أرقام نسبة المتذمرين وفق الاستطلاعات تتلاقى مع تطلعات الجيل الجديد في نظام حكم مختلف، بعد أن ذاقوا تجربة أول احتجاجات واسعة في البلاد
أظهرت استطلاعات إيرانية للرأي حالة عدم الرضا الشعبي عن الأوضاع القائمة داخل البلاد، في ظل تفشي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وانسداد أفق المستقبل، حيث بلغت نسبة الناقمين على تدهور الأوضاع المعيشية نحو 75 %.
ووصلت نسبة القلق من الأوضاع الاقتصادية المتردية إلى نحو 70 %، بينما أكد 80% ضرورة تلبية نظام الملالي مطالب منتقديه بالحوار بدلا من التصادم.
هذه الإحصاءات ليست سوى جزء من نتائج استطلاعات انتهى من إعدادها مركز استطلاع الرأي العام للطلاب الإيرانيين "إسبا"، التابع لمنظمة الجهاد الجامعي مع انقضاء السنة الفارسية، في 20 مارس/ آذار الجاري، وذلك في إطار مهامه بتقديم الدراسات والإحصاءات لصناع القرار في البلاد، بحسب موقعه الرسمي.
وكشفت تلك الاستطلاعات التي أجريت عقب الاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد نظام الملالي في مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، عن حالة من عدم الرضا عن أوضاع البلاد بين 75 % من الشعب الإيراني، في الوقت الذي سجل الشباب ما بين أعوام 18 إلى 29 عاما، النسبة الأبرز من الساخطين ضمن الفئات العمرية الأخرى.
واعتبر نحو 40 % من المشاركين بتلك الاستطلاعات أن هتافات المحتجين كانت ضد السلطة التنفيذية في البلاد، -في إشارة للحكومة ومؤسساتها-، في الوقت الذي أشار نحو 35 % من بينهم أن الاحتجاجات كانت ضد النظام الإيراني بأكمله، في الوقت الذي سجل أكثر من 70 % اعتراضهم على حجب مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا.
وطالب نحو 69 % بتحسين الظروف الاقتصادية الحالية، غير أن 30 % أبدوا امتعاضا من تفشي الفساد في مؤسسات البلاد، واعتبر نحو 41 % أن الاحتجاجات التي اندلعت ضد نظام الملالي في أكثر من 100 مدينة مؤخرا، كانت سلمية وقانونية.
وأعرب أكثر من 70 % من المشاركين في تلك الاستطلاعات عن مخاوفهم من تفاقم الأزمات الاقتصادية مثل غلاء الأسعار، والبطالة، والفقر، والفساد.
في الوقت نفسه كشفت استطلاعات مماثلة عن عدم ثقة نحو 75 % من الإيرانيين في البنوك الحكومية، و 19 % في البنوك الخاصة، بعد أزمة فقدان ودائع مالية عملاء لدى مؤسسات مصرفية تابعة لمليشيا الحرس الثوري أعلنت إفلاسها العام الماضي.
وفي سياق تلك الاستطلاعات، صوت أكثر من 61 % لصالح أحقية النساء الإيرانييات في دخول الملاعب للاستمتاع بالبطولات الرياضية المختلفة، وتراوحت النسبة بين 67.2 % من جانب الرجال، في حين سجلت 57.8 بين النساء.
وأبدى نحو 64.5 % تذمرهم بسبب رواتبهم المتدنية، والتي اعتبروها غير عادلة، على حد قولهم.
ولفت موقع "إيران واير"، أن هذه النتائج تشير إلى انهيار ما وصفه بـ "رأس المال الاجتماعي" في المجتمع الإيراني ، بسبب عدم تلبية تطلعاته، وعدم الشعور بالرضا عن أوضاعه المتردية، إضافة إلى فقدان الأمل في المستقبل، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني لم يعد لديه ما يخسره.
ورجح الموقع الحقوقي استمرار الأزمات ذاتها التي خرجت ضدها الاحتجاجات في السنوات المقبلة، خاصة على مستوى العمال العاطلين عن العمل، أو الذين لم يحصلوا على رواتبهم لعدة أشهر، والنساء اللواتي لم يعد بإمكانهن العيش تحت سطوة النظام الديني القمعي، والطبقة الوسطى اليائسة، والشباب الذين عايشوا انتفاضة شعبية كبيرة في شوارع إيران لأول مرة منذ عقود.
واعتبر "إيران واير"، أن الأوضاع الداخلية المتردية في إيران مع دخول سنة جديدة، من شأنها ترجيح احتمالية اندلاع موجات احتجاجية جديدة ضد نظام الملالي، وهو ما يدعمه تصاعد تحذير المسؤولين الإيرانيين من هذا الأمر مؤخرا.
فالأزمات في البلاد لا يتم حلها عادة، بل قمعها، والتخلص منها، لتصبح بمثابة "البركان الخامد"، الذي سينفجر يوما ما، على حد تعبير الموقع الإيراني.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA==
جزيرة ام اند امز