إيران تغلق مجلة شهيرة بعد تحذيرها من دق طبول الحرب
السلطات القضائية الإيرانية توقف إصدار مجلة أسبوعية معروفة بنهجها الإصلاحي على خلفية تناولها احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية مع أمريكا.
أوقفت السلطات القضائية الإيرانية إصدار مجلة أسبوعية معروفة بنهجها الإصلاحي على خلفية تناولها في عددها الأخير احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن.
وأوردت وسائل إعلام محلية أن نسخ مجلة صدا (الصوت) جرى مصادرتها من الأسواق فضلا عن حظر إصدارها مجددا، بناء على اتصال هاتفي من الشعبة الرابعة بمحكمة الثقافة ووسائل الإعلام في طهران مع مديري التحرير في هذه المطبوعة.
- 3 أسلحة أمريكية بالشرق الأوسط لردع إيران.. أحدها "قاذفات بي-52"
- إيران في أسبوع.. تصعيد نووي وتجسس الحرس الثوري يثير الغضب
وفي الوقت الذي لم تذكر مصادر قضائية إيرانية سببا واضحا وراء إيقاف مجلة صدا الإصلاحية، انتقدت صحف أصولية وموالون لنظام المرشد الإيراني علي خامنئي على منصات الفضاء الافتراضي عنوانا رئيسيا لافتا لها على صدر نسختها الأخير جاء فيه أن (مفترق طرق الحرب والسلام.. هل يخسر أم ينقذ المعتدلون إيران من الحرب مجددا).
وألمحت المجلة الإيرانية التي خصصت مساحة كاملة لصورة حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن، في حين استطلعت داخل متنها آراء محللين سياسيين حول الخسائر والتداعيات المرتقبة حال اتخاذ طهران قرارا بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة الدولية.
وأشارت مجلة صدا إلى أن التوتر زاد بشكل مطرد بين طهران وواشنطن منذ إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في مايو/أيار 2018، في حين لفتت إلى أن أمريكا أرسلت عددا من قاذفات القنابل بي- 52 إلى بعض قواعدها العسكرية في المنطقة كمؤشر على ارتفاع حدة التوتر عسكريا بين البلدين.
وهاجم أصوليون إيرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي المجلة الإصلاحية التي بدأت عملها في 2014 بدعم من حزب كوادر البناء التابع لتيار الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني (1989-1997)، بدعوى تلميحها ضمنيا إلى الدخول في مفاوضات دبلوماسية مع أمريكا التي تستهدف ترهيب إيران "نفسيا"، على حد تعبيرهم.
وتعرضت المجلة نفسها إلى الإيقاف عدة مرات بسبب انتقادات حادة من أصوليين، حيث نشرت مقالا ساخرا عام 2016 بقلم الكاتب الإصلاحي الساخر آيدن سيار سريع ألمح فيه بشكل مستتر إلى شخصيتي كل من خامنئي والرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد (2005 - 2013) حيث توقفت عن الإصدار بشكل طوعي بناء على قرار من مدير تحريرها السابق محمد قوتشاني.
وفي أغسطس/آب عام 2017 أعلنت هيئة المحلفين بمحكمة المطبوعات الإيرانية بإجماع الآراء اتهام إدارة تحرير مجلة صدا بإهانة كبار المسؤولين في البلاد، فضلا عن تجريم المجلة الأمر الذي انتهى بإيقاف المجلة بزعم أن التفسيرات التي ساقتها وسائل إعلام أصولية بخصوص مقال سيار سريع الساخر بعنوان (استغرقوا في النوم.. لن يأتي روبين هود) كانت موجهة لشخص المرشد الإيراني.
aXA6IDQ0LjIyMi4xMzQuMjUwIA==
جزيرة ام اند امز