بطاقة مصرفية بين إيران وتركيا.. محاولة "يائسة" لدعم الاقتصاد
إيران تعلن قرب إصدار بطاقة مصرفية مشتركة مع تركيا في ظل تدهور قيمة الليرة والتومان.
أعلنت إيران، اليوم الأحد، قرب إصدار بطاقات مصرفية موحدة مع تركيا؛ بهدف تسهيل تداول العملات الأجنبية والتبادل السياحي بين أنقرة وطهران، لا سيما وأن اقتصادهما يعاني مؤخرا في ظل تهاوي قيمة العملة المحلية أمام الدولار، إضافة إلى العقوبات الدولية المفروضة على المؤسسات الإيرانية.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا، في ظل ارتفاع معدلات التضخم ببلاده، أن تتبادل كل من إيران وتركيا التومان والليرة في معاملاتهما التجارية، فيما أعلن محمد رضا زاده المدير التنفيذي لبنك ملي الإيراني، أنه من المقرر إصدار بطاقات مصرفية إيرانية-تركية موحدة قريبا.
وأوضح زاده، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية، خلال لقائه مع نظيره التركي حسين آيدين المدير التنفيذي لمصرف زراعت بانك، بأن أعدادا كبيرة من السياح الإيرانيين والأتراك يزورون البلدين سنوياً، معتبراً أن استخدام مثل هذه البطاقات سيسهم في ازدهار صناعة السياحة، على حد قوله.
وأشار زاده إلى أنه للمرة الأولى منذ إبرام اتفاق المقايضة النقدية بين طهران وأنقرة لتبادل العملات المحلية، تمت عملية افتتاح اعتماد مستندي "إل سي" لدى بنك ملي الإيراني؛ بهدف تسهيل نقل العملات وتقليل المخاطر في ظل تهاوي قيمة التومان والليرة أمام الدولار الأمريكي.
من جهته، اعتبر المدير التنفيذي لمصرف "زراعت بانك" التركي أن إصدار بطاقات مصرفية مشتركة يسهم في تبادل العملة الأجنبية بين البلدين، ويساعد على الازدهار التجاري فيهما، مشددا على أهمية تطوير التعاون بين المصرفين الإيراني والتركي؛ لتسهيل الأعمال التجارية والسياحية في البلدين، مشيراً إلى أن وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي سيزور إيران قريباً.
وكشفت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في نسختها الفارسية، عن تنامي أعداد السائحين الإيرانيين إلى تركيا مؤخرا، حيث احتلوا المرتبة الثانية بعد السائحين الألمان في اتخاذ إسطنبول كوجهة سياحية لهم، غير أن الليرة التركية واصلت تدهورها مجددا أمام الدولار الأمريكي.
وقال خبراء مال إن معاودة العملة التركية الهبوط بعد رفع أسعار الفائدة، يعكس فشل صانعي السياسة في التعامل مع القضايا التي دفعت التضخم نحو الصعود.
وقال وكالة بلومبرج الإخبارية الأمريكية الخميس "تم صرف سعر الدولار الأمريكي فوق 4 ليرات تركية، مقابل نحو 3.4 ليرات في الفترة المقابلة من العام الماضي، بنسبة هبوط للعملة التركية، بلغت 17 %.
ورفع البنك نافذة السيولة المتأخرة إلى 13.50% من 12.75% وأبقى على سعر إعادة الشراء (الريبو) دون تغيير عند 8%.
وارتفعت أسعار المستهلكين (التضخم) في تركيا بأكثر من 10% إلى 10.23% خلال مارس/آذار الماضي، لكنها تغيرت قليلاً بالمقارنة بالمستوى المسجل في فبراير/شباط الماضي.
وفقد الريال الإيراني ما يقرب من نصف قيمته في السوق الحرة بين سبتمبر/أيلول الماضي والأسبوع الماضي، حيث هوى إلى مستوى قياسي مقابل الدولار عند 60 ألف ريال قبل أن تحدد السلطات سعر صرف ثابت عند 42 ألف ريال مقابل الدولار وتحذر الإيرانيين من أنهم سيواجهون عقوبات إذا استخدموا أسعار صرف أخرى.