المظاهرات العمالية بإيران.. بركان غضب يهدد بحرق رؤوس "الملالي"
احتجاجات عمالية عادت لتهز إيران بقوة، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة
احتجاجات عمالية عادت لتهز إيران بقوة، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة للعمال، جراء تأخر رواتبهم، وتفشي ظاهرة التمييز، والحرمان من المزايا الوظيفية.
عمال إيران.. بركان غضب متفجر
صحيفة "كيهان" الإيرانية ذكرت في نسختها الصادرة باللغة الإنجليزية، أن عمال شركتي "كنتور سازى إيران" لتصنيع عدادات الكهرباء، و"ميتالوجي بودر "، المصنعة لمساحيق المعادن، تظاهروا، الأربعاء، أمام مقر محافظة قزوين شمالي البلاد.
ووفق الصحيفة، فإن العمال يطالبون برواتبهم المتأخرة منذ أكثر من 9 أشهر، كما ينددون أيضا بتجاهل إدارة الشركات التي يعملون فيها لمطالبهم المتكررة.
وفي ظل تدهور المستوى المعيشي للإيرانيين، وانغماس نظام الملالي في المغامرات العسكرية الخارجية على حساب رفاهية الداخل، اندلعت احتجاجات عمالية مماثلة، نظمها عمال الطرقات أمام مقر محافظة أذربيجان شمال غربي البلاد.
وتأتي الاحتجاجات الأخيرة استنكارا لعدم حصول هؤلاء العمال على علاوات بالتزامن مع احتفالات السنة الفارسية الجديدة.
وانضم إلى هذه الاحتجاجات موظفو بلدية مدينة محمد شهر، الواقعة في نطاق مدينة كرج غرب العاصمة طهران.
وفي السياق ذاته، اندلعت مظاهرات عمالية أمام مقر محافظة فارس جنوبي البلاد، نظمها عمال مصنع "كاشى حافظ" لصناعة الخزف، احتجاجا على سوء إدارة المصنع.
من جانبهم، تظاهر أكثر من 60 عاملا بشركة "بارس بامجال" لتصنيع الألوان، بالمكان نفسه، للمطالبة برواتبهم المتأخرة منذ 7 أشهر.
في الأثناء، يواصل عمال "المجموعة الوطنية لصناعة فولاذ إيران" جنوب غربي البلاد، إضرابهم عن العمل الذي بدأ منذ أكثر من 20 يوما.
ويحتج هؤلاء العمال على تدني رواتبهم، ويتهمون المسؤولين باللصوصية، معربين عن عدم خوفهم من الاعتقال والتنكيل، والتهديدات المتواصلة لزجرهم عن المطالبة بحقوقهم.
وفي جنوب شرقي البلاد، وتحديدا في مدينة نودج بمحافظة كرمان، أضرم عمال محتجون النار في سيارة رئيس بلدية المدينة، على خلفية إهانة الأخير لأحد العمال، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا".
تضخم يفاقم من أزمة الاقتصاد
ارتفاع معدل التضخم في إيران أدى إلى ارتباك واضح بمؤشرات الاقتصاد المحلي، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على المستوى المعيشي للمواطنين.
أزمة اقتصادية دفعت مسعود نيلي، المستشار الاقتصادي للرئيس الإيراني، حسن روحاني، للتحذير من احتمال اندلاع احتجاجات شعبية جديدة، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.
وأشار نيلي، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية في عددها الصادر الأربعاء، إلى احتمال اندلاع المزيد من الاحتجاجات.
ولفت إلى أن الاحتجاجات المقبلة ستكون على نحو واسع مقارنة بتلك التي هزت البلاد مطلع يناير/ كانون ثان الماضي.
- أزمات طاحنة تشعل غضب عمال إيران.. ونظام الملالي "حائر"
- إيران وبركان الغضب.. مظاهرات العمال تهدد بحرق رؤوس الملالي
كما أكد نيلي أن استمرار الأوضاع بهذا الشكل، يعني أن الخطر قادم، لافتا إلى ضرورة وضع حلول لعبور الأزمة.
وأعرب المسؤول الإيراني عن مخاوفه من عواقب الاحتجاجات القادمة، معتبرا أن الاحتجاجات السابقة كانت بمثابة "رسالة تحذير" لحكومة روحاني، قد لا تتاح فرصة أخرى لوضع حلول، على حد قوله.