إيران في أسبوع.. تصعيد نووي وتجسس الحرس الثوري يثير الغضب
الأسبوع الماضي في إيران شهد عددا من الأحداث السياسية على رأسها نكث طهران بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي المبرم قبل 4 أعوام.
شهد الأسبوع الماضي في إيران عددا من الأحداث السياسية على رأسها نكث طهران بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي المبرم قبل 4 أعوام.
وقررت إيران، على لسان رئيسها حسن روحاني، تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بالإضافة إلى منح نظام طهران الدول الأوروبية مهلة 60 يوما لتنفيذ التزاماتها الاقتصادية والتجارية بموجب الاتفاق، في ظل تشديد الولايات المتحدة من عقوباتها.
- إيران في أسبوع.. قمع أمني يتواصل ومخاوف من تصنيف الإخوان "إرهابية"
- معارِضة إيرانية بكندا تكشف مؤامرة الحرس الثوري لإجبارها على التجسس لصالحه
ورغم إعلان أوروبا أنها ستضطر إلى إعادة فرض عقوبات على طهران حال انتهكت الاتفاق النووي، أبلغت إيران سفراء الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) بقرارها "التوقف عن تنفيذ بعض التزاماتها" بموجب الاتفاق النووي.
واعتبرت المقاومة الإيرانية، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أن تعليق طهران بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي خطوة تؤكد ضرورة إزالة جميع مشاريعها النووية اللاوطنية.
وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، على لسان زعيمته مريم رجوي، في بيان، إنه يتوجب تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، فضلا عن وقف كامل أنشطة تخصيب اليورانيوم، حيث يتذرع نظام ولاية الفقيه باستخدام أسلحة الدمار الشامل والحروب في المنطقة بغرض إطالة أمد بقائه في الحكم.
وأشارت المقاومة الإيرانية التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق (معارضة) إلى أن حرية وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مراكز ومنشآت نووية إيرانية مشبوهة تعد أمرا ضروريا، بهدف حرمان نظام الملالي من الوصول إلى تصنيع القنبلة النووية.
- القاصي مهر.. مدعي عام طهران الجديد المؤيد لـ "إعدامات الميادين"
- لقاء غير مسبوق بين أجهزة استخبارات إيران خشية توتر الأوضاع داخليا
وأجمع محللون سياسيون على أن نكث إيران بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي المبرم قبل 4 أعوام يزيد من احتمالات تعرضها لعواقب وخيمة، فضلا عن غموض مصير المعاهدة النووية برمتها.
واستطلعت شبكة دويتشه فيله الألمانية، في نسختها الفارسية، آراء عدد من الخبراء الأكاديميين على خلفية تعليق طهران بعض التعهدات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وتخزين الماء الثقيل في منشآتها النووية، حيث لفت رضا علي جاني (محلل سياسي) إلى أن النظام الإيراني ينسحب تدريجيا من الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى.
واعتبر محلل إيراني أن المنشآت النووية في طهران تواجه احتمالية التوقف عن العمل تدريجيا بعد إلغاء الولايات المتحدة تمديد إعفاءات نووية كانت تتيح مبادلة اليورانيوم المخصب بالطبيعي المعروف باسم "الكعكة الصفراء" مع بلدان أخرى مؤخرا.
- تورج زنجنة.. مدير الخطوط الجوية الإيرانية الجديد متهم بالفساد
- مسؤول إيراني سابق يفضح "الفساد الممنهج" لاستخبارات الحرس الثوري
وأشار رضا تقي زادة (معارض)، الخبير المتخصص بالشؤون الشرق أوسطية في جامعة اجلاسكو البريطانية، إلى أن حالة اضطراب عمت أوساط المسؤولين الإيرانيين بعد إغلاق مفاعل بوشهر قبل شهرين، حيث بادروا إلى تقديم ذرائع مختلفة في هذا الصدد.
وتثار شكوك دولية بشأن مدى التزام إيران بالاتفاق الذي وقعت عليه مع القوى الكبرى، غير أنها استغلت مرحلة الرفع الجزئي للعقوبات، وسعت تحت مظلة الاتفاق النووي لتوسيع نفوذها العسكري في بلدان مجاورة عبر برامج صواريخ باليستية، فضلا عن تمويل مادي ولوجستي لمليشيات مسلحة.
وفي سياق منفصل، أعرب نشطاء إيرانيون عن مخاوفهم حيال مصير 40 شخصا على الأقل بعد اعتقالهم من قبل أجهزة أمنية عقب تظاهرهم أمام مبنى البرلمان في طهران؛ تزامنا مع ذكرى اليوم العالمي للعمال مطلع الشهر الجاري.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، في نسختها الفارسية، أن عشرات المحتجين المعتقلين أودعوا رهن الاحتجاز في زنازين بمعتقلات إيفين وقرتشك وفشافوية والمعروفة بسيئة السمعة، بسبب ارتكاب انتهاكات حقوقية بالغة ضد النزلاء داخلها.
وطالبت تنظيمات نقابية مستقلة، أبرزها اتحاد العمال الحر في إيران، ونقابة سائقي حافلات طهران، ومجلس تنسيقية نقابات المعلمين؛ بضرورة الإفراج فورا عن جميع معتقلي يوم العمال.
ففي شهر أبريل/نيسان الماضي، شهدت إيران قرابة 208 حركات احتجاجية في نحو 70 مدينة، اعتراضا على السياسات الوحشية والأداء الفاشل للنظام.
وأظهر تقرير جديد صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا له، أن الاحتجاجات والإضرابات العمالية استمرت داخل البلاد رغم الإجراءات الأمنية القمعية لعرقلة أنشطة معاقل الانتفاضة التي تقودها منظمة مجاهدي خلق (معارضة).
ورغم تنازع في الصلاحيات الأمنية بين الجهتين فإن وسائل إعلام إيرانية محلية كشفت عن لقاء مشترك جمع بين وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي والقائد الجديد لمليشيا الحرس الثوري حسين سلامي، في خطوة وصفت بغير المسبوقة.
- إيران تنكث بعض وعود "النووي" وتحذير أوروبي من تأجيج الأوضاع
- محلل إيراني: أنشطة منشآت طهران النووية توشك على التوقف
هذا التقارب بين الجهتين أرجعه مراقبون إلى مخاوف جدية من احتمالية توتر الوضع داخليا، بسبب استياء عارم من فشل نظام ولاية الفقيه حيال الأزمة الاقتصادية والمعيشية المتردية.
وذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية (شبه رسمية) أن اللقاء ضم عددا من المسؤولين الأمنيين على رأسهم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري حسين طائب، ومحمد كاظمي رئيس وكالة أمن المعلومات باستخبارات الحرس الثوري، على حد قولها.
وأخيرا، كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (معارض) عن وجود تهديدات من جانب جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري بغرض محاولة تجنيد فاشلة لمعارضة إيرانية مقيمة في كندا مناهضة لسياسات نظام ولاية الفقيه.
وأشار بيان صادر عن المقاومة الإيرانية (تمثلها منظمة مجاهدي خلق) إلى أن استخبارات الحرس الثوري ضغطت على المعارضة نرجس غفاري مسؤولة إذاعة "آوا"، لإجبارها على التجسس قسرا لصالح طهران.
- المقاومة الإيرانية: يجب إزالة كافة مشروعات طهران النووية "اللاوطنية"
- إيران تنكث بالتزاماتها النووية.. عواقب وخيمة ومصير غامض
وذكر البيان، الذي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن النظام الإيراني هدد من خلال كل من استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإرهابية أفراد عائلة غفاري المقيمين داخل البلاد.
وأوضحت غفاري أن أحد أفراد عائلتها تمكن من الاتصال بها هاتفيا في تمام التاسعة صباح يوم الإثنين 22 أبريل/نيسان الماضي، ناقلا لها رسالة تهديد تنحصر في التوقف عن أنشطتها المعارضة بالخارج، حسب ما وصلت إليهم من عناصر استخبارات الحرس الثوري، وفقا للبيان.
وأضافت المعارضة الإيرانية التي تقيم بشكل دائم في كندا أن رسالة التهديد تضمّنت أيضا مساومتها بالتوقف عن الدعاية ضد نظام طهران، نظير عدم التعرض لها بسوء سواء خارج البلاد أو في حال قررت العودة إلى إيران مجددا.
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA==
جزيرة ام اند امز