الجاسوسية من كاووس حتى عدالت.. ذريعة إيران لقمع المعارضة
تزايد نبرة الاتهامات بالجاسوسية لمزدوجي الجنسية والمعارضين لنظام الملالي داخل إيران لتبرير قمعهم.
باتت تهمة الجاسوسية، ذريعة النظام الإيراني مؤخرا لقمع المعارضين لسياساته التخريبية التي جلبت الأزمات المتلاحقة على الشعب الإيراني، حيث هاجم مسؤول إيراني بارز، اليوم الخميس، عالم البيئة الإيراني المستقيل من منصبه الحكومي كاوه مدني في تغريدة عبر موقع تويتر، خلال سفره خارج البلاد، متهما إياه بتلقى دعم من جهات خارجية، على حد زعمه.
واعتبر أحمد امير آبادي، البرلماني المتشدد وعضو هيئة رئاسة البرلمان في مقابلة مع وكالة أنباء تسنيم المقربة من الحرس الثوري، أن تقديم مدني الخبير بأبحاث المياه في جامعة إمبريال كوليدج البريطانية، والذي كان يشغل منصب نائب رئيس منظمة حماية البيئة في إيران، استقالته على هذا النحو تعزز من شبهة تورطه بقضية كاووس إمامي المتوفى بظروف غامضة في محبسه ورفاقه من علماء البيئة المعتقلين منذ فبراير/ شباط الماضي، الذي تزعم السلطات الإيرانية أيضا تجسسه لصالح أجهزة استخبارات غربية.
وانتقد آبادي الممثل البرلماني عن محافظة قم شمال البلاد، تعيين أشخاص مزدوجي الجنسية مثل كاوه مدني في ما وصفها بـ "المناصب الحساسة"، مدعيا أن تلك الاجراءات مضادة للأمن القومي لبلاده، مهاجما الأجهزة الامنية وخاصة الاستخبارات بسبب السماح له بالسفر خارج البلاد، مطالبا بتعقبه وعدم التهاون إزاء من يتجاوز "الخطوط الحمراء" داخل إيران، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، اتهمت وسائل إعلام إيرانية مقربة من النظام، عباس عدالت الأستاذ الجامعي البريطاني من أصل إيراني الذي احتجزته الاستخبارات التابعة للحرس الثوري، منتصف أبريل/ نيسان، بالتهمة ذاتها، بدعوى انتماءه لـ "شبكة نفوذ" مرتبطة بالاستخبارات البريطانية، ساهمت في اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الملالي مؤخرا، على حد زعمها.
وادعت صحيفة "مشرق" المقربة من ميلشيات الحرس الثوري، أن عدالت المتخصص بالرياضيات والكمبيوتر بجامعة بريطانية، كان على صلة بأفراد ضالعين بالاحتجاجات الأخيرة داخل إيران، في الوقت الذي ذكر مركز "حقوق الإنسان داخل إيران"، الذي يقع مقره بنيويورك، الأربعاء، أنه قد سافر من لندن إلى طهران في تاريخ غير معروف لأغراض بحثية.
وفي أول تعليق على استقالته المفاجئة عبر موقع تويتر من خارج إيران، نفي كاوه مدني المزاعم التي أطلقتها بعض وسائل الإعلام وأيضا مسؤولي نظام الملالي عن حصوله على جنسية ثانية أو تورطه بالجاسوسية، مؤكدا أن قراره الأخير جاء على إثر الاهانات والتهديدات ضد عائلته، والتي وصلت إلى حد لا يطاق، وفق قوله.
وأشار مدني، في مقابلة مع صحيفة إيران الحكومية، إلى أن أبحاثه التي أجراها كانت تتعلق بتفاقم أزمة الجفاف داخل البلاد وشح المياه العذبة، مؤكدا أن يتعرض لاتهامات غير منطقية، وجزافية من الاستخبارات الإيرانية، مؤكدا في الوقت نفسه أن أغلب معلوماته الواردة في أبحاثه حصل عليها عبر الأقمار الصناعية، وليس من خلال التقاط صور لمواقع حساسة داخل إيران كما تزعم السلطات في بلاده.
وتزايدت في السنوات الأخيرة، نبرة الاتهامات بـ "الجاسوسية" من جانب استخبارات الحرس الثوري للمعارضين أو الإيرانيين مزدوجي الجنسية والمقيمين بدول المهجر، والتي كان أبرزها واقعة اعتقال كاووس إمامي الاستاذ الجامعي والناشط البيئي الكندي من أصل إيراني، إلى جانب 7 من علماء البيئة، قبل أن يلقى حتفه داخل زنزانته بمعتقل إيفين سئ الصيت شمال طهران.