سجن أيقونة الاحتجاجات في إيران.. وابنة رفسنجاني تهاجم الخميني
محكمة إيرانية تقضي بسجن أيقونة احتجاجات شعبية عارمة اندلعت قبل عام واحد، اعتراضا على سياسات نظام ولاية الفقيه
قضت محكمة إيرانية بسجن أيقونة احتجاجات شعبية عارمة اندلعت قبل عام واحد، اعتراضا على سياسات نظام ولاية الفقيه الحاكم منذ 4 عقود في البلاد، رغم غموض مصيرها على مدار أشهر مضت.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، الأحد، عن بيام درفشان محامي فيدا موحدي (31 عاما) التي عرفت باسم فتاة شارع الثورة (وسط طهران) أن موكلته قد حكم عليها مؤخرا بالسجن لمدة عام، حيث تقبع رهن الاحتجاز في سجن مدينة الري الواقعة جنوب شرق العاصمة الإيرانية.
- من طهران إلى الخرطوم.. نساء أصبحن أيقونات للثورات
- فائزة رفسنجاني: نظام إيران ينهار وحكومة روحاني فاشلة
وأوضح درفشان أن حكما نهائيا صدر بحق فيدا في مطلع مارس/آذار الماضي بدعوى اتهامها بالتحريض على الفساد والفسق لتلويحها بغطاء رأسها لدى وقوفها أعلى منصة في شارع رئيسي وسط طهران، بالتزامن مع الاحتجاجات التي اجتاحت 100 مدينة إيرانية كبرى في نهاية عام 2017، واستمرت حتى نهاية يناير/كانون الثاني 2018.
وطالبت فيدا موحدي عدة مرات بالحصول على عفو مشروط من قبل القضاء الإيراني لرعايتها طفلة حديثة الولادة لكن دون جدوى حتى الآن، في حين اعتقلت سلطات طهران قرابة 29 فتاة إيرانية بسبب إقدامهن على التلويح بأغطية الرأس البيضاء تضامنا مع موقف موحدي.
وتحولت صورة الإيرانية فيدا موحدي (31 عاما) إلى أيقونة بوسائل إعلام عالمية بعد وقوفها بمفردها أعلى منصة في شارع انقلاب (الثورة) وسط طهران، لكي تندد بسياسات نظام ولاية الفقيه العدائية، وقمع السلطات الأمنية للاحتجاجات الشعبية بعموم بلادها.
سلطات طهران اعتقلت "موحدي" حينها لعدة أسابيع قبل أن يفرج عنها لاحقا، ثم اختفت تماما عن الأنظار، إلى انتشرت مطالبات من حقوقيين ونشطاء إيرانيين في الداخل والخارج عبر منصات التواصل الاجتماعي بالبحث عن مصيرها.
ولا يتوافر الكثير من المعلومات عن فيدا موحدي سوى أنها أم لطفلة تبلغ من العمر 19 شهرا، فضلا عن اعتلائها منصة بطهران بالتزامن مع التظاهرات لتلوح بوشاحها المعلق على عصا خشبية، قبل أن تنقض عليها عناصر أمنية لاعتقالها.
وتحول المشهد بأسره إلى حافز لخروج نساء إيرانيات أخريات للاعتراض في الشوارع ضد نظام المرشد الإيراني علي خامنئي، بل قيادة إضرابات واعتصامات عمالية في أنحاء متفرقة من البلاد.
وظلت واقعة فتاة "شارع انقلاب" حديثا متواصلا لعدة أشهر بين الإيرانيين عبر منصات الفضاء الافتراضي، من خلال هاشتاق لافت بعنوان "دختر خیابان انقلاب کجاست؟" أو "أين فتاة شارع انقلاب؟"، باعتبارها وجها نسويا معارضا للنظام الثيوقراطي القابع على حكم إيران منذ عام 1979.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصدرت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها بيانا تطالب فيها السلطات الإيرانية بالكشف عن مصير فيدا موحدي المجهول بعد اعتقالها، خاصة في ظل تساؤلات الإيرانيين التي وصلت إلى مسامع وسائل إعلام عالمية.
وتضامنت ناشطات ومعارضات إيرانيات في المهجر، أبرزهن شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 مع فيدا موحدي، حيث أكدت ضرورة التوقف فوريا عن القمع الأمني ضد النساء ببلادها، إلى جانب الاعتقالات التعسفية ضد الناشطات والمدافعات منهن عن حقوق الإنسان وسجناء الرأي في البلاد.
وعلى صعيد متصل، شنت فائزة رفسنجاني نجلة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني (1989-1997) هجوما حادا ضد السياسات المعمول بها حيال النساء في ظل النظام الثيوقراطي الحاكم بالبلاد، حيث اعتبرت أن مجيء المرشد السابق الخميني إلى طهران عام 1979 حول حياة الإيرانيات إلى جحيم.
وأضافت الابنة الثانية لرفسنجاني الذي رحل على نحو غامض قبل عامين، خلال مقابلة مع دورية شهرية محلية تدعى (حق ملت)، أن مشرعي الدستور الإيراني أغفلوا المواد الخاصة بحقوق النساء بسبب قلة خبرتهم في الحكم قبل 40 عاما.
وأكدت الناشطة الإيرانية الإصلاحية أن الخميني لو كان قد ظل مدة أطول في منفاه بالعاصمة الفرنسية باريس لتحولت أوضاع النساء الإيرانيات إلى جنة في الوقت الراهن، حسب تعبيرها.
وانتقدت فائزة رفسنجاني، التي اعتقلت عام 2009 بسبب دعمها احتجاجات ما عرفت بـ"الحركة الخضراء" المناهضة لتزوير الانتخابات الرئاسية، العنف المنزلي ضد النساء في البلاد، فضلا عن خلو حكومة الرئيس حسن روحاني من أي عنصر نسائي بمنصب وزير، خلافا لوعود سابقة أطلقها خلال حملته الانتخابية لولاية ثانية.