الطائرة الأوكرانية.. تسجيل صوتي يقلب الطاولة على إيران
ما بين الإنكار والاعتراف، تعددت روايات إيران بشأن فاجعة الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي ما زالت تبحث عن عدالة تتهرب منها طهران.
إلا أن تسجيلا صوتيا بثته هيئة الإذاعة الكندية "سي بي سي"، قدّم رواية مختلفة تماما عما استعرضتها طهران سابقا.
وبمساعدة ثلاثة أشخاص يترجمون من الفارسية إلى الإنجليزية لالتقاط الفروق الدقيقة في اللغة، استمعت الهيئة إلى تسجيل المحادثة الخاصة، التي جرت عقب مأساة الرحلة PS752 مباشرة.
من الشخص الذي يتحدث في التسجيل؟
وأكدت الهيئة، في تقريرها الذي طالعته "العين الإخبارية" على موقعها الإلكتروني، أن الحكومة الكندية والوكالات الأمنية تراجع التسجيل الصوتي الذي يتحدث فيه شخص، حددته المصادر على أنه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حول احتمال أن يكون إسقاط الطائرة "عملا متعمدا".
وسُمع ذلك الشخص يقول إن هناك "ألف احتمال" لتفسير إسقاط الطائرة، بما في ذلك هجوم متعمد شارك فيه اثنان أو ثلاثة "متسللين"، وهو السيناريو الذي لم يستبعده على الإطلاق.
وباللغة الفارسية أكد أنه لن يتم الكشف عن الحقيقة من قبل أعلى المستويات في الحكومة والجيش الإيراني، مضيفا "هناك أسباب لعدم الكشف عنها أبدا".
ولفهم تلك الأسباب، أوضح "لن يخبرونا ، ولا أي شخص آخر، لأنهم إذا فعلوا ذلك فسوف يفتحون الأبواب أمام أنظمة الدفاع في البلاد التي لن تكون من مصلحة الأمة أن تقولها علنا".
وفي 8 يناير/كانون الثاني 2020 ، أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية 752 في سماء طهران بصاروخين أرض - جو ، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا غالبيتهم من الإيرانيين والكنديين، والعديد منهم من حملة الجنسيتين.
وأنكرت إيران في البداية، أي تورط لها في إسقاط الطائرة، لكن سرعان ما رضخت أمام أدلة الأقمار الصناعية المتواترة، باعتراف الرئيس حسن روحاني، أن الجيش هو من أسقط الطائرة "عن غير قصد".
وألقى روحاني باللوم على خطأ بشري، قائلاً إن الجيش أخطأ في اعتبار الطائرة النفاثة هدفا معاديا، وذلك في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية قرب مطار العاصمة العراقية بغداد.
وخلال العام الماضي، حافظ ظريف على ادعاء الحكومة الرسمي بأن الخطأ البشري هو المسؤول عن الكارثة.
السلطات الكندية على علم بالتسجيل
ولم تقدم "سي بي سي" أي تفاصيل عن مصدر المحادثة بسبب ما قالت إنها مخاوف على سلامة الأفراد.
في المقابل، قال رالف جودال، المستشار الخاص لرئيس الوزراء الكندي بشأن ملف الرحلة المنكوبة، إن الحكومة على علم بالتسجيل، وكذلك شرطة الخيالة الملكية، وجهاز الاستخبارات، ومؤسسة أمن الاتصالات، الذين يقومون بتقييم صحته.
ولفت جودال إلى أن الملف الصوتي يحتوي على معلومات حساسة (لم يذكرها)، محذرا من أن التعليق علنا على تفاصيله قد يعرض الأرواح للخطر.
لكنه عبّر عن تفهمه الشديد لـ"تعطش العائلات للحقيقة الكاملة والواضحة وغير المتجسدة، وهذا ما سنبذل قصارى جهدنا للحصول عليه."
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز