الحرب على لبنان.. إسرائيل تكشف شكل العمليات وإيران ترد بسيناريو التدخل
مع تصاعد إطلاق النار عبر الحدود بين جماعة حزب الله اللبنانية والجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تصريحات عدائية من الطرفين، كانت التخوفات من اتساع حرب غزة إلى لبنان في أوجها.
تخوفات كان منبعها دخول دول أخرى على خط الحرب، بينها إيران، التي حذرت في أكثر من مناسبة من اندلاع «حرب إبادة»، ذا إذا شرعت إسرائيل في «عدوان عسكري شامل» على لبنان، بحسب نص تصريح البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، مما استدعى ردًا إسرائيليًا بالانتقام من طهران حال تدخلها.
فهل تتدخل إيران؟
في تصريحات لصحيفة «فايننشال تايمز»، حذر مستشار المرشد الأعلى الإيراني من أن شن إسرائيل هجوما شاملا على حزب الله قد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية تدعم فيها طهران و«محور المقاومة» جماعة حزب الله «بكل الوسائل».
وقال كمال خرازي مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الإيراني، إن طهران «ليست مهتمة» بحرب إقليمية، وحث الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل لمنع المزيد من التصعيد.
لكن عندما سئل عما إذا كانت إيران ستدعم حزب الله ـ وكيلها الأكثر أهمية وقوة ـ عسكريا في حالة اندلاع صراع كامل، قال خرازي: «كل الشعب اللبناني والدول العربية وأعضاء محور المقاومة سيدعمون لبنان ضد إسرائيل».
وحذر من أنه «ستكون هناك فرصة لتوسع الحرب إلى المنطقة بأكملها، حيث ستشارك فيها جميع الدول بما في ذلك إيران. وفي هذه الحالة، لن يكون لدينا خيار سوى دعم حزب الله بكل الوسائل (..) إن توسع الحرب ليس في مصلحة أحد، لا إيران ولا الولايات المتحدة».
وبحسب «فايننشال تايمز»، فإن المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله تصاعدت في الأسابيع الأخيرة وسط خطاب عدواني متزايد من كلا المعسكرين، مما أثار مخاوف في الغرب بشأن كيفية رد فعل إيران.
ويوم الجمعة، حذرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة من «حرب مدمرة» إذا شنت إسرائيل هجوما على حزب الله، قائلة إن «كل الخيارات» مطروحة على الطاولة.
قال مسؤول إيراني آخر لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، إنه من غير المرجح أن تستهدف إيران إسرائيل بشكل مباشر، بل ستسعى بدلا من ذلك إلى حشد شبكة من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة والتي تشكل محور المقاومة.
ما شكل الحرب؟
قال زوهار بالتي، المدير السابق للاستخبارات في الموساد، للصحفيين في تل أبيب إن الافتراض السائد هو أن العمليات في لبنان سوف تكون كاملة النطاق، مضيفًا: «سنفعل ذلك. وسيتعين علينا أن نفعل ذلك»، مضيفًا أن تل أبيب قد تتعرض لبعض الضربات، ولكن العاصمة اللبنانية بيروت قد تُـدَمَّر.
وعن قدرات حزب الله، قال المقدم (احتياط) إيشاي إيفروني، رئيس قسم الأمن في مجلس ماتي آشير الإقليمي في شمال إسرائيل، لوسائل الإعلام: «إنهم يمتلكون ميزانية غير محدودة تقريبا، ولديهم القدرة على الوصول إلى كل أنواع الذخائر والقنابل والصواريخ الجديدة التي يمكنك أن تتخيلها. ولديهم المعدات، ولديهم القدرة على الهجوم، ولديهم الدافع».
ويعتقد قادة جيش الإسرائيلي في الشمال أن إسرائيل سوف تخرج منتصرة بقوة ضد حزب الله، على الرغم من مخزونات الأسلحة الضخمة التي تمتلكها الجماعة والمخاوف بشأن قدرة الدفاع الجوي الإسرائيلي ضد الهجمات من الشمال، بحسب صحيفة «نيوزويك الأمريكية».
وقال المقدم (احتياط) ياردين، إن «حزب الله ليس نداً على الإطلاق للجيش الإسرائيلي. ما يحدث في غزة اليوم هو مجرد لعب أطفال، مقارنة بما قد يحدث في الشمال في لبنان».
تحذيرات أممية
وخارج إسرائيل، حرص حلفاؤها ودول أخرى في المنطقة على تجنب المزيد من التصعيد، على الرغم من أن التقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة حذرت حزب الله من أنها لا تملك سوى القليل من القوة في صد الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أواخر الشهر الماضي من أن الشرق الأوسط والمجتمع الدولي «لا يستطيعان أن يسمحا للبنان بأن يصبح غزة أخرى».
وبحسب السلطات الإسرائيلية، فقد نزح ما بين 60 و70 ألف شخص من سكان شمال إسرائيل. وفي البداية، تم نقل العديد من السكان، بما في ذلك 7000 من مستوطنة ماتي آشر، إلى الفنادق، لكن بعضهم انتقل الآن إلى أماكن إقامة أكثر ديمومة في مختلف أنحاء البلاد، مثل تل أبيب والقدس. أما أولئك الذين كانوا على بعد ميلين فقط من الحدود فقد تم إجلاؤهم بالكامل، بينما بقيت المنازل الواقعة إلى الجنوب في أماكنها إلى حد كبير.
ومنذ عدة أشهر، تنفذ إسرائيل حملة من الغارات الجوية، تستهدف ما تصفه قواتها العسكرية بشخصيات رفيعة المستوى في حزب الله وأعضاء رفيعي المستوى في المنظمة. وركزت الهجمات الإسرائيلية بشكل أساسي على المناطق الحدودية، مما دفع إلى إجلاء جماعي للسكان من جنوب لبنان، لكنها وصلت إلى مناطق مثل مدينة بعلبك اللبنانية، وعمق لبنان وشرق بيروت.