إرهاب إيران.. ورم خبيث يقلق كندا
تصنيف كندا للحرس الثوري الإيراني، منظمة إرهابية، لم يفاجئ الرأي العام الدولي؛ بل بدا خطوة منتظرة بالنسبة لطهران.
تصنيف كندا للحرس الثوري الإيراني، منظمة إرهابية، لم يفاجئ الرأي العام الدولي، بل بالعكس، بدت الخطوة منتظرة إلى حد كبير بالنسبة لبلد يعتبر طهران أبرز تهديد للسلام والأمن العالميين.
قرار يأتي منسجما مع التوتر الذي يسود العلاقات بين الجانبين، وذلك منذ قيام ما يسمى بالجمهورية الإيرانية الإسلامية عام 1979، وما تلاها من رفض كندي مستمر لتسليح طهران للنظام السوري و"حزب الله" ومنظمات تعتبرها كندا إرهابية.
فعلى مر العصور، ظل الموقف الكندي ثابتا من طهران، رغم محاولات خجولة قادتها حكومة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في فترة محددة، لتحسين العلاقات، قبل أن تتراجع تحت وطأة إصرار النظام الإيراني على سياسته التخريبية بالمنطقة العربية.
التصنيف.. مسمار بنعش تحسين العلاقات
تصنيف الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية لدى كندا يدق آخر مسمار في نعش تحسين العلاقات، ويبدو أنه يترجم يأسا قاطعا من الحكومة الكندية بشأن احتمال تغيير طهران لنهجها المزعزع للاستقرار.
قرار التفت حوله مختلف التيارات السياسية في كندا، على اختلاف مشاربها وتوجهها، حيث حظي بدعم الحزبين الليبرالي والمحافظ، وهو ما يفسر تصويت 248 نائبا لصالح القرار، فيما لم يعارضه سوى 45.
نص القرار الذي تداوله إعلام دولي، استبطن أسبابه، حيث أدان استمرار دعم النظام الإيراني للإرهاب في كافة أنحاء العالم.
كما اعتبر تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأخيرة حول تدمير إسرائيل بأنها "دعوة للتطهير العرقي ضد اليهود".
وطالب بالضغط على طهران للإفراج عن السجناء من مزدوجي الجنسية الكندية - الإيرانية أو من يحملون الإقامة الدائمة في كندا، من القابعين في السجون الإيرانية، إضافة إلى وقف المفاوضات لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام طهران.
سيد إمامي.. قطرة أفاضت الكأس
كاووس سيد إمامي (63 عاما)، كندي إيراني، تقلد منصب مدير مؤسسة الحيوانات الإيرانية التي تعمل لحماية الأنواع المهددة في إيران.
جرى توقيفه مع سبعة من زملائه في 24 يناير/ كانون ثان الماضي، بتهمة التجسس التي دأبت طهران على توجيهها إلى جميع من تنوي التخلص منهم.
غير أن أسرة إمامي أعلنت بعد أسبوعين من اعتقاله وفاته "منتحرا" في سجنه، كما أفادتها بذلك السلطات.
وفاة مريبة لرجل يقبع في زنزانة انفرادية مراقبة لمدة 24 ساعة في اليوم، ما جعل منظمة العفو الدولية تطالب بـ"تشريح مستقل" في مواجهة سعي إيران "لإخفاء كل إثبات للتعذيب وجريمة قتل محتملة".
الحكومة الكندية، طالبت بدورها، إيران بتقديم توضيحات بشأن وفاة الجامعي والناشط البيئي بعد أقل من شهر من توقيفه.
ويعتقد نشطاء أن إمامي اكتشف، خلال عمله، أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بدفن نفايات إشعاعية في مزارع بإحدى مناطق البلاد، وهو ما دفعه لرفع تقرير في ذلك إلى السلطات التي بادرت بسجنه قبل تدبير عملية قتله وإخراج الأمر على أنه انتحار.
كندا جددت استياءها حيال الموضوع في أكثر من مرة، في وقت تلازم فيه طهران صمتا مريبا حيال الموضوع، وهو ما أثار غضب المحافظين والليبراليين، وحتى الرأي العام المحلي في كندا.
السياسة الإيرانية.. ورم يقلق كندا
مسار من التوتر شاب العلاقات الإيرانية الكندية منذ نحو 40 عاما، تخللته نقاط ارتكاز حادة تمحورت في معظمها حول استنكار كندا للسياسة الإيرانية تجاه المنطقة العربية والعالم.
ففي 2012، قررت الحكومة الكندية تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وسحب الدبلوماسيين من طهران وإمهال الدبلوماسيين الإيرانيين في العاصمة أوتاوا مدة خمسة أيام لمغادرة البلاد.
ورغم أن القرار لم يكن أيضا مفاجئا في حينه، إلا أن توقيته طرح عدة تساؤلات، حيث لم يطرأ أي تغيير على الوضع القائم في إيران.
غير أن كندا عللت قرارها برفضها عزم إيران امتلاك السلاح النووي، وتسليحها النظام السوري و"حزب الله" اللبناني، ومنظمات تعتبرها كندا إرهابية.
قرار شكل آخر محطة في مسار الخلاف الكندي الإيراني الذي ارتفعت حدته في 1980، حين قامت السفارة الكندية في طهران بإيواء 6 دبلوماسيين أمريكيين خلال أزمة الرهائن الشهيرة، ومن ثم هربتهم من إيران بجوازات سفر كندية مزورة.
وبعد فترة من الفتور الدبلوماسي، انفجر التوتر من جديد عام 2003، بمقتل المصورة الصحفية الكندية الإيرانية زهرة كاظمي، في أحد السجون الإيرانية، واتهمت كندا طهران بالضلوع في الجريمة.
aXA6IDE4LjExNi4xNC4xMiA= جزيرة ام اند امز