلطات النظام مع احتجاجات العمال الذين يعانون من الظلم بـ"وحشية"، على حد قولهم.
وتزايدت وتيرة الاحتجاجات داخليا في إيران بفعل التخبط الحكومي منذ تطبيق ثاني حزم العقوبات الأمريكية ضد طهران، والتي دخلت حيز التنفيذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حيث أضرب العديد من عمال المصانع الكبرى منها والصغرى، ونظمت فئات اجتماعية أخرى أبرزها المعلمون إضرابات في مقار العمل.
وتقدر أعداد عمال صناعة الفولاذ في جنوب إيران بنحو 4000 شخص، حيث أعربوا، في بيان موحد مؤخرا، عن قلقهم بسبب ما وصفوه بـ"الوضع الغامض" إثر توقف بعض خطوط الإنتاج وتدهور أوضاعهم المعيشية، قبل أن يحذروا من تكرار الاحتجاجات على نحو عارم بعد انقضاء "مهلة" منحوها للمسؤولين المعنيين.
ورفض عمال المجموعة الوطنية لصناعة الفولاذ في الأحواز، التي تعد من أكبر الوحدات الإنتاجية في إيران، قبول "مساومات" جديدة بشأن حقوقهم المالية المتأخرة، مؤكدين أن مشكلتهم في ظل الوضع الراهن باتت معضلة خطيرة تحتاج إلى علاج نهائي، قبل أن يطالبوا بقطع أيدي المفسدين.